الانشقاقات تضرب المعارضة في الشمال السوري: فصيل”صقور الشام” أصبح 3 كتل

عروبة الإخباري –

عادت الانقسامات للسيطرة على الفصائل المعارضة في الشمال السوري، وذلك بإعلان فصيل “صقور الشام” انشقاقه عن “الجبهة الوطنية للتحرير”، بسبب تهميش الفصيل، ووجود أيادٍ خفية لهيئة “تحرير الشام” في دفعه نحو الانضمام إليها وإضعاف تكتل الجبهة، والذي يعتبر الأكبر في المنطقة.

تجاوزات كبيرة واستبداد

وقال قائد فصيل “صقور الشام” عيسى الشيخ في بيان إن قرار الانشقاق عن “الجبهة الوطنية للتحرير” يرجع إلى “كثرة التجاوزات في الجبهة وتفاقمها”، إضافة إلى “الاستبداد بالقرارات واحتكارها وتجاهل المكونات ونبذ الآراء، وعدم المشاورة وقبول النصائح يجعل ضرر بقاء (صقور الشام) في الجبهة أكبر من نفعه”.

وأعلن الشيخ من خلال البيان انشقاقه عن الجبهة الوطنية والاتجاه للعمل كفصيل مستقل قائلاً: “نحن فصيل (صقور الشام) نعلن انفكاكنا عن (الجبهة الوطنية للتحرير) والعمل كفصيل مستقل بعد الآن، مع التزامنا بكامل واجباتنا الثورية والجهادية”.

انشقاق داخل صقور الشام

لكن الأمور لم تَسر كما أراد الشيخ، إذ أعلنت كتلة داخل فصيله عن تمردها على قرار الانشقاق وإعلان انضمامها إلى “الجبهة الوطنية للتحرير” تحت مسمى “صقور الشام الفرقة- 40”.

وعقب البيان، وظهور الخلافات الداخلية داخل “صقور الشام” بسبب قرار الشيخ بالانشقاق، أصدرت “الجبهة الوطنية للتحرير” بياناً تنصلت فيه من أي مسؤولية في ما وصفتها ب”الخلافات الداخلية”.

وقالت في البيان: “لا علاقة لقيادة الجبهة الوطنية للتحرير في الخلافات الداخلية داخل صقور الشام”، وزعمت إنها “حاولت رأب الصدع وتسوية الخلاف لكن دون جدوى”، مضيفةً أن “الكتلة الأكبر” آثرت استمرار العمل ضمن مكوناتها وبالتالي هي “لا تعتبره انشقاقاً” إنما “إعادة ترتيب وتنظيم داخلي في الفصيل”.

ما علاقة تحرير الشام؟

وأكد مصدر مقرب من “صقور الشام” صحة ما جاء في بيان الشيخ، لكنه أوضح ل”المدن”، أن المشكلة داخلية بالفعل وهي مستمرة منذ أشهر، كما كان هناك تغذية من أطراف خارجية أبرزها فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” وهيئة “تحرير الشام”.

وأوضح المصدر أن أساس المشكلة الداخلية بين الشيخ والكتل المتمردة عن قراره هي المناطقية وتسليم المناصب القيادية للمقربين منه من أبناء منطقة سرجة في ريف إدلب، وتفردهم إثر ذلك في القرارات عدا عن الفساد المستشري داخل الفصيل بسببهم.

ولفت إلى أن الوجهة المحتملة للشيخ ومن أيدوه في القرار داخل “صقور الشام”، والذين يشكلون نحو 40 في المئة منه، هي الانضمام إلى هيئة “تحرير الشام” كنوع من النكاية، مؤكداً أن الأخيرة عملت على تغذية الخلافات الداخلية لأنها تريد شرذمة وإضعاف “الجبهة الوطنية للتحرير” كونها تضم أكبر عدد من الفصائل المعارضة في المنطقة.

وأشار إلى أن قيادة “الجبهة الوطنية” لها مصلحة في إضعاف “صقور الشام” وإزاحته عن دائرة القرار، وذلك يتضح حسب قوله بإعلان الجانب التركي المسؤول عن الفصائل المعارضة بانضمام “صقور الشام- الفرقة 40” على الفور.

وتواصلت “المدن” مع المكتب الإعلامي ل”الجبهة الوطنية للتحرير” للوقوف على الأسباب الحقيقة للخلاف، إلا أنه اكتفى بتزويدها ببيانه الذي يرفع المسؤولية عن قيادتها في خلافات “صقور الشام” الداخلية، كما نفى علمه بأي تغذية مارستها “تحرير الشام” من أجل حصول الانشقاق.

وعليه، فإن “صقور الشام أصبح مكون من 3 كتل، الأولى بقيادة عيسى الشيخ وهي مع قرار الانشقاق، والثانية ضد قراره، بينما الثالثة هي كتلة تضم نحو 800 مقاتل كانت قد انشقت قبل شهر، وانضمت إلى “تجمع الشام” بقيادة أبو عماد زيتون.

وتشكلت “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة للجيش الوطني في أيار/مايو 2018، من اندماج فصائل أبرزها: فيلق الشام، جيش إدلب الحر، صقور الشام، الفرقة الساحلية الأولى، الجيش الثاني، الفرقة الساحلية الثانية، جيش النخبة، الفرقة الأولى مشاة، جيش النصر، وشهداء الإسلام، ولواء الحرية، و”الفرقة-23″.

ويُعد فصيل “صقور الشام” أحد أبرز الفصائل المعارضة التي تشكلت في الثورة السورية وأكبرها، وكان له اليد الطولى في السيطرة على أرياف إدلب وحماة عقب معارك مع النظام السوري.

Related posts

الانتخابات الأمريكية: متى يتم الاقتراع وإعلان النتائج؟

كيف ستتأثر الأسواق المالية بالانتخابات الأمريكية؟

انطلاق المؤتمر العربي الإقليمي الأطراف الاصطناعية