عروبة الإخباري –
الاقتحامات اليومية في المناطق الفلسطينية في جنين والمخيم ونابلس وطولكرم وقلقلية ورام الله والخليل وأريحا، إضافة إلى تكرر الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك وباحاتها من قبل ووزراء وأعضاء كنيست ومئات المستوطنين والمتطرفين الصهاينة وبحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، هذا الجانب الأول من السيناريو.
والجانب الثاني: “إسرائيل” تعلن بآن المقاومة الفلسطينية نستخدم الصواريخ وهذه ذريعة جديدة يتم إضافتها إلى السيناريو الإسرائيلي وشرعنة عملياتها العسكرية والأمنية في الضفة الفلسطينية بأن المقاومة تسخدم صواريخ، وبذلك فإن عملياتها العسكرية والأمنية تأتي في سياق الدفاع عن النفس أمام المقاومة الفلسطينية، ولكن الأهداف الاستراتيجية للأحتلال الإسرائيلي، على نحو التالي:
1)إنهاء مختلف حالات المقاومة في جنين والمخيم ونابلس وطولكرم وفي الخليل واريحا وبكل المناطق الفلسطينية.
2)إنهاء وتصفية الهوية السياسية للشعب الفلسطيني، إعتبارا بأن السلطة الفلسطينية لم تستطيع السيطرة الأمنية في المناطق تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.
3)تكريس يهودية الدولة ووفقا للقرار الكنيست الإسرائيلي ضمن سلسلة من القرارات الصادرة والتي تؤكد على إنهاء حل الدولتين وإلغاء إتفاق أوسلو بما يتضمن من الجانب الإسرائيلي تنفيذ الإتفاق مع الجانب الفلسطيني وإكمال الإنسحاب من مناطق الضفة الفلسطينية والمفاوضات حول اللاجئين والقدس، وتم إغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، ومنذ ذلك الحين تراجعت الحكومات الإسرائيلية عن تنفيذ التزاماتها مع الجانب الفلسطيني، ولم يتم الافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال قبل إتفاق أوسلو.
4) “إسرائيل” وحماس تكرس الانقسام الفلسطيني السياسي
والجغرافي بشكل فعلي، من خلال التعاون والتنسيق المشترك بين الجانبين، بحيث أصبح قطاع غزة إقليم منفصل من خلال هدنة طويلة الأمد بين حماس و”إسرائيل” حيث أن العدوان الإسرائيلي للمرة الأولى والثانية لم يستهدف قيادات وكوادر ومؤسسات حركة حماس
بل كان الاستهداف لقيادات حركة الجهاد الإسلامي وقيادتها العسكرية على وجه الخصوص.
لقد تم تحييد حركة حماس في هذه المواجهة بقطاع غزة، وأصبح الإستقرار الأمني والعسكري هو هدف مشترك بين الجانبين حماس و”إسرائيل”، حيث تنحصر مطالب حماس في الإستمرار في السيطرة على قطاع غزة، إضافة إدخال المساعدات الشهرية من دولة قطر وزيادة عدد العمال من قطاع غزة للعمل في “إسرائيل”، وكذلك استمرار نظام الضرائب والجباية من المواطنين بقطاع غزة، والمحافظة على الهدنة بين حماس و”إسرائيل ”
5 )لذلك هناك مصالح مشتركة بين حماس و”إسرائيل” في إسقاط السلطة الفلسطينية؛ لذلك التصعيد في التصريحات الإعلامية بين قيادات حركة حماس و”إسرائيل”، وخاصة تصريحات صالح العروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وهو يرتدي البدلة العسكري في أحد المكاتب في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت، ولماذا لا يقيم ويطلق هذه التصريحات المرعبة للاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة ويعود إلى جانب يحي السنوار وموسى ابو مرزوق ومحمود الزهار وتصبح غزة هانوي وغزة هي أقرب من الضاحية الجنوبية، وأقرب من قطر وتركيا ومن طهران للمقاومة المباشرة مع الإحتلال، ولكن الهدف من كل ذلك إعتبار قطاع غزة خارج إطار الصراع من خلال الهدنة طويلة الأمد.
لذلك المطلوب إسقاط سيطرة السلطة على الضفة الفلسطينية
وتحويل المناطق الساخنة إلى دويلة للوصول إلى هدنة طويلة الأمد وتقديم الخدمات والتسهيلات وتصاريح العمل للعمالة الفلسطينية للعمل في “إسرائيل”
لذلك فإن الحملة الإعلامية على السلطة الفلسطينية وعلى منظمة التحرير الفلسطينية في إطار الفتنة لتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء نتائج كفاح ونضال الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنوات الماضية، حيث قدم الشعب الفلسطيني آلاف الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين والأسرى عبر مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة ولهذه النتائج إعتراف العالم بحقوق الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني العظيم وأصبحت دولة فلسطين عضوا مراقب في الأمم المتحدة وانضمام دولة فلسطين بموجب ذلك إلى المنظمات والمؤسسات الدولية،
لكل تلك التداعيات والأسباب فإن المسؤولية الوطنية من مختلف الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة العمل الفعلي والمحافظة على ما تحقق وبغض النظر عن الخلافات وتبينات بيننا
ليكن الحوار الفلسطيني ليس فقط
محصور في إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية، بل المطلوب كيف يتم إفشال المخططات الإسرائيلية المتعاقبة والمتعددة الجوانب والاتجاهات في تحصين البيت الداخلي الفلسطيني، وخاصة ونحن نمر في حصار اقتصادي وعجز مالي حيث تحتجز سلطات الإحتلال ملايين الدولارات من عوائد الضرائب الفلسطينية بذريعة قيام السلطة الفلسطينية بصرف رواتب الشهداء والأسرى والمعتقلين،
إضافة إلى ذلك توقف العديد من الدول العربية تسديد التزاماتها للسلطة الفلسطينية بما في نسبة الخصم، 5% التي يتم خصمها من العاملين في دول الخليج ودول عربية أخرى وفقا لأحكام الجامعة العربية؛ لذلك فإن المقاومة لمواجهة الإحتلال الإسرائيلي ضرورة وطنية كخطوة للأنهاء الإحتلال الإسرائيلي، ولكن المهم توفير إمكانية الصمود لشعبنا الفلسطيني في الإستمرار والصمود وعدم تمكينها من السيطرة والأحتواء والتهجير القصري للمواطنين الفلسطينيين العزل، لذلك المقاومة بكل أشكالها ضرورة ولكن من خلال التفاهم حول إليات العمل المقاوم الإحتلال الإسرائيلي.