عروبة الإخباري –
أعلن شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل تشكيل قيادة عسكرية موحدة تشمل 11 فصيلا عسكريا لمواجهة قوات سوريا الديمقراطية الكردية (قسد) شرقي سوريا، بعد أن تجددت المعارك مؤخرا وفشلت وساطات وتعهدات في رأب الصدع.
وقال الهفل في تسجيل صوتي، إن القيادة العسكرية الجديدة تحمل اسم “قوات العشائر العربية”، ولا تتبع لأي جهة أو حزب، وتهدف إلى تحرير دير الزور من “احتلال” قسد.
وبلغت الخلافات بين قسد ومجلس دير الزور العسكري ذروتها في شهر يوليو الماضي، حينما بدأ قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل (أبوخولة) ما يشبه “التمرد” ضد قسد وسيطرت قواته على عدد من النقاط ردا على مقتل اثنين من عناصر مجلس دير الزور العسكري على يد قوات الشرطة العسكرية التابعة لقسد في بلدة الصّور شمال دير الزور، لتشهد المنطقة حالة استنفار في عدد من القرى قبل أن يُوعز الخبيل إلى عناصره بالانسحاب والعودة إلى التهدئة التي كان متوقّعا ألا تدوم طويلا بسبب سعي قسد إلى تحجيم الخبيل مع وجود خلافات تراكمية بين الطرفين.
وفي الثامن والعشرين من أغسطس، استدعت قسد قائد المجلس أحمد الخبيل إلى اجتماع في محافظة الحسكة، فيما يبدو أنه عمل مُدبّر لاعتقاله، الأمر الذي أشعل فتيل الاحتجاجات من بعض أنصار الخبيل من أبناء عشيرته، إلا أن الأمر تطوّر إلى معظم أرياف دير الزور الشمالية والغربية والشرقية بسبب “الانتهاكات” التي قامت بها قسد بحق أبناء المنطقة خلال عمليات الدهم بدير الزور بذريعة مواجهة خلايا داعش.
وبدا ظاهريا أن اعتقال وعزل أحمد الخبيل هو السبب المباشر لحالة “انتفاضة عربية” ضد قسد في ريف دير الزور، لانتمائه إلى قبيلة “البكيّر” التي تعدّ من أكبر فروع عشيرة العكيدات في سوريا، غير أن دخول معظم العشائر العربية شرق الفرات في المواجهات ضد قسد يثبت أن سبب الغضب العربي أبعدُ من مسألة اعتقال الخبيل، الذي لا يتمتّع بسمعة حسنة في المجتمع المحلي إضافة إلى مسؤوليته هو وأقرباؤه عن انتهاكات جسيمة، إنما يتعلق الأمر، حسب محللين، بمحاولة قسد استهداف الهوية العربية من جهة، وتحجيم دور العشائر الذي وصل إلى حد اتهامها باغتيال أو محاولات اغتيال مشايخ عشائر ذوي ثقل في المنطقة.