عروبة الإخباري –
يعيش قرابة 2.3 مليون فلسطيني كارثة إنسانية في ظل العدوان المتواصل على القطاع، والمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين، وحرمانهم أبسط مقومات الحياة ومنع الكهرباء والمياه والمعدات الطبية والصحية والأدوية عن القطاع.
ودوت صافرات الإنذار، الأربعاء، في مدن وبلدات شمالي البلاد، بما في ذلك حيفا وبيسان وطبرية والجليل والجولان المحتل، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن «شبهات اختراق المجال الجوي من لبنان»؛ ليتراجع لاحقا ويرفع الإنذارات ويقول إنها ناجمة عن «خطأ تقني»، فيما أعلنت كتائب عز الدين القسام استهداف منطقة حيفا بصاروخ بعيد المدى.
وانقطعت الكهرباء عن قطاع غزة بشكل كامل بعد توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل بسبب نفاد الوقود، وذلك في الوقت الذي يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها فصائل المقاومة.
وبلغ عدد الشهداء في اليوم الخامس من العدوان الإسرائيلي على غزة أكثر من 1100 شهيدا إضافة إلى 5339 مصابا بحالات متفاوتة الخطورة، فيما وصل عدد القتلى الإسرائيليين إلى أكثر من 1200 إضافة إلى 3129 جريحا نقلوا إلى المشافي بينهم 28 بحالة حرجة، 346 خطيرة.
من جهتها أكدت الجامعة العربية أن العقوبات الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد سكان غزة مرفوضة ومدانة في القانون الدولي.
وشدد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، فـي الاجتماع الوزاري الطارئ الذي دعت إليه فلسطين، على تضامن الجامعة مع سكان قطاع غزة الذين يتعرضون اليوم لمجزرة يتعين إيقافها فوراً، وإدانتها بأشد العبارات.
ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف التصعيد الخطير، منعا للانزلاق إلى ما هو أشد خطورة، وبما يُعرض استقرار المنطقة بأسرها إلى تهديد جسيم.
وأشار إلى أن التصعيد الجاري غير مسبوق في حدته، مؤكدا أن هذه اللحظة الخطيرة تقتضي من الجميع ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والنظر إلى العواقب.
وطالب الأزهر بإجراء تحقيق دولي في جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي ارتكبها ولا يزال بحق الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة.
وأكد «الأزهر» في بيان، ان دعم الفلسطينيين واجب ديني وشرعي وأخلاقي، مشيرا الى أن استهداف المدنيين وقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف والمساجد والمدارس التي يأوي إليها المدنيون، والحصار الخانق الذي تفرضه حكومة الاحتلال على القطاع، واستخدام الأسلحة الثقيلة والمحرمة دوليا وأخلاقيا، وقطع الكهرباء والمياه، ومنع وصول إمدادات الطعام والغذاء والمساعدات الإنسانية والإغاثية بخاصة للمستشفيات والمراكز الصحية، هو إبادة جماعية، وجرائم حرب مكتملة الأركان.
وأشار «الأزهر» إلى أن الدعم الغربي اللامحدود لإسرائيل يؤكد سياسة الكيل بمكيالين والتورط بدعم غطرسة القوة على المدنيين الأبرياء؛ وتفتح المجال واسعا لارتكاب أبشع جرائم الاحتلال في فلسطين.
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمس، ضرورة السماح بدخول الإمدادات المنقذة للحياة إلى قطاع غزة دون عوائق، بما في ذلك الوقود والماء والغذاء.
وناشد غوتيريس خلال مؤتمر صحفي، جميع الأطراف، ومن يتمتعون بالنفوذ بالعمل على تجنب مزيد من التصعيد وانتشار الصراع،مشددا على ضرورة حماية المدنيين في جميع الأوقات واحترام القانون الإنساني الدولي.
فيما أفاد نادي الأسير الفلسطيني، بأن قوات الاحتلال اعتقلت امس 30 فلسطينيا من مناطق مختلفة في الضفة الغربية المحتلة.
وتوزعت الاعتقالات بين 18 فلسطينيا من الخليل، ومحافظات، أريحا، نابلس، طوباس، رام الله، والقدس.
وتأتي حملة الاعتقالات المستمرة، في ظل العدوان الشامل الذي يشّنه الاحتلال على أبناء الشعب الفلسطيني وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.
من جانبها حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، من توقف عمل مستشفيات قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وقالت إن مستشفيات قطاع غزة تعمل فوق طاقتها من أجل استيعاب الجرحى وعلاجهم جراء عدوان الاحتلال.
وأشارت إلى أن هناك مخاوف كبيرة من نفاد مخزون الوقود في المستشفيات الفلسطينية في غزة نتيجة لخروج مستشفيات عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي المتصاعد، ما ينذر بكارثة صحية كبيرة في القطاع.
