وعد بلفور…جريمة تطهير عرقي دولية…ممتدة ؟* د. فوزي علي السمهوري

عروبة الإخباري –

لم يكن وعد بلفور الذي اطلقته حكومة بريطانيا في 2/ 11/ 1917 إلا جريمة غير مسبوقة عالميا باهدافه العدوانية الإستعمارية الهادفة  لإقتلاع شعب فلسطين من وطنه التاريخي وإحلال اليهود المستوردين من اصقاع العالم لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ليشكل قاعدة إنطلاق عدوانية إستعمارية في قلب الوطن العربي تضمن إستدامة تقسيم الوطن العربي وضمان الهيمنة والسيطرة على ثروات الوطن العربي ولما يحتله من موقع جغرافي إستراتيجي   تنفيذا لإتفاقية سايكس بيكو وسان ريمو .

عصبة الأمم مثلت كما تمثل حاليا الأمم المتحدة مظلة توظفها الدول العظمى لكفالة تحقيق اهدافها ومصالحها وهيمنتها  نفوذها وما التوافق الإستعماري لدول الحلفاء التي تمكنت بحكم قوتها العسكرية من إنتزاع قرارا  بفرض الإنتداب البريطاني على فلسطين وتفويضها تنفيذ قرار الحكومة البريطانية الإجرامي ” إعلان بلفور ” معان  ودلالات منها  :

أولا  : ان القرار جاء لمنح شرعية زائفة للإحتلال البريطاني الإستعماري الدموي  لفلسطين .

ثانيا : منح شرعية زائفة خلافا لأهداف عصبة الأمم ووريثتها الأمم المتحدة لقوات الإستعمار البريطاني بشن حرب تطهير عرقي وحرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني وإقتلاعه من وطنه  وما المجازر والجرائم التي إرتكبتها بريطانيا والعصابات اليهودية الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح من قتل وإضطهاد وتدمير للقرى والمدن  والمنازل إلا دليل على ذلك .

ثالثا  : إضفاء صفة ما يسمى الشرعية الدولية على قرار التقسيم رقم 181الظالم بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية والصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي مكن العصابات الإرهابية الصهيونية بدعم ومشاركة وتمكين من قوات المستعمر البريطاني من إعمال وتنفيذ عشرات المجازر في سياق حرب تطهير عرقي وحرب إبادة مورست بغطاء دولي وما نجم عنها من طرد لمئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني خارج وطنهم التاريخي ليعيشوا في المنافي كلاجئين محرومين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 .

رابعا  : إنتزاع قرار من الجمعية العامة بالمصادقة على توصية من مجلس الأمن الاعتراف بإسرائيل عضوا بالأمم المتحدة بموجب قرار التقسيم  بما يعنيه من تحديد مساحة ”  إسرائيل  ” 55 % من المساحة الكلية لارض فلسطين مبقيا 45% مساحة لدولة  للشعب العربي الفلسطيني صاحب الحق التاريخي الأصيل التي لم ترى النور حتى الآن بحكم الدعم والإنحياز الامريكي الأوربي للكيان الإستعماري الإسرائيلي للسياسة التوسعية الإستعمارية الإحلالية التي ينتهجها وكيلا عن قوى الإستعمارالعالمي ممثلا حاليا بامريكا ومحورها .

التطهير العرقي والإبادة حرب مستمرة  :

لم تتوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يشنها العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني دون توقف على مدار العقود السابقة وما الإنتهاكات والإقتحامات والجرائم الإرهابية الإسرائيلية من قوات نظامية وميليشيات المستوطنين الإرهابية الممنهجة من مصادرة اراض وقتل فردي وجمعي  وإعتقالات تعسفية وتدمير للمنازل وحرق للمحال التجارية وإنتهاكات للمقدسات الإسلامية والمسيحية إلا خطوات عملية في حرب التطهير العرقي وإقتلاع المواطنين الفلسطينيين قسرا من منازلهم وقراهم  تحت ذرائع مختلفة في إنتهاك صارخ للقانون الدولي ولإتفاقيات جنيف .

اما الصورة الدموية الإرهابية بصورها اللإنسانية والتي تضرب عرض الحائط بميثاق الامم المتحدة وبإلإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقوانين الدولية  وبكافة العهود والمواثيق الدولية تتمثل عمليا وحاليا  أمام العالم بحرب الإبادة والتطهير العرقي الدائرة  بحق ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بدعم وإنحياز ومشاركة عملية أمريكية واوربية في إزدواجية واضحة لكافة المفاهيم والتعريفات للدفاع عن النفس  .

الموقف الامريكي في مجلس الأمن وبالجمعية العامة للأمم المتحدة يشكل اكبر واخطر تهديد للأمن والسلم الدوليين… فإلى متى سيبقى المجتمع الدولي بغالبيته الساحقة عاجزا عن مواجهة الغطرسة والعنصرية والعنجهية الأمريكية بما تمثله من معسكر لا يؤمن بالعدالة والمساواة بين الدول والشعوب …. وستبقى فلسطين البوصلة والعنوان الرئيس للتصدي للمشاريع الأمريكية بمصادرة إرادة المجتمع الدولي وتوظيف الأمم المتحدة لمصالحها… آن الاوان للإنتفاض في وجه الظلم والإستعباد والإنتصار للحرية والعدالة والمساواة وإعلاء قيمها….؟

فلتتضافر الجهود لإرغام الولايات المتحدة الأمريكية الإضطلاع بمسؤولياتها كدولة دائمة العضوية بمجلس الأمن لإتخاذ الإجراءات اللازمة للوقف الفوري لحرب الإبادة والتطهير العرقي المرتكبة بحق شعب فلسطين في قطاع غزة وبالضفة الغربية قبل تقويض الأمن والإستقرار العالمي بفعل إستمرار الجرائم الإسرائيلية والإنحياز الأمريكي والاوربي….؟ !

Related posts

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري

ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟* د. منذر الحوارات