عروبة الإخباري –
الدستور – نيفين عبد الهادي وماجدة أبو طير –
تقف الأجهزة العسكرية والأمنية بقوّة لمواجهة التحدي الذي يواجه حدود الوطن، جاعلة من الأراضي الأردنية عصيّة على كل من يحاول تهديد أمنه واستقراره وترويع مواطنيه، فرغم التحديات والتهديدات التي تواجهها الحدود الأردنية إلاّ ان نشامى حرس الحدود والقوات العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات يقفون بكل حزم لبقاء الوطن في مساحات من الأمن.
الأحد الماضي، أسقطت المنطقة العسكرية الشرقية، على إحدى واجهاتها ضمن منطقة مسؤوليتها، طائرة مسيرة قادمة من الأراضي السورية، وذلك انطلاقاً من جهود القوات المسلحة في المحافظة على أمن واستقرار المملكة وحماية حدودها، والتزاماً منها بواجبها الوطني تجاه الوطن . وقال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي «إن قوات حرس الحدود وبالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية العسكرية، رصدت محاولة اجتياز طائرة مسيرة بدون طيار الحدود بطريقة غير مشروعة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، وتم إسقاطها داخل الأراضي الأردنية»، مبينا أنه بعد تكثيف عمليات البحث والتفتيش للمنطقة تم العثور على الطائرة، وتحويلها إلى الجهات المختصة.
هي تحديات تواجه الحدود مع سوريا، وتأخذ أبعادا متجددة وخطيرة باستمرار، فاستخدام الطائرات المسيّرة، أسلوب خطير بات يستخدمه المهربون، فيما أخذت حمولة هذه الطائرات المتسللة تتغير وتزداد خطورة فباتت تحمل المخدرات والأسلحة، وفي ذلك خطر حقيقي تواجهه القوات المسلحة التي أكدت أنها ماضية في التعامل بكل قوة وحزم، مع أي تهديد على الواجهات الحدودية، وأية مساعٍ يراد بها تقويض وزعزعة أمن الوطن وترويع مواطنيه.
بطبيعة الحال هذا التحدّي يقف خلفه الكثير من الأسباب ، والتبعات السياسية والعسكرية، الأمر الذي يجعل من الجهود التي يبذلها الأردن خارقة لمواجهة هذه الحرب، بل ويدفع باتجاه ضرورة وجود تحرّك عالمي مع الأردن، فخيارات الأردن لمواجهة هذه التحديات بل هذه الحرب يجب أن تكون استثنائية لمواجهة حرب «المسيّرات» التي باتت أسلوب المهربين الخطير عبر حدوده مع سوريا.
وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» حول الجهود التي تبذلها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمواجهة المسيّرات، وحول خطورة هذه التحديات، أكد سياسيون وخبراء عسكريون على أن الأردن يواجه حربا ضد التهريب، وللأسف أن هذه الحرب تتسع دائرتها حيث غدا المهربون يستخدمون الطائرات المسيّرة لتهريب المخدرات وكذلك الأسلحة، وهذا خطر تواجهه الأجهزة العسكرية والأمنية بقوة وحزم وعين ساهرة لا تنام.
وأشار متحدثو «الدستور» إلى أن جلالة الملك يقوم بجهود كبيرة لحل الملف السوري، ذلك أن ذلك سيقود لأمن المنطقة، والسيطرة على عمليات التهريب، التي تشكّل خطرا على الأردن والمنطقة، ويجب أن يكون لها حلول على مستوى عالمي، فالأردن يعمل بقيادة جلالة الملك على حماية أراضيه وتحقيق الأمن للمنطقة.
وشدد متحدثونا على أن الأردن ما يزال رغم كل الاستفزازات أيقونة أمن وسلام بجهود القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وما يزال الأردن يبذل قصارى جهوده للقضاء على هذه البؤر الإرهابية.
سميح المعايطة
وأكد الوزير الأسبق سميح المعايطة أن حرب المخدرات القادمة من سوريا تستهدف دولا كثيرة ومحاولات التهريب دائمة عبر الحدود البحرية والبرية لسوريا وخاصة حبوب الكبتاجون التي لا تحتاج الى كلف عالية للإنتاج ولا الى مصانع معقدة، واصبحت هذه التجارة اقتصادا يعود على مؤسسات في الدولة السورية وميليشيات ايران في سوريا ولبنان وعلى المهربين بحوالي 6 مليارات دولار سنويا.
لكن الاردن له خصوصية لان محاولات التهريب ذات طابع سياسي وامني تقوم به ميليشيات طائفية بالتعاون مع جهات رسمية سورية جزء من أهدافها التهريب التجاري للاردن وعبر الاردن للخليج، والجزء الاخر عمليات استنزاف أمنية تعبر عن غضب ايران وميليشياتها بسبب فشلها عبر عشرات السنين باختراق الساحة الاردنية وتكوين اتباع.
الاردن يعمل عبر المسار السياسي الممثل بالتحرك العربي والاتصالات المباشرة أمنيا وعسكريا مع سوريا وايضا عبر الدور الكبير للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية المختلفة في التصدي لكل محاولات التهريب واختراق الساحة الاردنية وايضا هنالك تنسيق مع دول كبرى واقليمية لإيجاد حالة ردع لهذا الخطر الذي يهدد المنطقة ودولا عديدة في العالم..
بشير الرواشدة
الوزير الأسبق بشير الرواشدة، قال جميعنا نشد على ايدي الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تسهر على أمن واستقرار الوطن. وأكد الرواشدة اننا جميعا ندرك حجم الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبد الله الثاني في حل الملف السوري، كون ذلك سيقود لأمن المنطقة والسيطرة على حرب التهريب سواء كان للمخدرات أو للأسلحة، وهذا تحد كبير يتصدى له الأردن.