كما حذرت مصادر فلسطينية منن كارثة إنسانية محققة سيواجهها قطاع غزة مع توقف محطة توليد الكهرباء بشكل كامل خلال ساعات جراء نفاد الوقود.
وقالت هذه المصادر، إن غرق القطاع في ظلام دامس يستحيل معه استمرار تقديم جميع الخدمات الحياتية الأساسية التي تعتمد جميعها على الكهرباء، ولن يتسنى تشغيلها جزئيا بالمولدات في ظل منع إمدادات الوقود من بوابة رفح.
وأضافت أن هذا الوضع الكارثي يخلف أزمة إنسانية لجميع سكان قطاع غزة، ويزيد من تفاقمها، ولاسيما مع تواصل العدوان الإسرائيلي، وتدميره لأحياء سكنية كاملة بمئات الأطنان من المتفجرات، وقصف منازل المواطنين فوق رؤوسهم. وأطلق نداء استغاثة عاجل جدا للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والإغاثية، بضرورة التحرك السريع لإيقاف هذه الجريمة ضد الإنسانية وهذا القتل الجماعي متعدد الأشكال، والتداعي لإمداد قطاع غزة بكل أسباب الحياة، وعدم ترك سكانه رهينة أدوات القتل التي يستخدمها الاحتلال.
و قالت الأمم المتحدة إن النزوح الجماعي في جميع أنحاء قطاع غزة بلغ حوالي 263,934 شخصًا. وتوقعت الأمم المتحدة في تقريرها الانساني امس أن يرتفع هذا العدد أكثر، حيث تستضيف الأونروا 175,486 شخصًا في 88 مدرسة، يعمل بعضها كملاجئ للطوارئ.
وأضافت أن 14,548 نازحًا في 12 مدرسة حكومية.
وتشير التقديرات إلى أن 73,900 نازح، دمرت منازلهم أو تضررت، يقيمون مع أقاربهم وجيرانهم في مدارس السلطة الفلسطينية وكنيسة في مدينة غزة وغيرها من المرافق. وحسب التقرير، يمثل عدد النازحين الأكبر منذ عام 2014.
فيما قالت مصادر فلسطينية إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف سيارة إسعاف أثناء إخلاء المصابين بجوار ابراج الكرامة شمالي غزة ما أسفر عن استشهاد مواطنين اثنين وإصابة 2 من المسعفين بجروح مختلفة.
وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف واضعاف قدراتها.
وقالت إن الطواقم الطبية تعمل في ظروف خطرة وغير آمنة وتصر على أداء واجبها تجاه شعبها.
وطالبت الجهات الدولية باتخاذ خطوات فاعلة لحماية الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف.
وقالت المديرية العامة للدفاع المدني في غزة إن هناك أعدادا كبيرة من المواطنين ما تزال تحت أنقاض المنازل التي دمرتها طائرات الاحتلال على ساكنيها في عدة مناطق من قطاع غزة منذ الليلة الماضية.
وأضافت إن طواقمها عاجزة عن التعامل مع الكم الهائل من البيوت المدمرة، وليس لديها ما يكفي من آليات ومعدات ثقيلة لإخراج العالقين من تحت الأنقاض، ما ينذر بارتفاع عدد الضحايا بشكل كبير.
على صعيد آخر هددت منظمة «جبل الهيكل في أيدينا» اليهودية المتطرفة، بإغلاق المسجد الأقصى المبارك في وجه المسلمين حتى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة ضمن عملية «طوفان الأقصى».
ونشرت الجماعة المتطرفة التي تنشط في تنفيذ اقتحامات الأقصى بشكل يومي، إعلاناً دعت فيه أمس، إلى إغلاق الأقصى تماماً في وجه المسلمين حتى عودة آخر أسير إسرائيلي.
ويرأس المتطرف توم نيساني هذه الجماعة اليمينية المتطرفة، التي تنشط في اقتحامات المسجد الأقصى، وفرض الطقوس التوراتية فيه يومياً؛ وتدعو إلى شطب دور الأوقاف الإسلامية ووضع المسجد الأقصى تحت الإدارة الصهيونية المباشرة.
الى ذلك قال نادي الأسير الفلسطيني، إن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، فرضت منذ السبت الماضي، عزلا مضاعفا وشاملا على المعتقلين والأسرى في جميع السجون، إلى جانب جملة إجراءات انتقامية تندرج ضمن جريمة (العقاب الجماعي).
من جانبه أكد الرئيس الروسي، بوتين، أمس، أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية أحد أسباب اندلاع أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية.
وقال بوتين خلال حديث صحفي: «خلال إنشاء إسرائيل كان هناك حديث أيضا عن إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة، لكن هذا لم يحدث أبدا».
وأضاف «أن القضية الفلسطينية تتصدر أولويات المسلمين، وأنها في قلب كل مسلم».