“مركز مستشفى الرشيد”… ما الجديد؟


عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
كان مستشفى الرشد في منطقة أبو نصير على شارع الأردن، محطة طبية مميزة كونه تخصص في الأمراض النفسية وما تشمله من معالجة الأدمان ومسببات وأعراضه.. وقد نال لذلك سمعة طيبة وكرس سنوات طويلة في هذا المجال.
كنت بصدد زيارة صديق بعد انقطاع زيارة المستشفى لعدة سنوات وحين وصلت كان هناك مستشفى آخر بالكاد تعرفت عليه، فقد أرادت إدارته أن تقدم شيئاً مختلفاً، حين بدأت بتغيرات واسعة وإضافات شملت المبنى والمحتوى ومن خلال كوادر مؤهلة من ذوي الكفاءات العلمية الواسعة في كافة الحقول الطبية والإدارية تقديم خدمة للأردنيين وضيوف الأردن من مختلف الجنسيات وبشكل لائق ومميز وجديد مجاراة لما وصلت اليه الأردن من تقدم على المستوى الإقليمي والدولي.
لم اتمكن يومها من مقابلة المدير العام، رفعت المصري الذي كنت قابلته قبل عدة سنوات وكانت عنده أفكار كبيرة، جرى ترجمتها الان
أخيراً في هذا الإنجاز الكبير، وإذا بالمستشفى ينتقل الى مرحلة أخرى تماما حيث التوسعة اللافتة في أقسام كانت قائمة وبناء أقسام جديدة مجهزة بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية وبمواصفات عالمية مدروسة وأجهزة لم يسبق ان تم استيرادها استيرادها.
كانت زيارتي قصيرة لا تفي الغرض ولا تمكنني من الإطلاع الكافي على الإنجازات الكبيرة.
مواطنون عرب في الخارج كنت التقيت العديد منهم وقد سألوا عن هذا المستشفى المعروف بتخصصه في معالجة الامراض النفسية وقد رغبوا دائماً أن يسألوا عن معالجة أمراض أخرى فيه لثقتهم به، فكانت هذه التوسعة والانتقال بهذا المستشفى ليكون شاملاً ومتكاملاً ومستجيباً لمن يقصدونه للعلاج في كافة التخصصات
وقد كانت استجابة الإدارة مخلصة لذلك، فقد تطور المستشفى بشكل لافت من متخصص بالطب النفسي والإدمان في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا الى مستشفى يوفر الرعاية الطبية على مستوى عالمي من خلال فريق طبي شامل من استشاريين واخصائيين في الطب النفسي وعلم النفس والمحللين النفسيين والممرضين.
هناك عدة مستشفيات في مستشفى واحد من مستشفى فيه قسم جديد لامراض النسائية والتوليد والخداج الى الامراض النسائية بكل احترافية ورعاية فائقة.
حين سألت كانت الإجابة أن التوسع المدروس والكبير لم يكن على حساب التخصص الأساسي الذي قام المستشفى من أجله، حين كان وما زال أول مستشفى أردني للاضطرابات النفسية وعلاج الادمان ومستشفى تعليمي في القطاع الخاص بسعة 140 سريراً. لقد افتتح الآن مركز مستشفى الرشيد الذي يحتضن النواة الأساسية مستشفى الرشيد للطب النفسي اليوم وقد تحققت وترجمت الأفكار التي ظل يعمل عليها ويروج لها المدير العام لمركز مستشفى الرشيد رفعت المصري.
بعد أن غادرت قيل لي بامكانك ايضاً مقابلة المدير الفني ذو الخبرات الطويلة الدكتور ناصر تاج الدين، وهو نائب المدير العام، ولكني آثرت العودة لمعرفة كيف يمكن مقابلةالمدير العام الذي رافق المستشفى من موقع المسولية منذ سنوات طويلة (رفعت المصري فقد كنت اريد معرفة الدوافع والطموح الذي كان وراء هذا الانتقال المميز.
كنت بصدد السفر الى بلد لي فيه صديق عالج أحد اقاربه في هذه المستشفى منذ سنوات وتردد على المستشفى وقد كنت اتوقع أن يسألني بعد أن شفي قريبه تماماً عن إمكانية إرسال آخرين للعلاج، وما إذا كان بإمكاني الاجابة عن تطور المستشفى، سيما قسم الطوارئ الذي كان وراء احتضان قريبه حين وصل الى حالة صعبة، فعرفت أن هذا القسم أصبح مجهزا بأحدث الأجهزة لاستقبال الحالات النفسية المضطربة وأن جميع الكادر الطبي فيه لا تقل عن البورد الأردني والبريطاني وشهادات الدكتوارة في اختصاصاتهم النفسية.
أراد المستشفى الذي بدأ منذ سنوات طويلة كحالة من الريادة الجديدة في مجال معالجة الأمراض النفسية في الاضطرابات أن يعالج آلامه وامراضه وكذلك النفسي خاصة وأن التكوين النفسي مميز لكل انسان عن الآخر، ويصاحب هذا التكوين انفعالات ومسلكياته الناتجة عن مصادر تكوينية وبيئية وتربوية ومن نجاحات وفشل ومن سعادة وحزن ومن فرح وألم وأمال وأحلام من الواقع ومن الإحباط وكلها مشاعر نعيشها، فإن اضطربت احتاجت العلاج، وكان الأردن هنا مميزاً بين دول المنطقة.
كان المستشفى الأفضل بحاجة الى ترويج أوسع حين بدأ، فقد كان معالجة الأمراض النفسية تحفه حالات التردد والغموض في الأفكار وثقافة المعالجة النفسية.. أما الآن ومع تحول المستشفى الى مركز مستشفى الرشيد، فقد أصبح الوعي أشمل في الإطلاع أوسع من خلال قائمة التخصصات المختلفة التي لا تجعل المستشفى في عيون المرضى والمراجعين فقط لهذا النوع من التخصص الذي لا يريدون فيه أن يطلع عليهم أحد وهم يعالجون أو يتابعون علاجهم. وبغض النظر عن صحة هذه الفرضية، فقد نجحت الإدارة تماما في تقديم مستشفى مميز هو مركز مستشفى الرشد الذي لمست قوائم المراجعين الاردنيين والعرب والأجانب صحة توجهاته ورؤية إدارية واستجابة للتطور بسلاسة ومعرفة ورؤية صحيحة.
هذا المركز هو مكسب كثير وإضافة مقدرة للطب والمعالجة التي تجعل من الأردن مركزاً مميزاً وانطلاقة أوسع جديدة لتكريس الدور الأردني في مجال الاستشفاء والتعليم، وهي المميزات التي ظلت القيادة الأردنية توجه اليهما وتدعو للتميز فيهما ما استطاعت الى ذلك سبيلاً.. فهنيئاً لأصحاب الفكرة ومجسديها بما دعو ورعوا واهتموا

Related posts

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري

ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟* د. منذر الحوارات