عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
كيف استطاعت الأردن أن تقفز الى المرتبة الأولى لانتاج الفوسفات عالمياً بعد أن لم تكن في هذه المرتبة، ولعل أسباب وعوامل عديدة هي التي مكنت الأردن من ذلك في مقدمتها الإدارة والتخفف من البيروقراطية والتصميم على زيادة الانتاج وإعادة استثمار الأرباح في الانتاج والعمل على تقليل الكلف وإعادة بيع وتأهيل كميات كانت منتجة من قبل ومهملة ومتراكمة واختيار شركاء عالميين قادرين.
كان في المقدمة الصين التي تراجع انتاجها لعوامل ذاتية أبرزها تلوث المياه نتاج الانتاج الجائر ثم جاء المغرب الذي لديه أكبر احتياط عالمي ولكن انتاجه لم يتطور ثم تاتي الولايات المتحدة التي انخفض انتاجها وبعد ذلك تأتي روسيا وبعد روسيا كان الاردن الذي احتل المرتبة الخامسة عالمياً… فكيف قفز الى المرتبة الأولى حيث تمتلك الأردن احتياطي من الفوسفات يقدر بمليار طن.
وتأتي بعد ذلك المملكة العربية السعودية وبعد السعودية فيتنام ثم البرازيل وبعد البرازيل مصر ثم البيرو.
لفت انتباهي قدرة الأردن على التخطي لتصبح في المقدمة كما ذكر الرئيس التنفيذي المدير العام في الفوسفات وقد عزى ذلك لقدرة مجلس الإدارة وعلى رأسه البروفيسور محمد ذنيبات، الذي وضع في إرادته أن تبلغ الفوسفات من الانتاج وتقليل الكلفة وتحسين النوعية المنتجة وفتح أسواق جديدة وتعظيم الشراكات.
ما كان لهذا أن يحدث من قبل، ولكن شعار الفوسفات في السنوات الأخيرة هو من سار على الدرب وصل ومن توفرت لديه الإرادة لا يعدم الوسيلة، ومن جد وجد، فكانت النتائج الباهرة وسط تنافسية شديدة وتزاحم في السوق وتراجع الطلب.
لقد تصدرت أربع دول عربية قائمة عشر دول من احتياط الفوسفات هي الأردن والمغرب وتونس ومصر والجزائر.
ورغم اهتمام دول العالم بهذه المادة الضرورية للزراعة من خلال الأسمدة المنتجة وكذلك للصناعة وربط إدارتها بأعلى الدوائر المسؤولة في تلك البلدان، كالمغرب التي تربط الفوسفات بالديوان الملكي وتخصص لها دائرة فيه، الاّ ان الأردن في شركة الفوسفات الأردنية القائمة وهي خليط بين ملكية الدولة والقطاع الخاص وشركات حليفة ودولية، استطاعت أن تتقدم وبخطى مدروسة في الانتاج أو الاكتشافات الجديدة وتأهيلها.
الأردن الآن سبق المملكة العربية السعودية وكذلك المغرب، لقد اكتشف الأردن الفوسفات مبكراً حين أسس الشركاء حتى تأسست شركة للقطاع الخاص فيها من الشركاء أمين قعوار الذي كان مفوضاً بالتوقيع باسم الشركة ومعه رفعت المفتي وفرنسيس إميلي نيوتن، وقد تطورت الملكيات وأصبحت الفوسفات مملوكة للدولة ثم شراكة بين القطاع العام والخاص، وأخذت اسم شركة مناجم الفوسفات الأردنية المساهمة العامة المحدودة.
وفي الاستدلال على طبيعة العمل وصحة الإدارة نتوقف عند جزء من كلمة لرئيس مجلس الإدارة الدكتور، ذنيبات الذي استهلها بالقول “يشرفني وأنا اتحمل مسؤولية إدارة مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات أن اؤكد لكم أن الشركة بدأت مرحلة جديدة في مسيرة النجاح، وهذه المرحلة تتسم بتوسيع القاعدة الانتاجية للشركة من المواد الخام والمصنعة بشراكة تسويقية مع أبرز المستوردين للأسمدة الفوسفاتية في آسيا ومناطق آخرى من العالم وأيضاً توسيع القاعدة التسويقية بالوصول الى أسواق غير تقليدية في شرق أوروبا وافريقيا.
أن الشركة في خططها تضع هدف الوصول الى انتاج مستوى يبلغ (12) مليون طن، وهذا يتطلب تظافر مجهود الجميع من موظفين ومساهمين وشركاء وحكومة… والشركة مقبلة على مشروعات تطويرية تعكس استراتيجية الشركة في التوسع بالانتاج والتصدير على السواء، الانتاج من المواد الخام وكذلك انشاء مصانع جديدة لانتاج أسمدة فوسفاتية بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في أسواق الاستهلاك، ما يضمن تسويق انتاج الشركاء بالكامل.. وهناك مصنعين سيتم افتتاحهما احدهم في الأردن بشراكة مع الهند والمصنع الآخر في اندونيسيا الى جانب مصنعين آخرين احدهما بشراكة مع احدى الدول العربية وآخر مع أكثر الدول نمواً على مستوى الإقليم وان يكون ذلك بشراكة انتاج والتسويق كاملة مع شركة مناجم الفوسفات الأردنية.
تقدم الأردن في انتاج وتسويق الفوسفات لافت للنظر، فهذه الإدارة لم تقل كلمتها وتمشي بالعامية، أو “تضع في الخرج” كما يقولون بالعامية، وإنما ترجمت الأقوال الى أفعال، وها هي تحصد ما وعدت به وتجلس في المقاعد الأولى لتتطابق الأقوال مع الأفعال.