عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
ظل صديقي المحامي الدكتور يونس عرب “أبو عرب” يحافظ على نهجه في الحياة ورؤيته لها من خلال موقفه وموقعه الذي لم يتغير، فقد تأثر الدكتور يونس منذ كان شاباً يافعاً بفكر اليسار وحمله واخلص له بوعي، فقد كان قارئا مميزاً ومناظراً قادراً، وتمسك بفكره بحكم النشأة وظل مخلصاً لطبقته ووفيا لها، وقد رسخ دراسته للقانون واحترافه للمحاماة هذا النهج الذي ظل يلازمه..
كنت في زيارته للاطمئنان عليه وقد رأيته يتشافى بعون الله.. وقد عاد من عند الطبيب ولم يقعده المرض عن عمله والقضايا التي يحملها للكثيرين، وبعضها قضايا أخذها تطوعاً تفوح بمسائل حقوق الانسان او في مظالم اجتماعية او لأشخاص معنفين او فقراء قسى عليهم الزمن ولم يستطيعوا ان يمثلوا امام المحاكم لعدم قدرتهم على توكيل محامين..
كان يونس عرب معجباً بعصامية ودور ومهنية زميلته اسمى خضر التي اكتسبت سمعة طيبة ومارست دوراً محترما في الدفاع عن قضايا المراة..
حين زرته جمع لجلستنا مجموعة من المحامين والمحاميات الذين يعملون او يتدربون في مكتبه “مكتب عرب للمحاماة” حيث يشغل المكتب طابقا كاملا في بناية على طريق الجامعة، خصص فيه قاعة للتحكيم والمحاضرات..
تحدث الاستاذ عرب عن مدرسة يقودها وينتمي اليها الكثيرون ممن تخرجوا او تدربوا فيها وما زالوا، وهو يعتز بكل طلابه الذين تدربوا على يديه او عملوا معه، ولا يتردد في نقد اي سلوكيات خاطئة، وكان يضرب الامثلة من اكثر من 30 سنة من العمل في حقل المحاماة، وحيث حصل الدكتور عرب على ثلاث شهادات للدكتوراة والّف العديد من الكتب والدراسات المحكمة وحاضر ورافع عن كثير من القضايا المهمة..
في الساعة التي استمعت واستمتعت فيها بحديث الدكتور عرب ادركت ان المحاماة ليست مهنة فقط وانما هي رسالة من اجل العدل والانصاف والحق، وانها لا يجوز ان تكون مدخلا للثراء وانما للتواضع وتكريس القيم الفضلى والصفات الحميدة، فما زال الدكتور يونس يعتز بعمله في مكتب الاستاذ الراحل طيب الذكر حسين مجلي واعتزازه بصفاته..