عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب
ظل مجلس الأعمال العراقي رافعة حقيقية في الاقتصادين الوطني الاردني والعراقي، وقد سخّر الله له نفرا من الاشقاء العراقيين اقاموا فكرته وجسدوه حقيقة ماثلة وخيمة واسعة.. واذكر انني كنت تابعت النشأة التي ابدع فيها الدكتور ماجد الساعدي ومجموعة من رفاقه وجدوا في البيئه الاردنية المناسبة ما يمكنهم من اقامة هذا المجلس الذي اسثتمر بالملايين، وكان لافتا المجلس لم ترتخي قبضته ولم يتراجع بل انهم واصلوا التكيف والعمل بجدية ، مدركا لكل الظروف وتقلباتها والتأثيرات الجانبية وتاثيراتها ، ولذا عاود انعقاده مرة اخرى قبل ايام وعلى مستوى واسع ولافت..
فقد نظم المجلس منتدى اردني عراقي للمال والأعمال وبمشاركة المئات من الرسميين ورجال الأعمال والمال..
في الافتتاح قال نائب رئيس المجلس سعد ناجي اننا نسعى لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي بين الاردن والعراق، لقد حاول رئيس المجلس الدكتور الساعدي وفي اكثر من مرة ومحاولة ان يجعل الحبل السري عاملا وموصولا بين العراق والاردن وان يشكل جهد المجلس رافعة حقيقية حتى لمتخذي القرار في المجالات الاقتصادية والتعاون، اذ ادرج خط انبوب النفط من البصرة الى الزرقاء في هذا الاطار، واستقبل المجلس اكثر من مرة مسؤولين في هذا المجال..
وحتى التوجه للتكامل الاقتصادي مع شيوع حالة الامل والتفاؤل في بناء اقتصاديات متكاملة بين الاردن والعراق ومصر بعد اجتماعات القمة والاجتماعات الثنائية بين البلدان الثلاثة كان مجلس الأعمال جاهزا دائما ليشكل حجر الزاوية والنموذج الذي يحتذى، والذي لا يمكن تجاوزه في بناء التكامل..
كانت اجتماعات مجلس (الأعمال العراقي) في العشرين من شهر يونيو قد جاءت تحت شعار “بناء جسور الازدهار المشترك” وقد حظي المجلس باهتمام المسؤولين العراقيين والاردنيين وخاصة رئيس الوزراء الاردني الدكتور بشر الخصاونه الذي أبدى اهتمامه بالمجلس ودوره وخططه..
المؤتمرون الذين جاؤوا من قطاعات مختلفة وحرصوا على المشاركة عقدوا جلسات فاعلة وحوارية دارت حول الاستثمار في القطاع المالي والمصرفي، الفرص والتحديات التجارب وقصص النجاح والاستثمار في القطاع الصناعي وكذلك النقل والخدمات والتعدين والتطوير العقاري..
الملك عبد الله الثاني الذي تابع أعمال المجلس منذ سنوات وكان الدكتور ماجد الساعدي رئيس المجلس قد وضعه في صورته، اطلع اخيرا على أعمال المجلس الذي عقد في عمان وبارك الانعقاد ودعا لمزيد من العمل الاستثماري والفاعل، فقد كان الاردن وما زال بحاجة الى مثل هذا العمل المؤسسي والمنظم والقادر على الاستقطاب وتوفير عناصر المشاركة..
في العراق اليوم تحولات ايجابية ملموسة قد تساعد على رفع وتاثر العمل، ومن هنا جاء الالتقاط الذكي لمجلس الأعمال العراقي في عقد دورته الجديدة في عمان وتقديم برامج وخطط مدروسة وفاعلة تحتاج الى مزيد من مشاركة الاردنيين واهتماماتهم، خاصة وان البيئة العراقية بدت اكثر استقطابا وتنظيما واكثر هدوءا وجاهزية في العديد من القطاعات..
ما زال اعمار العراق قائما وما زالت فلسفة مجلس الأعمال العراقي وتوجهاته قائمة وصالحة، وما زال العمل يحتاج الى قرارات سياسية وارادات قوية ،قد تتوفر الان في ظل هذه الحكومة العراقية الجديدة حكومه السوداني التي يمتدحها المستثمرون ويرون ان توجهاته ايجابية على اكثر من صعيد ..
ما يقوم به مجلس الأعمال العراقي من تنوع في الاقتصاد يحتاج الى مزيد من الحوار والى نقاشات على هامش المؤتمر الناجح الذي عقد والذي اتخذ مجموعة من القرارات يجب ان تفعل..
التقيت قادة من مجلس الأعمال العراقي بعد انعقاد المؤتمر في عمان قبل اسابيع قليلة واحسست بالتفاؤل الذي يحملونه وهم يراهنون على ان الحاجة ماسة لمزيد من التعاون الاردني العراقي والى توسعة هذا التعاون لتكتمل دوائر التعاون باتجاهات اخرى، فما زال مشروع التكامل الاردني العراقي المصري هيكلا بحاجة الى ان يكسى بالمزيد من العمل والمشاريع، وهذه كلها يمكن ان تكون من وصفات مجلس الاعمال العراقي الذي قرب البعيد وفسر كثير من معطيات الواقع، وجعل بعض الامنيات في امكانيات التحقيق..
نبارك للمجلس انعقاد أعماله وندعو الى مزيد من الدعم له والالتفات حول اهدافه..