٥٦ عاما على عدوان حزيران…. الحرب العدوانية مستمرة…. من يوقفها ؟
د فوزي علي السمهوري
— 1 —
لم يزل العالم العربي يعيش أجواء حرب حزيران 1967 المستمرة دون توقف مسجلة بذلك أطول حرب في القرن العشرين وما مضى من القرن الحادي والعشرون .
إستمرار نتائج تلك الحرب العدوانية وتداعياتها من إحتلال للجولان ولأراض الدولة الفلسطينية المحتلة وما سبقها من إرتكاب مجازر دموية فترة الإستعمار البريطاني لفلسطين التاريخية في سياق شن حروب تطهير عرقي وإبادة العامل الرئيس بإدامة الصراع وتاجيجه إقليميا .
لم تكن الحرب العدوانية التي شنها الكيان الإستعماري الإسرائيلي التوسعي على الجمهورية العربية المتحدة وسوريا والأردن في الخامس من حزيران 1967 نتيجة لظرف طارئ بل كان مخططا لها منذ فترة سابقة أعقبت حرب السويس عام 1956 وفي سياق الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي .
بالرغم من مؤشرات قرب ” إسرائيل ” شن حربها العدوانية التي تجلت إرهاصاتها منذ بداية شهر أيار 67 بتصاعد الحملة الإعلامية لقادة الكيان الصهيوني الإسرائيلي العنصري وما حملته من تهديدات للدول العربية الثلاث مصر وسوريا والأردن مصحوبة بجولات إسرائيلية مكوكية للدول الكبرى بهدف الحصول على دعم عسكري وسياسي وإضفاء شرعية دولية على حربها العدوانية المزمع قيامها يقابلها إتصالات مع مصر خاصة لحثها على التهدئة في تغييب للمسؤولية وللدور الإسرائيلي بتصعيد وتاجيج الأوضاع المهددة للأمن الإقليمي تحت ذرائع واهية عملت الدول العربية المستهدفة على تبديدها إلا أن المؤامرة الإستعمارية باداتها الإسرائيلية خطت طريقها نحو التنفيذ في 5 /6/ 1967 وما أسفرت عنه من نتائج إحتلال إستعماري إسرائيلي لسيناء وقطاع غزة من مصر والجولان من سوريا والضفة الغربية من الأردن في إنتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة وللقوانين الدولية .
56 عاما من تحد للأمم المتحدة :
على الرغم من عشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن وعن الجمعية العامة للأمم المتحدة ” التي يفترض عمليا لا ديكوريا انها تمثل الشرعية الدولية وإرادتها وما تعنيه من وجوب تنفيذ قراراتها ” التي تدعو سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لإنهاء إحتلاله للأراضي العربية المحتلة إثر عدوان حزيران ٦٧ والتي قابلها ويقابلها الكيان الإستعماري الإسرائيلي بالرفض بعنجهية وصلافة على مدار 56 عاما مضت دون وجود أي أفق قريب بإمكانية التراجع عن تحديه لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة ورفضه تنفيذ أي من القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية الصادرة عن مؤسساتها .
أسباب الرفض والتعنت الإسرائيلي :
أولا : الإنحياز الأمريكي والغربي الأعمى لإسرائيل وسياستها العدوانية التوسعية .
ثانيا : إستمرار الدعم الأمريكي والغربي لسلطات الإحتلال الإسرائيلي العنصري عسكريا وسياسيا وإقتصاديا وتكنولوجيا وتمكينه الإفلات من المساءلة والعقاب في المحاكم الدولية .
ثالثا : منع صدور أي قرار من مجلس الأمن يلزم سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية بموجب الفصل السابع بسبب الفيتو الأمريكي .
رابعا : الضعف الرسمي العربي الناجم عن الخلافات البينية وغياب إستراتيجية موحدة للتعامل والتصدي ومواجهة التحديات التي تستهدف الأمن القومي العربي وعنوانه فلسطين .
خامسا : تدمير الدول العربية المحيطة بفلسطين المحتلة والتي يعول على دورها بتشكيل حاضنة دعم لنضال الشعب الفلسطيني نحو الحرية والإستقلال .
سادسا : خضوع بعض الأنظمة العربية للضغط الأمريكي بتوقيع إتفاقيات مع الكيان الإستعماري الإسرائيلي وإعتباره إياها إذعان إن لم يكن إستسلام تلك الدول للقوة الإسرائيلية الغاشمة وتراجعا عن مكانة القضية الفلسطينية ومركزيتها خلافا للمواقف الرسمية المعلنة بالواقع العملي ودعما لسياسته الإجرامية وإنتهاكاته الصارخة بحق الشعب الفلسطيني بهدف تابيد إستعماره الإحلالي خلافا لمبادئ وميثاق الأمم المتحدة .
شعب فلسطين لن يستسلم :
مما سبق نخلص إلى حقيقتين :
الأولى : أن الكيان الإستعماري الإسرائيلي الإرهابي صناعة قوى الإستعمار العالمي وبالتالي التعهد بحمايته وتمكينه من أداء وظيفته الإستراتيجية العدوانية التوسعية للهيمنة على الوطن العربي الكبير .
الثانية : أن الشعب الفلسطيني لم ولن يستسلم مهما بلغت حجم المؤامرات وتعدد أدواتها .
فها هي الأحداث تثبت أن الشعب الفلسطيني تصدى ويتصدى بكافة الوسائل للمشروع الإستعماري العالمي وربيبته ” إسرائيل ” على مدار ما يزيد عن قرن من الزمان لم تهن خلالها عزيمته وإرادته بمقاومة العدو الإسرائيلي الإستعماري الإحلالي حتى الحرية والإستقلال…. ؟