عروبة الإخباري –
افتتاحات أدوار انعقاد مجلس الامة تكاد تكون من أجمل مظاهر ديموقراطيتنا خاصة، عندما يكون للقيادة السياسية خطاب بهذه المناسبة غالباً ما يحمل الخطاب رسائل للمجلسين، الأمة والوزراء، ويكون بمنزلة ارشادات لهما.
في افتتاح دور الانعقاد الذي بدأ منذ أيام، ألقى سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح النطق السامي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ولعل أهم وأبرز صفة فيه كانت مصارحة الأب لأبنائه، لتوجيه مسارات عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية، والا يكونا عنصري تأزيم.
كما تطرق النطق السامي إلى ملفات بارزة ومهمة كخور عبدالله وأحداث غزة، الا انه محلياً كان بمنزلة التشخيص الواضح للمشهد، والتقييم الدقيق لعمل كل من مجلس الوزراء ومجلس الأمة، بل انه أشار لمكامن الخلل، والحقائق، بعين فاحصة.
وكان لافتاً ان النطق السامي بيّن صراحة خيبة الأمل لدى المواطنين من أداء المجلسين نتيجة الممارسات السياسية الخاطئة، محذراً من أن استمرار المشهد السياسي بالوضع الذي كان عليه في السابق لن يكون في مصلحة الوطن والمواطنين.
وحدد النطق السامي للنواب خريطة طريق، منها الارتقاء بالممارسة النيابية وعدم تبني صغائر المسائل والبعد عن الأسئلة البرلمانية التي تحتاج الإجابة عنها إلى فصل تشريعي كامل، وعدم استخدام الاستجواب كأداة ضغط.
وبالمقابل، احتوى الخطاب السامي على رسائل مفادها أن أداء الحكومة خيب آمال المواطن الكويتي ولم يلامس تطلعاته، رغم الدعم والمساندة اللذين تتلقاهما من القيادة السياسية، حيث اتسمت بالتردد في اتخاذ القرار والبطء في التنفيذ وعدم تنفيذ البرنامج الحكومي.
كان النطق السامي صريحًا ويتطلب أن يعي أعضاء السلطتين الرسالة، وان يكونا على قدر المسؤولية المولاة لهم، وأن يعملا في الاطار الدستوري، الذي أكد على فصل السلطات وتعاونها، ونأمل أن يمارس النواب والوزراء أدوارهم وفقاً لذلك.
ومن جانبنا كمواطنين، يجب كذلك ان نمتثل للنطق السامي الذي دعا فيه المواطن إلى تفعيل دوره في مساءلة ومراقبة ومحاسبة نواب مجلس الأمة لضبط المشهد السياسي، وكلنا سمعاً وطاعة.