وزير الخارجية الصيني يوافق على زيارة واشنطن بعد محادثات “بناءة” مع بلينكن في بكين

عروبة الاخباري-التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الإثنين في بكين كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الصيني وانغ يي، في اليوم الأخير من زيارة لهذا البلد تهدف إلى تحسين العلاقات المتوترة بشدة.

والتقى الرجلان في دار الضيافة الحكومية “دياويوتاي” في بكين، وتبادلا المجاملات لفترة وجيزة، قبل توجههما لعقد اجتماع مغل

والأحد، تحدث بلينكن، وهو أرفع مسؤول أمريكي يزور بكين منذ نحو 5 سنوات، مع نظيره الصيني تشين غانغ مدة سبع ساعات ونصف ساعة.

ووافق وزير الخارجية الصيني على القيام بزيارة إلى واشنطن بعد إجرائه محادثات “بناءة” مع نظيره الأمريكي في بكين الأحد، وفق تأكيد وزارة الخارجية الأمريكية.

وقال المتحدث باسم الوزارة مات ميلر إن بلينكن وجه دعوة إلى نظيره تشين غانغ و”اتفقا على تحديد موعد الزيارة في وقت مناسب للطرفين”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وصل في وقت سابق الأحد إلى بكين في زيارة تستغرق يومين تهدف إلى محاولة تخفيف التوترات الثنائية.

من جهته، أكد وزير الخارجية الصيني أن ملف تايوان يمثل “التهديد الأبرز” للعلاقات مع الولايات المتحدة، حسب ما أفادت وسائل إعلام رسمية.

وقال تشين غانغ لوزير الخارجية الأمريكي إن “قضية تايوان هي جوهر المصالح الجوهرية للصين، وهي أهم قضية في العلاقات الصينية-الأمريكية والتهديد الأبرز” لها، وفق ما نقل عنه تلفزيون “سي سي تي في” الرسمي.

واستقبل وزير الخارجية الصيني تشين قانغ بلينكن والوفد المرافق له عند باب فيلا في ساحة قصر دياويوتاى للضيافة في بكين، حيث أجرى الاثنان محادثة قصيرة قبل أن يتصافحا أمام العلمين الصيني والأمريكي.

وهي الزيارة الأولى لوزير خارجية أمريكي إلى الصين منذ زيارة في تشرين الأول/أكتوبر 2018 أجراها سلفه مايك بومبيو الذي انتهج لاحقا استراتيجية مواجهة مع بكين في السنوات الأخيرة من رئاسة دونالد ترامب.

إحياء الحوار المباشر بين البلدين
قبل مغادرته، قال بلينكن في واشنطن إن هذه الزيارة يجب أن “تفتح خطوط اتصال مباشرة حتى يتمكن بلدانا من إدارة علاقتنا بمسؤولية، بما في ذلك من خلال معالجة بعض التحديات والتصورات السيئة ومن أجل تجنب الحسابات الخاطئة”.

وأضاف أن “المنافسة الشديدة تتطلب دبلوماسية مستمرة لضمان عدم تحولها مواجهة أو نزاعا” لأن “العالم يتوقع تعاون الولايات المتحدة والصين”.

وقال داني راسل، المسؤول الكبير السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، إن “زيارة بلينكن القصيرة لن تحل أيا من المشاكل الكبيرة في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين (…) “لكن زيارته يمكن أن تعيد إحياء الحوار المباشر الذي تشتد الحاجة إليه وتبعث إشارة إلى أن البلدين ينتقلان من خطاب الغضب أمام وسائل الإعلام إلى محادثات أكثر رصانة خلف أبواب مغلقة”.

تايوان… الملف الشائك
تمثل تايوان أكثر ملف شائك بين القوتين، إذ نفذت بكين مناورات عسكرية تاريخية حول الجزيرة في آب/أغسطس ردا على زيارة لتايوان أجرتها رئيسة مجلس النواب الأمريكية آنذاك نانسي بيلوزي في إطار جولة آسيوية.

وقبل زيارة بلينكن قال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين إن الولايات المتحدة: “يجب على الولايات المتحدة التخلي عن وهم التعامل مع الصين من موقع قوّة. يجب على الصين والولايات المتحدة تطوير علاقات على أساس الاحترام المتبادل والمساواة، واحترام خلافاتهما”.

وقد بدأ الوقت ينفد لأن العام المقبل هو الموعد النهائي لإجراء انتخابات في كل من الولايات المتحدة وتايوان التي تعتبرها الصين إحدى مقاطعاتها التي تريد إعادة ضمها بالقوة إذا لزم الأمر.

لقاء بين الرئيسين الأمريكي والصيني في سبتمبر/أيلول؟
وأمل الرئيس الأمريكي جو بايدن في أن يجتمع مجددا مع الرئيس شي جينبينغ “في الأشهر المقبلة” بهدف “الحديث حول اختلافاتنا المشروعة لكن أيضا حول المجالات التي يمكننا الاتفاق عليها”. وكان الرئيسان قد عقدا اجتماعا طويلا ووديا في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي.

ومن المرجح أن يحضر الزعيمان قمة مجموعة العشرين المقبلة في أيلول/سبتمبر في نيودلهي. وشي مدعو إلى سان فرانسيسكو في تشرين الثاني/نوفمبر عندما تستضيف الولايات المتحدة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ.

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين