دعوة وطنية لم الشمل الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية * عمران الخطيب

عروبة الإخباري –

لقد سبق عملية اليوم السابع من فجر  أكتوبر 2023 قبل شهرين للقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية يوم 30/6/2023، وقد سبق هذا الإجتماع اللقاءات الثنائية، حيث عقد للقاء بين الرئيس أبو مازن رئيس دولة فلسطين مع أسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والوفد المشارك في للقاء العالمين، حيث تم اللقاء في تركيا واستغرق لمدة 3 ساعات وحين الانتقال إلى جمهورية مصر العربية وفي مدينة العلمين تم عقد العديد من اللقاءات الثنائية بين قيادات حركتي فتح و حماس، حيث كانت الأجواء إيجابية إلى حد كبير، كما طلبت الجبهة الشعبية بلقاء مع الرئيس أبو مازن، حيث التقى وفد الجبهة برئاسة جميل مزهر نائب الأمين العام، حيث كان حوار ايجابى  وقد تخلل تلك اللقاءات الثنائية مع قيادات حركة فتح ووفد الجبهة الشعبية في الحوار وفي العموم كانت الأجواء تسير خلال جلسة الأمناء العامين للفصائل بشكل جيد فقد عبرت كافة الفصائل بكل حرية عن رؤيتهم  ولم يمنع أي فصيل من إبدأ الرأي، وكان عتب الرئيس أبو مازن على الفصائل التي لم تشارك الصاعقة والجبهة الشعبية القيادة العامة تضامن مع الجهاد الإسلامي.

حيث كانت أسباب الغياب اعتقال بعض العناصر من الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية وقد تم التوضيح من قبل الرئيس ابو مازن بأن لم يتم اعتقال اي فلسطيني لأسباب الإنتماء السياسي بل بسبب قيام البعض بإعمال الفوضى وتخريب والاعتداءات على المؤسسات والممتلكات العامة، ومع كل ذلك كانت الأجواء إيجابية وتم تشكيل لجنة متابعة للترجمة ما تم الإتفاق عليه وتحضير للعقد للقاء قريب جدا، وقد يتم إزالة نقاط الخلاف والوصول إلى التوافق الوطني من أجل  تشكيل حكومة توافق وطني والعمل على الشراكة السياسية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية وانضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي للمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها التنفيذية وتشريعية،  إضافة إلى الفصائل التي انقطعت عن المشاركة الفعلية بمنظمة التحرير لقد تعطلت جهود العودة إلى الجوار، بعد نشوب الحادث المؤسف في مخيم عين الحلوة وكان يتم العمل على ترميم تلك الأحداث المؤسف، والآن قد حدثت عملية طوفان الأقصى  وما نزال نعيش العدوان وحرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة ولا نستطيع بأن نحكم على النتائج المترتبة على ذلك ولكن في إنتظار الخواتم، خاصة بعد النتائج الأولية لعملية طوفان الأقصى  حيث أصيبت” إسرائيل” بصدمة والمفاجئة وكذلك حلفاء وأصدقاء” إسرائيل” فقد تمكنت من الحصول على تفويض في القيام بعدوان إجرامي شاسع مدمر على المواطنين الفلسطينيين بقطاع غزة، كما تم إستغلال وجود مدنيين من بين الأسرى لدى حماس ومن جنسيات مختلقة،  وقد أصبح النظام الدولي يدعم الإحتلال الإسرائيلي بسبب احتجاز هؤلاء المدنيين بل تتعمد”إسرائيل” على قتل المحتجزين الأجانب حتى يتم تحميل حماس المسؤولية، وهي تماطل في تسهيل مهمة الإفراج عن المدنيين، وما يزال يصيبهم الغرور رغم فشل المنظومة الأمنية والعسكرية ولم يتمكن من تحرير أسرهم من قبضة المقاومة الفلسطينية الباسلة.”إسرائيل”  والإدارة الأمريكية ودول أوروبا تعتبر حركة حماس على غرار” تنظيم الدولة الاسلامية ” داعش”، قيادة حماس تقدمت بخطاب على للسان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تحدث بلغة متناقضة،  حيث أشاد في المقاومة الباسلة وفي عملية طوفان الأقصى بقيادة القسام ويدعو إلى  وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات للحل السياسي على أساس  حل الدولتين، إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا ما يتناقض مع خطاب حماس السياسي، في حين يطل علينا من العاصمة اللبنانية بيروت أسامة حمدان ويطلق البيانات الصحفية وكأنه يتحدث من قطاع غزة وبلغة التعالي رغم حالة الدمار الشامل بقطاع غزة 10500 من الشهداء وما يقرب من  25 ألف من الجرحى والمصابين، إضافة إلى آلاف من  المفقودين.

والمؤسف بأن قيادات حماس تتصرف وكأن شيئاً لم يحدث، وهذا يدلل على قصر النظر وغياب النضوج السياسي، ولم  يتم الاستفادة من تجارب حركات التحرر في دول العالم. على  قيادات حركة حماس بأن تتصرف بمسؤولية وطنية بعيد عن عقلية الحزب أو الفصيل نحن أمام تحديات  ومخاطركبيرة جدا   وفي نفس الوقت فإننا  أيضا أمام. حركة تضامن واسعة  النطاق في مختلف ارجاء العالم ، لم تتضامن مع فصيل او حركة أو حزب بل التضامن  الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للابادة الجماعية وينضال  من أجل الحرية وتحرر الوطني وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري. من جانب آخر على حركة حماس بشكل  خاص والجهاد الإسلامي ومختلف  الفصائل خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية بأن ندعو  إلى عقد للقاء لم الشمل الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها حيث  تشكل المنظمة الغطاء التمثيلي  والشرعي والقانوني لكل أطياف الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات والدعوة إلى التوقف عن جلد الذات وتوجيه الاتهامات والتي لا تسمن ولا تغني من جوع  حيث يتعايش الكثير على التناقضات  والعمل على إثارة الفتنة الداخلية بمختلف الوسائل.

 

١-منظمة التحرير ليست مجرد مكتب  أو فرد أو فصيل أو  ملكية خاصة  او فردية ، المنظمة الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني ويعني  ذلك الفصيل يمثل نفسه والمنظمة تمثل  الجميع.

2- السلطة الوطنية الفلسطينية لم تتحقق  بشكل مجاني بل هي إنجاز وطني بأمتياز وقد تدرجة هذة السلطة  إلى أن أصبحت ،دولة فلسطين عضوا مراقب في الأمم المتحدة والانضمام إلى مختلف المؤسسات الدولية بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية لذلك

هذه الإنجازات الوطنية يجب أن توظف لمصلحة الشعب الفلسطيني، قد نختلف ونتوافق من حيث المواقف السياسية  ولكن علينا بأن نحافظ على  الإنجازات ونبني عليها.

3 -كما علينا بأن لا نغفل وندير ظهراً للتطورات السياسية وعلينا البناء على إنجازات المقاومة الباسلة على كافة المستوى الميدانية يجب أن توظف لمصلحة الشعب الفلسطيني  من خلال القيادة السياسية المتمثلة  بمنظمة التحرير الفلسطينية.

4 -يجب أن لا نتصل من بعضنا البعض، ويعتبر كل طرف بأن هو البداية ونهاية وخاصة ونحن نعيش في أوجه العدوان الإسرائيلي المدعوم من الإدارة الأمريكية ومختلف دول أوروبا و حلف الناتو.

5 -الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية اللجنة التنفيذية

والفصائل الفلسطينية والحكومة الفلسطينية  تقود التحرك في مختلف المجالات السياسية والدبلوماسية  ليس فقط  لمجرد  اللقاءات السياسية بل إلى وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة ،حيث بذل الوفد الفلسطيني وسفير دولة فلسطين في الأمم المتحدة جهود كبيرة حتى تمكننا مع الدول العربية والإسلامية ودول العالم  في إصدار قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بموافقة 120 دولة لوقف إطلاق النار  وتسير إعمال الإغاثة والمساعدة لشعبنا الصامد الصابر المكافح وتأكيد على رفض التهجير بكل الوسائل.

6 -تؤكد القيادة الفلسطينية برفض الفصل السياسي والجغرافي بين ارجاء الوطن لا دولة فلسطينية في غزة ولا دولة بدون غزة ،  كما تم رفض تسلم أموال الضرائب المقاصة بسبب خصم المبالغ التي تخصص للقطاع غزة والكلام  حول عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة

ليس في الأمر الغربب من حيث المضمون فإن السلطة الفلسطينية هي التي تتحمل المسؤولية الوطنية والسياسية  والاقتصادية والصحية والحياتية بقطاع غزة. وفق إتفاق أوسلو يتضمن تسلم  السلطة  غزة أريحا وفي نفس الوقت فإن عودة السلطة تولي مسؤوليتها أمر طبيعي ، ولكن من غير الطبيعي بأن يعلن فصيل ويقدم نفسه على إنه مستعد للمفاوضات السياسية على أساس حل الدولتين وإنهاء الصراع  كما سبق وقدم نفسه السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. ويطل  علينا أسامة حمدان من العاصمة اللبنانية بيروت ومع السيد غازي حمد مسؤول المعابر في حركة حماس وكلهم يطلقوا التصريحات من بيروت ، كان عليهم إصدار البيانات العسكرية من قطاع غزة على غرار مسؤول الإعلام العسكري أبو عببدة كان على قيادات حركة حماس بأن  لا تغادر قطاع غزة وتقيم في قطر وبيروت وتركيا  وماليزيا وأن تتحل في المسؤولية الوطنية وبأن لا تقفز في الهواء فما تزال فلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وعاصمتها القدس  تحت الإحتلال لذلك  علينا بأن نحتكم إلى الحكمة والموعظة الحسنه ونتقي الله وشعبنا من يقدم التضحيات الكبيرة .ويدفع الثمن  الباهض بمعركة طوفان الأقصى المبارك،،

 

بسم الله الرحمن الرحيم

سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَٰنًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِـَٔايَٰتِنَآ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَٰلِبُونَ.

 

Related posts

لميا أم دراكولا* د. سوسن الأبطح

هل تتراجع ألمانيا عن موقفها تجاه الحرب في أوكرانيا؟* د. سنية الحسيني

السمهوري: قرارالجمعية العامة بتحديد سنة لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ملزم