مستشار أونروا في غزة: لم أتخيل أبدا أن أرى هذه النكبة الجديدة للفلسطينيين

عروبة الإخباري –

عاش في غزة طيلة عمره، وعمل مستشارا إعلاميا مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) لسنوات طويلة. مع مدينته الحبيبة، واجه عدنان أبو حسنة أوضاعا صعبة وحروبا وأزمات، لكنه لم يتخيل أبدا أن يرى ما يعيشه الآن. بالنسبة له الوضع الحالي يعد “نكبة جديدة للفلسطينيين”.

أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة أونروا في غزة، قال “شهدتُ حروبا كثيرة قبل ذلك في غزة، لكنني لم أرَ حجم هذه المأساة … إنها نكبة جديدة للفلسطينيين، ولم أكن أتوقع أن أرى مئات الآلاف من النازحين الذين تركوا كل شيء”.

وأضاف في تصريحات صحفية “لم أرَ في حياتي، إزالة أحياء كاملة عن الوجود في مدينة غزة. رأيت أناسا، هم سكان مدينة غزة الأصليون، الذين لم يغادروا غزة منذ آلاف السنوات، ولكن اليوم أصبحوا لاجئين ونازحين في مدينة جديدة”.

وأشار أبو حسنة إلى أن “الكل مصاب بصدمة شديدة. وتشعر بأنه كابوس. البعض لا يصدق بأن ما حدث قد حدث بالفعل. اليوم قابلتُ شخصا أتى إلى مقر الوكالة ليطلب تسجيله في إحدى المدارس (مركز إيواء)”.

وأضاف “بدأ يتحدث ويقول إنه فقد 5 من أبنائه وزوجته وأخته. كان يتكلم بطريقة عادية، هو غير مدرك حتى الآن، ما زال في مرحلة الصدمة، وقال إنه يريد أن يبحث عن مكان ليلجأ إليه لأنه لا يملك مالا ولا أي شيء. وقال لي إنه أتى بملابسه فقط”.

وأوضح أبو حسنة قائلا “عندما عرّفني باسمه، عرفت أنه من إحدى العائلات ذات الوضع الجيد في غزة التي تمتلك أعمالا، والآن أصبح لا يملك أي شيء فجأة. وهكذا، يفقد الأسرة، يفقد العمل، يفقد كل شيء، ليبحث الآن عن مكان يلجأ إليه يشعر فيه بالأمان لنوفر له بعض الماء والمواد الغذائية التي لا يتسلمها كل يوم”.

وأكد المستشار الأممي أن هذه المعضلة الكبرى التي يعيشها مئات الآلاف من الفلسطينيين، بجانب عدم الإحساس بالأمان “يعني إذا كنت في مدارس أونروا، وترفع العلم الأزرق لا تشعر بالأمان، في الشارع لا تشعر بالأمان، في العربات لا تشعر بالأمان”، موضحا أن هذا الإحساس لم يشعر به قبل ذلك في غزة، ولم يعشه هو وغيره من الموظفين.

وأضاف “أحيانا أنا نفسي أقف وأفكر، عن ماذا أتحدث؟ هل أتحدث عن المعاناة الجمعية؟ أم معاناة الأفراد والحكايات والروايات؟ كل إنسان لديه قصة، قصة فقدان الأهل والمال والعقار والأرض، وكل شيء”.

وقال أبو حسنة “مرة أخرى يعود الفلسطينيون إلى الصفر، ولا أحد يصدق حتى الآن كيف يمكن أن تتزن الأمور ولا أحد يعرف. والسؤال المركزي الذي يطرحونه دائما هو: كيف ترون الأمور، ما الذي يمكن أن يحدث؟ فلا أحد يستطيع أن يجيب بصراحة”.

وفي حصيلة غير نهائية، استُشهد في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 تشرين الأول الماضي أكثر من 14,530، وأصيب قرابة 35,000 آخرين.

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

“النزاهة” تستضيف وفداً أكاديميّاً من جامعة القدس الفلسطينية

ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 43,391 منذ بدء العدوان الإسرائيلي