عروبة الإخباري –
رعى السفير الأذربيجاني إيلدار سليموف، الاثنين، في مقرّ السفارة، حفل افتتاح معرض الخطّ العربي والزخرفة، الذي أقيم بمناسبة الذكرى المئويّة للزعيم الوطني لأذربيجان حيدر علييف والذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسيّة بين جمهورية أذربيجان والمملكة الأردنيّة الهاشميّة.
واشتمل الحفل، الذي حضره وزير الثقافة الأسبق د.بركات عوجان وشخصيات ثقافية وفنيّة وإعلاميّة، على كلمة للسفير سليموف، وكلمة لجمعيّة أمواج الثقافة للثقافة والفنون منفّذة المعرض، بالإضافة إلى تجوال الحضور على لوحات المعرض وتأمّل الأعمال.
وفي كلمته، أعرب السفير سليموف عن تقديره للفنانين المشاركين في المعرض، الذي يجيء تحت عنوان ومناسبة وطنيّة أذربيجانيّة مهمّة، وكذلك تعبيرًا عن العلاقات الراسخة بين أذربيجان والأردن، والتي وصلت إلى ثلاثين عامًا من التعاون وعلاقات الصداقة
ووصف سليموف الخطّ العربيّ بأنّه مهارة فنيّة يدويّة قائمة على الأبجديّة العربيّة، مؤكّدًا ارتباط الخطّ بالثقافة العربية وتنافذه على الحقول الدينية والفنيّة والمعماريّة والتعليميّة، وكذلك الحِرَف اليدوية، فضلًا عن المكانة المرموقة التي يحظى بها في التاريخ العربي والإسلامي، وما جذبه ذلك من اهتمام العديد من الفنانين الأجانب.
ورأى أنّ الخطّ العربي هو جوهر الفنّ، مستشهدًا بفنانين عالميين أشادوا بالخطّ، في جمالياته العديدة، مثل الفنان فان جوخ الذي وصف الخطّ بأنّه مرآة للقلب ويعكس صورته الرائعة.
وتطرق سليموف إلى التقنيات المستخدمة في الخطّ والكتابة اليدوية الأذربيجانيّة، متحدثًا عن حضور الخطّ الأذربيجاني في نقوش المساجد والأعمال النحاسيّة والمعدات العسكريّة، كما ألقى الضوء على مرحلة العصور الوسطى والأسماء المشهورة في الأدب الأذربيجاني، متحدثًا عن فترة القرن التاسع عشر، ليتناول نسخًا من مخطوطات قديمة دالّة وتحمل فترتها التاريخيّة.
وتحدث عن فترة 1591 وشهرة أعلام أذربيجانيين ونسخ من الكتب المشغولة بالخطّ الأذربيجاني، كما أشار إلى متاحف احتفظت بهذه النسخ والقصائد المزخرفة التي تكتنفها العاطفة والشوق من خلال التعبير بالخطّ.
كما تحدث عن الأهميّة الأدبيّة والقيمة الفنيّة للخطّ، مؤكّدًا أنّ الفنانين الموهوبين في أذربيجان يعتبرون أعمال الخطّ العربي والنصوص الرائعة مرجعًا مهمًّا وموجّهًا لهم في فنّهم الجميل والمستقبلي.
وألقت الباحثة في الفنون الإسلامية والآثار، عضو الجمعيّة، سيرين الشوبكي الضوء على نشأة الخط العربي وتطوره من خلال عرض مخطوطات تمثل الفترات الإسلامية المبكرة في المشرق والمغرب، بالإضافة إلى الزخرفة وتكاملها مع الخط العربي، كما صنّفت المخطوطات بحسب شكلها وموضوعها وأهم التقنيات التي تستخدم لتنفيذها، وكذلك المهارات المتعلقة بالمخطوطات مثل فن التجليد، لتختم بعرض للأدوات التي استخدمت في مجال الفنون الإسلامية.
وفي إطار المعرض، قال رئيس الجمعيّة، الخطاط ياسر الجرابعة، إنّ المعرض اشتمل على مجموعة من لوحات الخطّ والزخرفة الإسلاميّة، معربًا عن تقديره للتعاون مع السفارة الأذربيجانيّة في هذا المعرض.وعن جمعية أمواج، قال الجرابعة إنّها تتبع لمديرية ثقافة العقبة، ولها نشاط واضح وملموس منذ تأسيسها عام 2019، كجمعيّة متخصصة بإقامة الفعاليات وملتقيات الخطّ العربي والزخرفة الإسلاميّة، لافتًا إلى تنفيذها مهرجان العقبة الدولي للخط العربي والزخرفة الإسلاميّة في دورته السادسة، وتنظيمها مسابقة العقبة للخط العربي مطلع تشرين الأول في موسمها الثالث.
وقال الجرابعة إنّ المعرض اشتمل على مشاركة 21 خطّاطًا وفنّانًا مثّلوا جميع أنواع الخطوط وأشكالها، لافتًا إلى استضافة فنانين من فلسطين، وكذلك مشاركة متحف الآرمات بوسط البلد المعني بإحياء آرمات عمان القديمة على واجهات المحلات. وقال الجرابعة إنّ المعرض جاء بمبادرة من جمعية أمواج للثقافة والفنون بالتعاون مع السفارة الأذربيجانيّة التي احتضنت المعرض في سياق المناسبات الوطنيّة للعلاقات مع الأردن والذكرى المئوية لزعيم أذربيجان الوطني. كما اشتمل المعرض على أعمال لمواهب شابة من خريجي مركز تدريب الفنون التابع لوزارة الثقافة. من جهته، أكّد مدير مديرية ثقافة العقبة التابعة لوزارة الثقافة طارق البدور، الذي حضر المعرض، أهميّة ما تقدّمه الجمعيّة في تخصصها بالخطّ العربي والزخرفة، مشيدًا بمهرجانها السنوي وجديّة إدارتها وأعضائها، ونشاطها الملحوظ داخل وخارج مدينة العقبة، في وضع العقبة على قائمة المدن الأردنية الراعية للخط والزخرفة الإسلاميّة، بما يسهم في الترويج السياحي للمدينة عبر استقطاب أصحاب الاختصاص لهذا الفنّ العريق.