في الأسبوع العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة تجربتي في مركز القرار السياسي* فاديا أبو غانم معلوف

عروبة الإخباري –

يصادف 25 تشرين الثاني “الأسبوع العالمي  للقضاء على العنف ضد المرأة” بغية حث وتعبئة الجهود لوقف العنف ضد المرأة وحماية حقوقها الإنسانية.

إنّ من أبشع وأوسع أشكال الإنتهاك للحقوق هو العنف ضد المرأة والذي تشترك فيه جميع المجتمعات حتى المتطورة منها. فقد بلغت نسبة العنف ضد النساء في قارة أوروبا والدول الغنية 22%، وفي الأميركيتين 25%، وفي أفريقيا 33%، وفي الشرق الأوسط 31%، وفي جنوب شرق آسيا 33%، وذلك بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية لسنة 2023. وتشير الإحصائيات إلى أن الإصابات التي تنجم عن العنف تكلف الدول ما لا يقل عن  7% من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى المعاناة الجسدية والنفسية للمرأة المعنفة وتأثر سلامة المجتمعات بنتائجها.

من المخزي أستمرار العنف كأداة قهر وفوقية وتعصب ضد المرأة، ومن العار أستمرار التمييز والإضطهاد والعدوانية ضدها، ولن تجد مجتمعاً سليماً وناهضاً إلا بتوقير المرأة وتمكينها من إنسانيتها وحقوقها ودورها في المجتمع والدولة.

إنّ القضاء على العنف ضد المرأة يتطلب التوعية والتثقيف والإلتزام القيمي، ويتطلب تشريعات وحماية قانونية تحول دون استمراريته بما في ذلك الحق في اللجوء لسبل الحماية والإنصاف والتعويض القانوني، والحصول على التعليم والرعاية الصحية والاقتصادية.

وهنا لا بد أن نذكر بأن المرأة العربية تعنف بنسبة 31 بالمئة ، هي أرقام  معلنة  عبر الجمعيات المكافحة للعنف والتي سعت وبشكل كبير إلى دعم المرأة عبر حملات واسعة لعدم السكوت عن تعنيفعا. وهي مشكورة جدا” لأنها ساهمت في تعريف المرأة على حقوقها وكسرت  خوفها  (التابو)  وتخطت العوائق الإجتماعية والعائلية.

{ لكن من خلال عملي الطويل في الشأن العام , ان على مستوى رئاسة بلدية المحيدثة- قضاء راشيا لمدة ست سنوات، حيث كنت يومها اول إعلامية واصغر رئيسة بلدية  في في العالم بحسب احصاءات المدن المتحدة في العالم  من العام 1998 -2004  ،    أنجزت خلالها  357 مشروعا انمائيا ، طال البشر قبل الحجر، أم من خلال عملي في الحقل الإعلامي المرئي، المسموع ،   والمكتوب. او من خلال الجمعيات  العديدة التي اسستها  في بلدي لبنان،  وكانت تعنى بشؤون المرأة،  في كافة المجالات الإجتماعية الاقتصادية،  السياسية.

اسمحوا لي أن أعلنها بغصة بعد خبرتي المتواضعة} ، أن أشرس الاعدأء للمرأة في عدم  وصول المرأة الى مركز القرار السياسي هي  المرأة نفسها ، لان (الأنا) هي المعيار في  العمل لا  الجماعة التي اؤمن بها ومارستها طيلة مسيرتي،   علما” إنني وبكل أمانة كانت مهمتي في الحياة وما زالت مساندة كل امرأة ومساعدتها بكل خبرتي ان تكون ريادية ، لأن نجاحها هو نجاحي،  لكنها للأسف بعد ان تأخذ مصالحها تغيب عن السمع  ، حتى ذكر اسمي يزعجها. لكن ذلك لم يثنيني يوما” عن دعم المرأة ، خاصة  المعنفة روحيا”  جسديا”، ماليا” ، عاطفيا” ، لأن الرجل الشرقي وللأسف خاصة عند وجود أطفال فإن الطامة تصبح  اكبر ، وهنا  اناشد عبر موقعي الإخباري  دون أي حساسية من الشريك الرجل الذي اقدره واحترمه  وأنا متأهلة  من زوجي المهندس د. ايلي معلوف الذي ساندني ، كما كانت عائلتي سندي الأكبر،  من اخوتي وأهلي النعمة الكبيرة التي اشكر ربي عليها.

