بيان مشترك بين جمهورية الصين الشعبية ودولة فلسطين بشأن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

عروبة الإخباري – تلبية لدعوة من رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ، قام رئيس دولة فلسطين محمود عباس بزيارة الدولة للصين خلال الفترة ما بين يومي 13 و16 يونيو عام 2023.

تبادل الرئيسان وجهات النظر على نحو معمق في جو تسوده المودة والصداقة حول العلاقات الصينية الفلسطينية والقضية الفلسطينية، وتوصلا إلى توافقات واسعة النطاق. وسجل الرئيسان تقييما عاليا للصداقة التاريخية بين البلدين، ويران بالإجماع أن الجانبين الصيني والفلسطيني ظلا يتبادلان الثقة والدعم للجانب الآخر، ويعتبران صديقين وثيقين وشريكين حميمين وأخوين عزيزين بشكل حقيقي. واتفق الرئيسان على إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين وفلسطين، وتدعيم التعاون الودي بين البلدين في كافة المجالات على نحو شامل، لما فيه الخير للشعبين.

أولا، سيواصل الجانبان تبادل الدعم الثابتفي القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر. يلتزم الجانب الفلسطيني بثبات بمبدأ الصين الواحدة، ويدعم الجهود الصينية للحفاظ على سيادة البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها، ويرفض قطعا التدخل في الشؤون الداخلية الصينية من أي قوى؛ ويؤكد مجددا أن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ويرفض الجانب الفلسطيني رفضا قاطعا “استقلال تايوان” بكافة أشكاله، ويؤكد مجددا على عدم القيام بالتواصل الرسمي مع تايوان بأي شكل من الأشكال، ويدعم كافة الجهود التي تبذلها الحكومة الصينية لتحقيق إعادة توحيد الصين؛ ويدعم بثبات الموقف الصيني من المسائل المتعلقة بهونغ كونغ، ويدعم الجهود الصينية للحفاظ على الأمن القومي في إطار “دولة واحدة ونظامان”، ويرى بكل قناعة أن شؤون هونغ كونغ من الشؤون الداخلية الصينية بحتا، ويدين بلهجة شديدة التصرفات غير الشرعية التي قامت بها القوى الخارجية للتدخل في شؤون هونغ كونغ والشؤون الداخلية الصينية؛ ويؤكد مجددا أن المسائل المتعلقة بشينجيانغ ليست مسألة حقوق الإنسان على الإطلاق، بل هي المسائل المتعلقة بمحاربة الإرهاب العنيف ونزع التطرف ومكافحة الانفصالية، ويرفض الجانب الفلسطيني رفضا قاطعا التدخل في الشؤون الداخلية الصينية باستغلال المسائل المتعلقة بشينجيانغ.

يدعم الجانب الصيني بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وسيقف دوما إلى جانب الشعب الفلسطيني، ويبذل جهودا دؤوبة من أجل إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر؛ ويدعم بثبات إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية؛ ويدعم الحفاظ على الوضع التاريخي القائم لمقدسات القدس؛ ويدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة؛ ويدعم تعزيز الوحدة الداخلية الفلسطينية؛ ويدعم قيام فلسطين باستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل على أساس مبدأ “الأرض مقابل السلام” وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة و”حل الدولتين”، بما يحقق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل.

ثانيا، يسجل الجانب الفلسطيني تقييما عاليا لما طرحه رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ من مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية. سيجري الجانبان تعاونا نشطا في سبيل تنفيذ المبادرات المذكورة أعلاه على نحو جيد، ويعملان على الدفع ببناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

ثالثا، سيقوم الجانبان بمواصلة دفع التعاون في بناء “الحزام والطريق”، وتفعيل دور آلية اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة بين البلدين بالكامل، والمضي قدما بالمفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة بين الصين وفلسطين؛ ومواصلة دفع التواصل والتعاون بين البلدين في مجالات الثقافة والتعليم والإعلام وغيرها.

سيقوم الجانب الصيني بمواصلة تقديم مساعدات إنسانية إلى الجانب الفلسطيني، ويدعم الجانب الفلسطيني لتنفيذ المشاريع المعيشية والتنموية؛ ومواصلة تقديم الدعم إلى الجانب الفلسطيني في مجال تدريب الأفراد لمساعدته على تعزيز بناء القدرات؛ ومواصلة تقديم منح دراسية حكومية إلى الجانب الفلسطيني وتقديم دعم له لإدراج اللغة الصينية في المناهج التعليمية. ويعرب الجانب الفلسطيني عن شكره على المساعدات السخية التي قدمها الجانب الصيني إلى فلسطين منذ زمن طويل.

رابعا، سيعمل الجانبان بنشاط على إجراء التعاون، للدفع بتنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى، وتكريس روح الصداقة الصينية العربية، والعمل يدا بيد على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.

خامسا، سيقوم الجانبان بتعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الإقليمية والدولية، والعمل المشترك للالتزام بتعددية الأطراف الحقيقية، والدفاع عن المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها والنظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية القائمة على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والعمل المشترك لرفض الهيمنة وسياسة القوة، والدفع بإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية. ويدعم الجانبان القيم المشتركة للبشرية جمعاء التي تتمثل في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، ويحترمان حق شعوب العالم في اختيار طرق تطوير الديمقراطية والنظم الاجتماعية والسياسية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية، ويرفضان رفضا قاطعا تسييس مسألة حقوق الإنسان أو استخدامها كأداة، ويرفضان رفضا قاطعا قيام أي دولة بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت ذريعة الديمقراطية وحقوق الإنسان.

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

“النزاهة” تستضيف وفداً أكاديميّاً من جامعة القدس الفلسطينية

ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 43,391 منذ بدء العدوان الإسرائيلي