العروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
الأفكار في كثير من الأحيان اهم من المال، فالفكرة هي الأثمن حتى يكون صائبة وتغرس ويجري التعهد بها.
أقول قولي هذا حين شرف جلالة الملك مشروع إزالة انقاض شركة الفوسفات في الرصيفة، ليتحول مكانها مشروع خدماتي تنموي ويحل مشاكل كثيرة من المدينة التي يزيد عدد سكانها عن محافظة.
رغم أن سكان الرصيفة يصل الى قرابة المليون نسمة، وتتشابك مع الزرقاء وعمان لتشكل الكثافة السكانية الكبيرة.
في الرصيفة حضر الملك تدشين المشروع وسأل عن الكلفة التي وصلت الى ثلاثين مليون دينار، التفت رئيس الديوان الى رئيس مجلس الإدارة وقال له حبن أخبر جلالة الملك عن الكلفة، وكانت المفاجأة أن الثلاثين مليون قد جرى تعويضها ب (33) مليوناً حتى فاخبر الدكتور الذنيبات أنه جرى بيع هذا الفوسفات المعدن منذ سنوات لجهات لتشتريه بالمبلغ المذكور.
وبالعامية يقال (من دهنه قليله) هذه هي الإدارة الحصيفة وقد تكرر ذلك مرة أخرى في الشيدية بالجنوب حيث جبال من الفوسفات العادم الذي يصنف أخر درجة وقد أخبرنا رئيس مجلس الإدارة أنه أثناء زيارته للمنطقة ووجد جبلاً وسط أرض سهلية قاحلة، وسأل كيف يكون هذا المرتفع، فأخبره أنه من طمم الفوسفات المعدن وهذه نقليات الفوسفات التي لا تصلح.. ولكنه قدم عطاء لشركات عالمية، فتقدمت شركة تركية في ديار بكر لتستغل مثل هذا الفوسفات لتشتريه على مدار سنوات بما قيمته ستين مليون دينار منه.. وهذا المبلغ كفيل بإيفاء الفوسفات في مقدار أرباحها عن السنة الماضية إذا ما تراجعت أسعار الفوسفات العالمية.
إذن الافكار هي طريقة الربح وفي الذروة وهكذا فإن الزيارة الأخيرة لرئيس مجلس الإدارة البرفيسور ذنيبات ومعه من الإدارة النشيطة سوقت أشياء معدومة وبمبالغ ضخمة، التفاصيل الذي قد لا يريد مدراء الشركة أن تذكر لأنني حين اتذكر الفوسفات قبل عدة سنوات أشعر بالحزن اننا قادرون أن نفعل ذلك ولا نفعل.
فالأردنيون بحاجة الى كل دينار من ثرواتهم التي فطنا أخيراً أن الكثير منها تسرب وبيعت بأسعار ارخص من الفوسفات العادم. أليس ذلك ذنباً لا بد من المسائلة فيه.
البصيرة أفضل احياناً من البصر.