القمة العربية 32 في جدة وعودة سوريا كانت أبرز النتائج
الزعماء العرب أشادو بعودة سوريا ورحبوا بالرئيس بشار الأسد، والمشاركة بالقمة العربية بعد غياب قصري في سنوات السابقة، كلمة الرئيس بشار الأسد تحمل في ثنايها العديد من العناوين وكان أبرزها، اعتبار إنعقاد هذه القمة فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤوننا بعيداً عن التدخل الخارجي، وعلينا البحث عن العناوين الكبرى التي تتسبب في أزماتنا، ويجب تطوير منظومة عمل الجامعة العربية انتهى الاقتباس.
في وجهة نظري بأن ضمن أسباب
استمرار الأزمة السورية، هو في الأساس التدخلات الخارجية وغياب الحل العربية، وهناك فرق بين إيجاد الحلول ومعالجة الأسباب للأزمة ومحاولات فرض وقائع جديدة، وفي ظني بأن غياب الحل العربي وقطع العلاقات مع سوريا وإبعادها عن الجامعة العربية كان خطأ جسيم شكل تراكم إضافي للأزمة السورية، واليوم المطلوب ليس مجرد عودة سوريا ولكن المطلوب إنقاذ ودعم الدولة السورية من خلال إعادة التبادل التجاري وحركة الترانزيت
ورفع الحصار والعقوبات الاقتصادية، ويتم إعادة إعمار في سوريا بما في ذلك الكهرباء والمياه؛ حتى يتمكنوا اللاجئين السوريين من العودة إلى بلادهم، وهذا لا يتحقق بغياب البنية التحتية، وفي اعتقادي بأن الأزمة الداخلية في أي بلد عربي يجب بأن يتم حلها ومعالجتها من الداخل بعيدا عن التدخلات الخارجية أي كانت الأسباب، ولقد شاهدنا نتائج ما حدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن وما تعانيه تونس ومصر من نتائج ما يسمى الربيع العربي.
ما حدث في الدول العربية لبنان والأردن على المستوى الأمني وتجارة المخدرات، والأزمة الاقتصادية وانخفاض قيمة الليرة في لبنان، إضافة إلى غياب الأمن المصرفي، لا يوجد نظام عربي خالي من الأزمة الداخلية متعددة الجوانب ومعالجة ذلك لن يتحقق من خلال التدخلات الخارجية ولا في بفرض الحصار والعقوبات الاقتصادية، ويبدو بأن البعض اعتبر عودة سوريا وصمودها قد أسقط مشروع الفوضى والفتنة، خاصة بعد فشل اسقاط الدولة السورية، وما حدث في سوريا ودول العربية قد حقق هذه النتائج، شكلت موطئ قدم “لإسرائيل” من خلال التطبيع مع العديد من الدول العربية، والعمل على محاولات تمرير صفقة القرن التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعتبارها عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، والأهم بعد هذه الخطوة حدث الإعلان عملية التطبيع بين عدد من الدول العربية والإسلامية والترويج لما يسمى بالديانة الابراهمية، وقد شكل الموقف الفلسطيني السد المنيع بمواجهة صفقة القرن، حيث رفض الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية صفقة القرن وورشة
البحرين، وما يزال الموقف الفلسطيني يواجه التحديات الإسرائيلية والعدوان اليومي على الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية، وشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة محاولة لتصفية المقاومة، ولم تتحقق هذه النتائج بصمود شعبنا والمقاومة الباسلة، و يتتطلب من القمة العربية في جدة، توفير الدعم والإسناد السياسي والمالي والاقتصادي ودعم صمود الشعب الفلسطيني.
أبرز نتائج القمة العربية في جدة
1-عودة سوريا إلى مكانتها الطبيعية في الجامعة العربية.
2-القضية الفلسطينية تبقى هي الأساس والماضي والحاضر في مختلف مؤتمرات القمة العربية
ننتظر تحويل الأقوال إلى أفعال.
3-السودان القضية الساخنة
مع استمرار الصراع القائم سوف يتسع في حال غياب الحل العربي وعدم وضع آلية للخروج من الحالة الكارثية والمدمرة.
إنتهت القمة وصدور بيان جدة بدون الإعلان عن وقف كل إشكال التطبيع الشامل مع الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري حيث شارك وزير في حكومة نيتنياهو مع المستوطنين في أقتحام المسجد الأقصى المبارك وباحاتها يوم الجمعة وخلال إنعقاد القمة العربية في جدة.
ومع كل ذلك يتم في إعلان جدة التمسك بمبادرة السلام العربية والتي ترفضها حكومات الإحتلال الإسرائيلي المتعاقبة .
البعض قبل عودة سوريا عن مضض
ولكن لم يعبر أي منهم عن رفض التطبيع ألذي يتنافى مع مبادرة السلام العربية .
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com