عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
استوقفني تكريم المهندس الصديق زياد صلاح، من بين المكرمين من أبرز المهندسين الأردنيين الذين كرمتهم وذلك لتميزه وكفاءته ودوره في تطوير مهنة الهندسة بما قدمه من نماذج حية وملموسة ترك عليها بصماته.
زياد صلاح كان في الثمانينات من القرن الماضيي وفي التسعينيات ملء السمع والبصر، وقد شاع أسمه وذكره ليس في نقابة المهندسين فقط وإنما في المقاولين ورجال الأعمال وأصحاب الريادة وبناء المشاريع.
فقد كان طموح الرجل بلا حدود وتحمل الكثير من المسؤولية وأنجز العديد من المشاريع الكبيرة والعامة ومتعددة الأغراض حتى ارتبط أسمه فيما أنجز عديد المشاريع وقد أحصيت منها بناء مسجد الملك عبد الله الأول (مسجد الملك المؤسس) وهو بناء شهير ويعد معلماً من معالم العاصمة عمّان كما أقام كلية الهندسة بالجامعة الأردنية وجامعة مؤتة الجناح المدني ومبنى الإذاعة الأردنية في (الخرانة) والذي افتتحه الملك الراحل الحسين وغيرها من المشاريع العديد العملاقة، ولهذا جاء تكريمه مع مهندسين آخرين.
لقد تاخر تكريم زياد صلاح، وكنت أتمنى لو كُرم قبل عشرين سنة، على ما أنجز، ولكن كما يقال أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل.
لقد عرفت زياد صلاح الرجل الشهم المحسن الكريم قبل أكثر من ثلاثين أوخمس وثلاثين سنة وعرفت مكانته في أوساط المستثمرين من لم يأخذهم الاستثمار والمال بعيداً عن دورهم في إسناد مجتمعهم.
مرّ زياد صلاح بظروف عديدة وصعبة منها مقتل زوجة إبنه، ثريا، التي كانت ناشطة اجتماعية مؤثرة في ظروف غامضة مع شقيقتها وقد اعتنى بأحفاده كثيراً كما ظل صامداً حتى حينما تعثر مالياً … لتقلبات الأوضاع الاجتماعية والسياسية وضربات مشاريعه… كما أثرت جائحة كورونا على عمله وكاد أن يصل الى نقطة الصفر ولكنه كان مؤمناً وقدرته على التكيف، فقد كان رجلاً قوياً يؤمن بالقضاء والقدر.
وكان يؤمن بقدرته وإرادته ودعم العائئلة له من ابنائه وبناته وزوجته، وها هو يشهد التكريم على ما قدم من انجازات كثيرة ومجد ورصيد من الحب والإخلاص والعمل.
لم يؤثر فيه تقدم السن حتى وقت متأخر، فقد ظل يتدفق شباباً وقدرات ويتمتع بنبرة جادة وقرار يصل كثيراً الى حد المغامرة.
كان لا يعرف التراجع ولا يقر بالفشل إلا ليحيله الى نجاح. وكان يعتز بما أنجز به لأن مشاريعه كانت عامة ومعروفة.
لقد قدم زياد صلاح، أبو عمر، للهندسة الكثير … في نقابة المهندسين التي بقيت وفيه للمهنية والنقابية ولدورها المميز على الصعيد الوطني وقد تواكب عليها نقباء .. عبر تاريخها ها هي تكرم من خلاله المهنة والمشاريع الناجحة.
فمبروك لأبي عمر التكريم والدعاء له بالصحة وطول العمر، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
فقد ظل يؤمن دائما بالقول ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه وقد فعل ذلك طوال إنجازه لمشاريعه الباقية نماذج شاهدة الى اليوم.