وبين الرواشدة أن هناك توافقات أردنية سورية لدخول الأردن الأراضي السورية وضرب أوكار المهربين، إضافة للجهود الجبّارة التي يقوم بها لغايات القضاء على التهريب بكافة أشكاله، والذي بات يشكّل خطرا حقيقيا في المنطقة.
وشدد الرواشدة على أن الأردن ما يزال رغم كل الاستفزازات أيقونة أمن وسلام بجهود القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وما يزال الأردن يبذل قصارى جهوده للقضاء على هذه البؤر الإرهابية.
وثمن الرواشدة وقدّر عاليا الجهود التي تقوم بها الأجهزة العسكرية والأمنية لمواجهة أخطار الحدود التي للأسف باتت تتعدد أشكالها، وتزداد خطورة، وبأساليب خطيرة، كما نشاهدها في استخدام الطائرات المسيرة، هي جهود كبيرة تجعل من الأردن عصيّا على كل من يفكّر بالاعتداء عليه.
رابحة الدباس
الوزير الأسبق رابحة الدباس، أكدت أن الأجهزة العسكرية والأمنية تقوم بجهود خارقة لمواجهة خطر التهريب سواء كان للمخدرات أو الأسلحة، مبينة أن استخدام الطائرات المسيّرة بدون طيار تحد كبير وخطير يواجهه الأردن وما تقوم به القوات المسلحة والأجهزة الأمنية مقدّر جدا وهام ويجعل من الأراضي الأردنية آمنة.
وبينت الدباس أن الحدود مع سوريا معرّضة بشكل دائم للتهريب، نظرا لعدم استقرار الوضع في سوريا، وحدثت اتفاقيات وتوافقات أردنية سورية لمحاربة التهريب وضرب أوكاره في الأراضي السورية ، وهي جهود أردنية ضخمة جدا، نؤكد دوما على أهميتها وضخامتها وأنها ستكون الركيزة الأساسية لحماية المنطقة من هذا الخطر الذي بات يتعدد الأشكال والأهداف.
وقالت الدباس مهما قدّمنا شكرنا وثناءنا لأجهزتنا الأمنية والعسكرية فنحن نبقى في جانب التقصير حيال ما يقدمون لمواجهة هذه التحديات الخطيرة، يقدّمون أرواحهم واجسادهم ودماءهم فداء للوطن وحتى ننعم جميعا بالأمن ولا يروّعنا أي شيء، مقدمين رسالة على مستوى عالمي أن الأردن قوي ولن يتمكّن أحد من أمنه واستقراره.
العميد المتقاعد محمد العبادي
الخبير العسكري العميد المتقاعد محمد العبادي، اشار في أنّ الجيش الاردني يبذل جهدا كبيرا، ورغم انه كبير ومتواصل ولا ينتهي الا انه يبذل بهمة قوية، فحدود الاردن خط نار كما يقولون، ويجب عدم تجاوزه الا من خلال المعابر الحدودية الرسمية، او بالاتفاق مع دول الجوار، في القوات المسلحة نضع نصب اعيننا ضرورة الحفاظ على الامن الوطني بالدرجة الاولى ومن ثم الامن القومي العربي، تهريب وتسويق هذه المخدرات والاسلحة عبر المسيرات الهدف منه خلق حالة من الفوضى والتأثير على الاستقرار، وهذا التهريب تتم مواجهته بأقصى الطاقات وتتم محاربته دون اي تردد من قبل القوات المسلحة.
واضاف العبادي أنّ القوات المسلحة الاردنية شعارها الامن الشامل، ومن هنا ترفع لهم القبعات احتراما لجهودهم، ومهما بلغت اعداد هذه المسيرات وانواعها فإن الأردن قادر على التصدي لها، فالقوات المسلحة تواصل التدريب والتجديد في آليات مواجهة اي تهديد، ولديهم كفاءات مقدرة مطلعة على ادوات وتجارب في غاية الاهمية، ومستوى الاحترافية عال، مع المعرفة ان التدريب لا يتوقف ابدا، والقوات المسلحة قادرة ومتمكنة في اداء واجبها حفاظا على استقرار وامن بلدهم.
الدكتور بشير الدعجة
من جانبه، قال الخبير الأمني الدكتور بشير الدعجة ان الحدود الشمالية والشمالية الشرقية تشهد حركة نشطة من قبل المهربين لتهريب المخدرات وكذلك تهريب للأسلحة من خلال هذه المسيرات خاصة من سوريا، والاجهزة الامنية والقوات المسلحة تكافح من اجل التصدي لهذه المسيرات عبر الحدود، بسبب الانفلات الامني هناك، والتهريب في بدايته كان تقليديا وعبر ادوات بدائية، لكن مع الوقت تطورت ادواتهم، وتنبه الجيش الاردني الى هذا التطور الذي حدث.
واشار الدعجة إلى ان الخصم ليس تقليديا، ويفهم الالتحام والانسحاب، وغيرها من تكتيات، ومن هنا شهدنا كيفية التغيير من قبل الجيش الاردني في قواعد الاشتباك مع هذه الاطراف، وتمكن الجيش الاردني من ضبط الحدود وسجل نجاحات في ضبط تهريب المخدرات والاسلحة الراجلة والالية، واصبح المهربون المنظمون يعتمدون على الادوات الحديثة كالمسيرات.
وأكد الدعجة أنّ الجيش الأردني والأجهزة الأمنية تكافح باستمرار وقام افرادها بإسقاط العديد منها، ويتواصل هذا الجهد والعطاء واتخاذ مجموعة من الإجراءات التي من شأنها رصد اي مسيرات وتتابعها باحدث التقنيات الحديثة لوضع حد لها.