السلطنة في ظل المصلح المجدد

عروبة الإخباري كتب سلطان الحطاب –

سلطنة عُمان بقيادة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد،  حفظه الله واعز ملكه تصدر المواقف العربية والإقليمية في تأييد الحق الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وادانة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الذي يقترف المجازر في عزة والتي معظم ضحاياها من الأطفال.

سلطنة عُمان في الموقف الصحيح الذي يخدم مقاومة الشعب الفلسطينية الباسلة وبوفر الدعم السياسي المؤثر والعميق النموذجي.

نعم أنهم ابناء الأزد العرب الاحرار الذين يقفون مع السلطان هيثم وسياسيته العروبية الملتزمة الواضحة والذين بنوا أعتى وأقوى الامبرطوريات في التاريخ حتى كانت عُمان تمتد بين قارتين، افريقيا وآسيا ومن شرق افريقيا الى جوار باكستان وايران.

الصوت العُماني مرتفع وشجاع وصادق وهو يطالب بمحكمة دولية على الجرائم التي رأها العالم وما زال يغمض عيونه عنها لتتوالى الشعوب ذات الحس الإنساني وفي مقدمتها شعب عُمان التأكيد على جرائم اسرائيل والمطالبة العُمانية الرسمية التي جاءت على لسان وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البو سعيدي بمحاكمة اسرائيل على اعتداءتها واستهدافاتها العدوانية وإجراء تحقيق مستقل حول هذا العدوان الذي ما زال قائما بعد شهر من بدئه.

لقد سجلت سلطنة عُمان بقيادة سلطانها المجدد والمصلح، مواقف واضحة وواعية ميّزت السياسة العُمانية، ووفرت موقفها بجلاء، وهذا ليس غريباً على عُمان التي ظلت تقف على نفس المسافة من كل الفرقاء لتظل قادرة على ان تلعب دور الوسيط والوسيط المحايد، فقد ساهم موقفها في الكثير من القضايا الدولية والإقليمية في أن تلعب دوراً إيجابياً نافعاً مستفيدة من تجاربها المتراكمة.

فكان لدورها أن ساهمت في إطلاق سراح رهائن وسجناء لعديد من الدول، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية مع ايران ولفرنسا ودول أخرى . كما لعبت سلطنة عُمان دوراً ملموساً في الوساطة لتحريك قضايا كانت جامدة وقد حالف دورها النجاح باعتراف الدول المعنية بالوساطة، وما زالت السلطنة تتصدر المواقف في هذا المجال. كما أنها لم تقف للحظة واحدة خلف مواقف لا تنسجم مع مبادئها المعلنة ومع التزامها التي ظلت متمكسة وتعتز بها.. ولم تتلوث سمعتها بالتطبيع الجديد المجاني.

سلطنة عُمان التي زار مسؤولون فيها فلسطين والتقوا بقيادتها كما استقبلت قيادات فلسطينية لم تبرر مواقفها ولا ارتضت في القضية الفلسطينية مواقف الحياد بل أنها دعمت الحق الفلسطيني ومكنته عبر سنوات طويلة من الصراع الفلسطيني مع الاحتلال، كما بقيت تسند وتقدم المساعدات والمواقف الإيحابية في التخفيف من آثار العدوان على الشعب الفلسطيني ودعمه في كل مواقفه في المخيمات الممتدة وحتى خارج فلسطين وقد كنت لمست ذلك بنفسي حين كان سفير السلطنة وبتوجيه من قيادته بتقديم المساعدات التي قدمتها سلطنة عُمان بلا تمنين. وقد ظل مسلم البرعمي، سفير سلطنة عُمان الأسبق يقوم بذلك وما زالت هذه المواقف تعبر عن نفسها باستمرار دون انقطاع أو ابطاء.

ظلت سلطنة عُمان وبتوجيه من السلطان، هيثم، صاحبة الصوت المجلجل والإرادة القوية الشجاعة التي لا تزايد ولا ترغب في تسجيل مواقف السلطنة من الحرب التي تشنها اسرائيل حتى اليوم على قطاع غزة، وقد سجلنا لها صوتها الواضح أمام مجلس الأمن الدولي في الكلمة التي تلاها مندوب عُمان في المحافل الدولية كافة والتي تميزت بالمصداقية وصلابة الارادة… وظلت السلطنة ثابتة المواقف في مساعدة الشعب الفلسطيني وتثبته على أرض وطنه ومواصلة صموده، وساهمت لذلك في بناء المدارس وتقديم المساعدات المادية والعينية ودعم المستشفيات والمساكن والمساجد والمنح الدراسية، وظلت تستمع الى مطالب فلسطين والاستجابة لمطالبهم.

كانت سياسة السلطان هيثم وما زالت إزاء فلسطين تبتعد عن الاستعراض والاشهار بحجم المساعدات أو استغلالها لأسباب سياسية، وظلت لا تريد عرض ذلك في وسائل الإعلام وكثيراً ما كان يُطلب منّا أن لا نعلن ذلك، لأن رغبة سلطانية، حيث لا يريد السلطان أن يمن أو يفاخر بما تقدم بلاده معتبراً ذلك واجباً يفرضه الضمير الإنساني وتقتضيه روابط الأخوة والدم والعقيدة.

لقد قال لي الرئيس محمود عباس “هذه هي عُمان التي تتعامل معنا دون مصلحة وبلا منية، ولا تريد أن تعرف يدها اليسرى ماذا تقدم اليمنى.

لقد ظلت إسهامات عُمان واضحة في الوقوف الى جانب اللاجئين السوريين وتقدم المساعدات والمساكن لهم في الأردن وسوريا ولبنان، وظلت تمد يدها للسوريين دون ان تورط نفسها في الدم العربي أو تلوث سمعتها بمؤامرات التطبيع ومواقفها في اليمن خير شاهد على ما قدمت وحذرت ليسجل لها التاريخ مواقفها الإيجابية، أما عن التجديد والإصلاح فهذا حديث آخر نكتب عنه غداً.

 

Related posts

كيف نخفف من خسائر الحرب؟* ماهر أبو طير

كلمة السر «في سرك»!* بشار جرار

كيف نتكيّف سياسياً مع المرحلة “الترامبية”؟* حسين الرواشدة