عروبة الإخباري –
قال وزير الخارجية الأسبق، مروان المعشر، إن الإعلام الصهيوني يسعى إلى تصوير الفلسطينيين في وسائل الإعلام الغربية على أنهم «إرهابيون»، وأن حماس «منظمة إرهابية» ترتبط بكل الجماعات الإرهابية الأخرى.
وأكد المعشر، خلال ندوة في نقابة الصحفيين الأردنيين بعنوان: «سيناريوهات ما بعد طوفان الأقصى»، الاثنين، على جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، وتحركه على الفور منذ بدء الحرب والعدوان ولقاءاته من أجل وقف الحرب والوقوف إلى جانب الأهل والأشقاء في غزة وفلسطين، لافتا إلى دور الأردن في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الحرب على غزة. وشدد على أن الدور الذي يقع على وسائل الإعلام هو التركيز على أن هناك احتلالا إسرائيليا فاقدا للمعايير الإنسانية وأن المطلوب تحكيم صوت العقل والمنطق في التعامل مع الرأي العام الغربي لأنه لا يعرف على الإطلاق ماذا يحدث فعليا في القطاعين في ظل تشويه صورة المقاومة الفلسطينية بأبشع الصور تجعل العالم ينخدع بما يحدث ويتعاطف مع هذا المحتل.
وبين أن غزة موجودة في سجن كبير منذ 20 عاما والعالم كله يجب أن يتحمل جزءا من المسؤولية تجاه فلسطين، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة عملت على اختزال الصراعات العربية الإسرائيلية باتفاقيات تطبيعيه لم تشر لفلسطين بصلة، ولم تشر للسلام إلا بكلمات بسيطه أو مبدأ الأرض مقابل السلام.
ونوه إلى أن الكيان المحتل يختزل الصراع العربي الإسرائيلي باتفاقات عربية تطبيعية مع الكثير من دول المنطقة لخلق جو جديد في المنطقة يساعد على التفاوض مع الجانب الفلسطيني مستقبلا، معتبرا أن هذا الكيان يرى عدم الحاجة إلى التفاوض مع الفلسطينيين في ضوء هذه الاتفاقات التطبيعية حيث جرى استبدال أصحاب العلاقة بأطراف أخرى لا شأن لها.
وشدد المعشر على أن العالم بدأ يدرك ما يحدث في فلسطين وغزة وبدأ يفهم حقيقة هذا الكيان، خاصة أن الكيان المحتل لا يريد أغلبية فلسطينية ولا يريد دولة فلسطينية وأصبح أمامه خيار وحيد وهو التهجير.
وأشار إلى أن الموقف الأردني والمصري يصور أمام الغرب من قبل الكيان المحتل أنه موقف لا إنساني يغلق الحدود أمام الفلسطينيين إلى جانب أن نتنياهو لديه مصلحة في إطالة الحرب لاعتبار أن ذلك يطيل عمره السياسي ومصيره إلى العزل كغيره من السياسيين.
وقال إن الإدارة الأميركية لا تريد أي اختلاف بين الأحزاب في أميركا حول رؤيتهم نحو إسرائيل كما أنها لم تقم بأي جهد سياسي لحل الخلاف الفلسطيني الإسرائيلي قبل 9 سنوات عبر تشجيع ودعم التطبيع الصهيوني مع العرب، كما أن الرأي الأميركي في فلسطين ليس رأيا موحدا فالحزب الديمقراطي مع حل الدولتين ويجد مصلحة أميركا في ذلك، بينما الحزب الجمهوري تغير كثيرا وهو في أشد حالات التطرف والعنصرية لابتلاع إسرائيل الأراضي الفلسطينية.
وبين أن الجهد السياسي العربي يجب أن يكون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ليكون حقيقيا، خاصة وأن الانقسام الداخلي في إسرائيل يستهدف طرفين أحدهما مؤيد لنتنياهو والآخر معارض له وليس انقساما متعلقا بالسلام مع الفلسطينيين.
واعتبر انه لا يوجد أي مواطن إسرائيلي في مأمن ما دام الاحتلال موجودا، وأن كل إسرائيلي مستهدف طالما أن هناك امتدادا للصراع، مشددا على أن الفلسطينيين لديهم قوة وعزيمة لن تنال منها كل المحاولات الإسرائيلية للتهجير.
ولفت إلى أن إيران لم تخطط لطوفان الأقصى، إنما ساهمت بالمعدات والتدريب لحماس، وهي تفاجأت بهذا الهجوم كما غيرها من الدول، كما أن حزب الله لم يستخدم قوته الحقيقية لمواجهة المحتل وينتظر مصالحه ومعطياته لتتوافق مع بداية صراع مع المحتل لدخول الحرب.
وأكد أن الموقف الاردني متناغم شعبيا ورسميا في التعبير عن رفضه للعدوان على غزة، وكانت هناك تسمية واضحة لهذا الكيان أنه «دولة فصل عنصري»، وهناك جهد أردني واضح في المحافل الدولية لإنهاء الاحتلال في ضوء محاولة إسرائيل استغلال الظروف لتهجير الفلسطينيين إلى الأردن.
وقال المعشر إنه لا يوجد أي حل عسكري لإنهاء الصراع الفلسطيني، إنما الحل بإنهاء الاحتلال الصهيوني، والجيل الجديد من السياسيين الغربيين يقف في صف الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، خاصة وأن كثيرا من القضايا والأحداث فضحت الكيان المحتل كاغتيال الصحفيين والأبرياء مثل شيرين أبو عاقلة واستهداف المستشفيات والمدارس والكنائس بالقصف، وهناك اضطراب في الداخل الأميركي بسبب ازدياد المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين، دعا المعشر إلى تبني دورا جماعيا للإعلام في الرد على الدعاية الصهيونية المضللة وعلى حملات التزييف والتشويه للحق الفلسطيني دون تعصب وانفعال والتركيز على المنطق الواضح الذي ينفي أي حقوق لإسرائيل في فلسطين.
من جانبه، أكد نقيب الصحفيين راكان السعايدة أهمية المحافظة على صلابة الجبهة الداخلية للأردن بالتزامن مع العدوان الغاشم على غزة نظرا لمحاولات العدو الصهيوني استهداف جميع الجبهات الداعمة لغزة بالإشاعات والحملات التي تستهدف النسيج الوطني الأردني.
وندد بالجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة وتدمير المنازل والبنى التحتية والاستهداف الممنهج للصحفيين والإعلاميين وأسرهم لإرهابهم وقتل المعنوية لديهم لثنيهم عن نقل الفظائع والمجازر التي يرتكبها لإخفاء الحقيقة وطمس معالم هذه البشاعات التي لم يعرف لها التاريخ مثيلا.
ودعا الزملاء للمشاركة في الوقفة التضامنية التي ستنفذها النقابة يوم بعد غد الأربعاء للتضامن مع الأشقاء في غزة وإيصال صوت الصحفيين ومدى غضبهم واستنكارهم تجاه ما يجري في غزة.
واشتملت الحوارية التي حضرها عدد من أعضاء المجلس نائب النقيب جمال اشتيوي وعلي فريحات وموفق كمال وسامي الحربي على نقاش حول الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على غزة وما بعد هذا العدوان.