“طوفان الأقصى” تضرب ثقة الإسرائيليين بجيشهم

عروبة الإخباري –

لا يزال الهجوم الذي نفذته فصائل المقاومة الفلسطينية، السبت الماضي على مستوطنات في غلاف غزة، يثير صدمة الإسرائيليين وشعورهم بأن “جيشهم الموثوق” تخلى عنهم، بسبب فشله في التنبؤ بوقوع الهجوم، واستجابته الأولية المتخبطة لمقاتلي المقاومة.

موقع “تايمز أوف إسرائيل” قال، الثلاثاء 10 تشرين الأول 2023، إن الإسرائيليين كان لديهم “عقد اجتماعي صارم، إذ خدم المواطنون في الجيش وعاشوا على طول حدود العدو، وفي المقابل يدافع الجيش عنهم”، مضيفاً: لكن “يوم السبت انهار هذا العقد”، وذلك بعدما اقتحمت المقاومة الدفاعات الإسرائيلية على الحدود، وتدفقت جواً وبراً وبحراً، في هجوم أوقع 1200 قتيل بإسرائيل.

فاجأ تسلل المقاومة جيش الاحتلال الإسرائيلي، المعروف عنه امتلاكه للتقنية العالية، وقال الموقع الإسرائيلي، إن العملية “أذهلت دولة تفتخر بالبراعة العسكرية”.

أضاف الموقع أن ما أثار صدمة الإسرائيليين أكثر هو المدة التي استغرقها الجيش للرد، فبينما وجد الآلاف في جنوب إسرائيل أنفسهم فجأة محاصرين، لم يجدوا رداً على استغاثاتهم لساعات، وتحصنوا داخل المنازل والغرف الآمنة، بينما كان المهاجمون يطلقون الرصاص، ويلقون القنابل اليدوية.

لجأ إسرائيليون يائسين إلى الشبكات الاجتماعية، والصحفيين، والأصدقاء، متوسلين بالجيش لإنقاذهم، لذلك جلبت الهجماتُ وردُ الجيش إحساساً جديداً مقلقاً للمدنيين بالضعف والهجران.

يقول الموقع الإسرائيلي إنه “لم يكن لدى آلاف العائلات أية فكرة عمّا إذا كان أحباؤهم على قيد الحياة أو تعرضوا للأسر في غزة، وفي ذروة أعمال العنف، لم يكن هناك من يمكن اللجوء إليه للحصول على التوجيه أو المعلومات، وفي النهاية أُنشِئت مراكز اتصال، لكن التركيز كان على التماس المعلومات من العائلات وليس تقديمها”.

جوناثان سيلفر فقد 6 أفراد من عائلته، وقد اتصل بالسلطات طلباً للمساعدة، وأضاف أنَّ ثلاثة أقارب على الأقل محتجزون في غزة، ويفترض أنَّ الآخرين هناك أيضاً، وشاهد مقطع فيديو لابن عمه وطفلين أُخذوا رهائن من مستوطنة نير أوز، شمال غربي النجف، وقال سيلفر إنَّ الأسرة لم تتلقَّ أية معلومات.

أضاف: “حاولنا الوصول إلى الجميع: قيادة الوطن، والشرطة، والأصدقاء، والمعارف، والناس في المستوطنة. لكن لساعات لم يكن هناك أحد للتحدث معه”.

وبالنسبة لميراف ليشم جونين، سيطر عليها شعور بالعجز عندما اتصلت ابنتها مذعورة من مهرجان موسيقي تعرض لهجوم، وقالت جونين في مؤتمر صحفي خارج تل أبيب: “قلت لها: نحن نحبك، ولا بأس. نحن نحاول إيجاد طريقة لإخراجك من هناك. لكنني أعلم أنني أكذب لأنه ليست لدينا إجابات، ولا أحد نلجأ إليه”.

من جانبه، كتب أمير تيبون، الصحفي في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: “بنود العقد بيننا والدولة كانت دائماً واضحة: نحن نحمي الحدود، والدولة تحمينا”، مضيفاً: “أوفينا بنصيبنا من الصفقة ببطولة. لكن بالنسبة للعديد من أصدقائنا وجيراننا الأحباء، في ذلك اليوم المشؤوم، يوم السبت 7 تشرين الأول، لم تُوفِّ دولة إسرائيل نصيبها من الاتفاق”.

بدورها، قالت معيان زين إنها علمت باختطاف ابنتيها عندما أرسل أحد أقاربها صوراً لها من مجموعة على تطبيق تليغرام تظهرهما جالستين على مراتب في الأسر، وهي من بين عشرات العائلات المذهولة التي تقول إنَّ هناك نقصاً في الدعم من السلطات الإسرائيلية بشأن أحبائهم المحتجزين في غزة.

معيان قالت أيضاً إنه “لا توجد معلومات، ولم يتصل بي أحد منذ الأمس؛ لا الجيش ولا الحكومة ولا الشرطة.

 

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

“النزاهة” تستضيف وفداً أكاديميّاً من جامعة القدس الفلسطينية

ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 43,391 منذ بدء العدوان الإسرائيلي