انأشد كل امرأة  أن لا تسكت عن حقها وتعلن على الملأ عما تعرضت له من تعنيف، وانا على استعداد كامل لمساندتها كما ساندت وما زلت ، ربما لأن اسمي ( فاديا )،  مع   المظلوم ضد الظالم ، فكيف اذا كانت امك التي حملت بك في احشائها ان ترضى لها المعاملة الوحشية.

وهنا ايضا لا بد ان نذكر بأن الرجل معنف ايضا”، وهو يمارس على زوجته ذكوريته المتوارثة عبر التربية والمحيط الذي عاشره في حياته. لذلك إن احترام وثقة  الشريكين في العلاقة الزوجية اساس لكي لا تأتي من بعدكم أجيال تربونها بطريقة أشرس،  وهذا ما نقطف ثماره اليوم، إن بتفكك العائلة، ام بهيمنة الأولاد على أهلهم، خاصة مع العولمة وتطور التكنولوجيا، أصبح الأولاد هم من يربون اهاليهم لا العكس، وهنا تكمن الخطورة المطلقة.

اما ثاني عدو لها هو شريكها الرجل وهنا تكون  المعركة الأشرس لإثبات جدارتها  عبر الإنجاز قولا” وفعلا”.

لا شك انني واجهت صعوبة كبيرة في نظرة المجتمع الذكوري الذي  يعتبر أن هذا المنصب هو حق مكتسب له، لكنني تمكنت من  اكتساب تقة اهل بلدتي  وثقة بعض اعضاء المجلس البلدي الذين عملت معهم الند للند ، أم بعملي وجهدي  الذي اخذ من صحتي ومالي ووقتي، بسبب ممارستي للمساءلة والشفافية.

كنت أواجه دائما، لكنني  كسنبلة القمح انحني ولا انكسر، وكان كل من يجابهني يمدني بفيتامين ( القوة.)

{  والذين مع كل محبتي لهم ( لم يستاهلوا فاديا ابوغانم )}:________ مقولة رددتها أمامي رحمها الله رئيسة بلدية بكيفا الشيخة سليمة درغام التي كنت أنجز لها معاملاتها عبر اتصالاتي السياسية حينها في سبيل انماء قريتها.

اعذروني على إطالة الكلام لكن في الختام لا بد أن نشد في هذه المحنة التي تعصف  على اهالينا في غزة ، اسمحوا لي أن أوجه تحية إلى

{{{المرأة الفلسطينية الصامدة بنضالها وصمودها التي استطاعت مجابهة كافة اشكال الظلم والأستبداد والوحشية لتكون خير مثال للبطولة التي لا تكسرها الهزائم،  بردا” وسلاما” عليكم،  وعلى كل امرأة على وجه الأرض.}}}

الكون يتسع لنا جميعا احبتي،  فقط احبوا بعضكم البعض ، لأننا كلنا ولدنا من رحم   الخالق  سبحانه تعالى ، ورحم الأم المقدسة . وجميعنا من التراب وإلى التراب نعود .

فالإيمان الصلب، الخدمة الرحمة الإنسانية والمعاملة الحسنة،   هي من تخلد ذكرانا  عند ربنا يوم الحساب

فاذكر دوما يا انسان انك من التراب والى التراب تعود .

دمتم سالمات، وسالمين أحبائي واخوتي ومشاركينا الكرام الذين أصبح كل فرد منكم هو عائلتي الثانية التي أكن لكم كل الاحترام والتقدير والنجاح في حياتكم ، على أمل أن يعم السلام على هذه الأرض

Related posts

اللي استحوا ماتوا* فارعة السقاف

تجربة النضال الفلسطيني: خصوصية مقاومة تقاوم التعميم* هاني ابو عمرة

كلفة الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي* جواد العناني