زياد صلاح وبناء جامعة مؤتة

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –

“لا يذكر الفضل لأهله إلا ذوي الفضل” ومن هنا قيل بضرورة ذكر أصحاب الفضل والثناء على مواقفهم وعدم… انكار فضلهم.
كنت أتذكر هذه المقولة وأنا اقرا كتاباً (رسالة) موجهة من الشخصية المعروفة الدكتور عوض خليفات الذي كان رئيساً لجامعة مؤتة الى المهندس المميز زياد صلاح، الذي قام بإنجاز بناء الجامعة واستحق على ذلك التقدير.
الرسالة تنم عن تقدير لجهد المهندس صلاح وإبداعه والإقرار بتميزه وتحمله العمل وتضحياته في قوله.
“على الرغم مما اكتنف مسيرتنا اثناء العمل من اختلاف في بعض وجهات النظر وما رافقها من شد وغلظة أحيانا، إلا أن الذي ساد بيننا هو المحبة لهذه المؤسسة والعمل لخدمتها وتمطي الصعاب وتذليل العقبات حتى تكللت بالنجاح لجهودنا جميعاً”.
كان الدكتور خليفات كعادته منصفاً وموضوعياً وحافظاً للفضل والإنجاز الذي لن يطوي حتى وإن حاول الحاسدون كما قال الشاعر “وإذا أرادَ اللهُ نَشْرَ فَضيلةٍ طُويتْ أَتاحَ لها لِسَانَ حَسُودِ”.
وهذه الفضيلة اتيح لها رسالة من يقدر
صاحب الرسالة ذكرنا بفضلها وإن بعد أكثر من ثلاثين سنة، فهذه الرسالة مؤرخة في 12 / 11 / 1991، حيث كانت الظروف صعبة والمشروع لم يتعطل زمن الحرب على العراق وازمة الخليج التي سببها العدوان الغربي على العراق. ولكن زياد صلاح كان يؤمن أن ما يقوم به إنما هو عمل وطني ينتظره الكثيرون.
فجامعة مؤتة كان الرهان عليها في تحمل المسؤولية لتكون منارة علم ورافعة معرفة وأداة خدمة وطنية رفيعة.
لم يترك المهندس زياد صلاح بصمات إبداعية في جامعة مؤتة، بل كان ايضاً وطوال عمره المهني الممتد لأكثر من أربع عقود من العمل الإبداعي والإنجاز، وقد ترك ايضاً أعمالاً مميزة في إنشاء مسجد الملك المؤسس وكليات جامعية ومرافق عامة أخرى عديدة ما زالت تزين أفق مدينة عمّان وضواحيها.
كانت رسالة الدكتور خليفات والذي شغل منصب وزير داخلية وعدة مناصب أخرى قد تحدثت عن الجناح المدني في المبنى الدائم للجامعة.
الرسالة تذكر للمهندس صلاح مواقفه الطيبة اثناء الأزمات التي واجهت بلدنا وكيف أنه التزم بالعمل ويدعو الى إنجاز المزيد من العمل بالسرعة المعهودة من المهندس صلاح.
الرسالة التي ما زال يحتفظ بها المهندس صلاح وقد اطلعت عليها أعادت لنا الذكريات حين كُنا نحتفل بوضع حجر الأساس في الجامعة.
كثيرون ممن عرفوا المهندس صلاح يحملون تقديرهم بما فعله الدكتور خليفات.. إذ جاءت نقابة المهندسين الاردنيين بعد ثلاثين سنة من هذه المناسبة وبعد نصف قرن من عمل المهندس صلاح لتكرمه بما يليق به من ثناء وتميز وإبداع… وهاهو المهندس صلاح أطال الله في عمره يسعد بالتكريم ويرضى بما قدمه لأهله ووطنه

Related posts

لميا أم دراكولا* د. سوسن الأبطح

هل تتراجع ألمانيا عن موقفها تجاه الحرب في أوكرانيا؟* د. سنية الحسيني

السمهوري: قرارالجمعية العامة بتحديد سنة لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ملزم