عروبة الإخباري –
تابعت، بفخر واعتزاز، انجازات ابطالنا الشباب، الرياضيين والرياضيات، في دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية، اسياد، وحصولهم على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، بل ان حتى مجرد مشاركتهم كانت مدعاة فخر لنا.
وكم كانوا يحملون من الحماس، والمثابرة، والرغبة بتحقيق انجازات للكويت، فما ان تنظر لصورهم على منصات التتويج حاملين علم الكويت، تشعر انهم فرحون بمنح الكويت ميدالية أكثر من فرحتهم بحصولهم هم عليها.
الا انني ومن متابعتي البسيطة لملف رعاية الشباب في الكويت، استطيع القول ان هذه الرعاية لا ترقى أبداً لطموح وعزيمة واصرار شبابنا على بلوغ منصات التتويج الرياضية، أو الدخول بمنافسات، يسعون من خلالها لرفع اسم الكويت، فهذه الرعاية لا زالت دون الطموح.
ولسنا هنا بصدد الخوض بالنواقص التي يعاني منها شبابنا بالقوانين المعنية بالقطاع الرياضي، او الهيئة العامة للرياضة، فكلنا نعلم ان أهم ما يحتاجه الرياضي وهو التفرغ، لازال ملفا عالقاً يعاني منه شبابنا الراغبون بالتفرغ الرياضي اليوم، فما بالك بملفات أخرى.
كلنا نرغب بأن نرى علم الكويت يرفرف على أيدي رياضيينا من شباب وبنات، على منصات التتويج في المسابقات الاقليمية والعالمية، كلنا نرغب أن يزيد رصيد الكويت من الميداليات بمختلف المجالات، كلنا نريد مزيداً من الأهداف والانتصارات، والكؤوس، لكن هذه الرغبات لن تتحقق الا برعاية حقيقية للشباب الرياضي، فشبابنا يملكون العزيمة والاصرار وكل ما ينقصهم هو الاحتضان الرسمي لمواهبهم الرياضية من خلال سن قوانين تحفزهم، بدل أن تنفرهم من القطاع الرياضي ومن الرياضات التي يمارسونها.
هم بحاجة لدعم مالي، معنوي، قانوني، وعلى رأس كل ذلك تسهيل التفرغ الرياضي، للمواهب، بل وتشجيعهم للمشاركة في المنافسات والبطولات، فضلا عن تحفيزهم بمكافآت مالية يستحقونها نظير جهودهم في اعلاء اسم الكويت رياضياً.
اضافة الى ذلك، نحن بحاجة ماسة، لأن نؤسس لاحتضان المواهب الرياضية الناشئة، من سن مبكرة، لكي نضمن تنشئة جيل جديد من الرياضيين، فعلى سبيل المثال، اصبحت لدينا نواد خاصة رياضية كثيرة لكرة قدم الأطفال، نشطت خلال فترة الصيف، فلماذا لا يرتادها مسؤولون متخصصون من هيئة الرياضة، لاكتشاف المواهب الكروية الفتية، واحتضانها، تمهيداً لانضمامها لمنتخب الناشئين، ومن ثم بمرحلة لاحقة بالمنتخب الرئيس، حتى نضمن أن نستعيد أمجادنا الكروية، وقياسا على ذلك يمكن اكتشاف مواهب مختلفة في رياضات مختلفة؟ الأمر يحتاج لرؤية من القائمين على الرياضة، ورغبة بانشاء أجيال مقبلة ترفع علم الكويت عالياً.