عروبة الإخباري –
لا يمكن فقط الحديث عن الاعداد الهائلة المشاركة وتنوعها الاثني والعرقي والاجتماعي وانما لما هو اعمق بكثير :
– هي المرة الاولى التي تحشد النقابات العمالية الكبرى في بريطانيا انصارها لهذه التظاهرة لكن اهمية ذلك تكمن في افتراق قاعدة حزب العمال وخزانها المالي والانتخابي ، عن مواقف الحزب التي انحازت بصورة سافرة لمنطق حرب الابادة وتبريرها من قيادة الحزب ، ليس هذا وحسب وانما مشاركة التيار التقدمي في الحزب ممثلا ب ” مومنتوم ” والذي يسمون بالكوربنيين نسبة ل جيريمي كوربين زعيم الحزب السابق الذي فصل من الحزب بسبب مساندته للحق الفلسطيني ، وكذلك حضر التظاهرة قيادات الحزب في المحليات الذين استقالوا من الحزب قبل يومين ، بسبب مواقف القيادة من العدوان .
– ومن غير القوى الاجتماعية والسياسية المساندة للحق الفلسطيني، شارك في الاعداد والتنظيم والحشد ائتلاف واسع لمجموعات ” ضد الحرب ” وهو تحالف واسع يخترق كل الاحزاب والقوميات والاعراق .
– كالعادة ينضم لتظاهرات الفلسطينيين مجموعة من اليهود ينتمون لجماعة ” ناتوري كارتي ” لكن مظاهرة اليوم شهدت مشاركة شباب وشابات من الجالية اليهودية البريطانية ومن الاسرائيليين ، جاءوا بدوافع اخلاقية وانسانية يحملون علم فلسطين ويرتدون الكوفية .
– المسالة الاخرى التي ينبغي للحركات السياسية والمدنية الفلسطينية الانتباه لها ، ان مظاهرات التضامن ورفض الابادة والتطهير العرقي في غزة ، في بريطانيا والمانيا وفرنسا واليونان واسبانيا ، هم امتداد لحركة عالمية تقدمية تضم شيوعيين وديمقراطيين اجتماعيين سابقين ومن الخضر ومن التيار التصحيحي في الحركة الفوضوية العالمية ، وهم الان راس الحربة في النضال من اجل نظام عالمي جديد ، مركزه التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي الامريكي بقيادة بيرني ساندرز.
العدالة لفلسطين باتت اليوم عنوانا لحركة تقدمية جديدة تجتاح العالم .