عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب
هي أكثر الشركات نموذجية في العمل، فقد ظلت لسنوات طويلة موقع تقدير واعجاب من الاردنيين وحتى زوار الاردن وسياحه ، حين قدمت نموذجا يحتذى في النقل الوطني والسياحي، وكان النموذج حضارياً لجهة المواعيد والرحلات، وعالمياً لجهة نظام الخدمة ونوعيتها..
واليوم وفي اجتماع هيئتها العامة الاخير ورغم تغييرات في الادارة تعاود “جت” انطلاقتها برعاية رئيس مجلس الادارة الذي تولى هذه المرة التفاصيل في اجتماع الهيئة العامة، فقد كان يدرك اين تقف عوامل النجاح وكيف يمكن ان يجدد شباب الشركة وتعاود الانطلاقة على اسس جديدة عصرية، تظل فيها تحافظ على مكانتها بعدما اصابها واصاب شركات النقل العام والسياحي من اصابات بليغة واعراض جسيمة بعد اجتياح جائحة الكورونا التي حصدت واغلقت الكثير من الشركات وجعلتها عصفاً ماكولا تنشغل في ديونها ..
نجت شركة “جت” وان كانت اصيبت لانها كانت تتحوط لمثل هذه الاعراض، وكان لانتباه الادارة والمتابعة والتخفيف من هذه الاعراض قدر المستطاع، وكان لابد من معالجة ذلك بالسرعة الممكنة وبذل المزيد من الجهود المميزة..
ومع كل العوامل السلبية التي مرت تخرج شركة “جت” في جمعيتها العامة التي ترأسها رئيس مجلس الادارة مبتسما لينشر ان “جت” التي استقرت في اذهان الناس كشركة ناجحة انها بخير، وقد زف للمتابعين في الاجتماع خبر توزيع ارباح نقدية على المساهمين بنسبة 10% .
في جت الان مدير عام جديد يجري الرهان عليه، فقد جاء بعد مدير عتيق ارتبط اسمه بنجاحات “جت” فيما مضى وهو مالك حداد “ابو مراد” .
المدير الجديد ليس غريبا عن اجواء الشركة واعمالها ، وها هي الشركة كما قال رئيس مجلس الادارة تعاود انطلاقتها وسط برنامج متكامل يعيد انتاج مكوناتها ويجعلها في الوضع الذي تستطيع فيه التنافس وحتى التميز، فلم تكن هذه الشركة تتردد في يوم من الايام لتجديد نفسها، كما حرص على ذلك اكبر المالكين السيد صبيح المصري الذي ظل دائما يلبي رغبات التطور والتغيير لتظل “جت” كما ارادها منذ آلت ملكيتها وجددت انطلاقتها داخل المملكة بعد ان نشأت في القدس..
البكري كما رأيناه غير لون ربطته التي كان يلبسها لبنك القاهرة عمان من الاخضر الى لون اخر بدا فيها اكثر شبابا وعزيمة..
ولأن السمعة الطيبة هي أرباح ايضا ، فإن المراقب كشركة كشركة “جت” قد لا يضع عينه على ارقام الارباح بمقدار ما يهمه استمرار “جت” وصعودها وقيامها بمهامها كشركة نقل مميزة لم تستطع الشركات الاخرى ان تحاكيها في اساليب العمل..
لقد تغلبت “جت” على كثير من الخسائر فيما مضى واطفأت الكثير منها بنجاح، وما زالت تطفئ لافتة الانتباه في ذلك حيث بلغت قيمة الارباح الصافية العائدة لمساهمي الشركة لعام 2022 بعد اقتطاع الضرائب والمخصصات مبلغ 1.822 مليون دينار مقابل صافي خسارة لعام 2021 (1.015) مليون دينار اي بارتفاع في صافي الربح قدره 2.84 مليون دينار وبنسبة 280%، وهذه نتائج مقدرة وايجابية في مواجهة الظروف الصعبة والطارئة التي واجهتها شركات النقل وواجهتها السياحة في سنوات الكورونا الصعبة والتي تركت اثارها البليغة..
الجديد الذي بشر به البكري رئيس مجلس الادارة قوله ان الشركة ستستمر خلال عام 2023 في تنفيذ الخطة الاستراتيجية للشركة من خلال دعم السياحة والنقل في المملكة من خلال رفع مؤشرات المحافظة على دعم السياحة والنقل في المملكة من خلال رفع مؤشرات الاداء، بفضل تطوير البنية التحتية والموجودات من خلال حافلات ومراكز صيانة والتحديث المستمر لاسطول الشركة والمشاريع التي تطمح الشركة لاضافتها، بالاضافة الى المساهمة في دعم المجتمع المحلي كجزء من مسؤولية الشركة الاجتماعية.
وهذا التوجه كان قد بدأه المدير العام السيد مالك حداد الذي غادر الشركة بعد سنوات طويلة من النجاح والبناء المؤسسي وخدمة المجتمع المحلي، وعوائد السمعة الطيبة..
للنجاح ثمن ولن يكون اعادة انتاج شركة “جت” سهلا، فإدارة البكري لا تعرف التراخي وتوليه المباشر الآن لبعض الجوانب فيها يعني ضرورة العمل بمثابرة لسد كل الثغرات وبناء مرحلة جديدة تستفيد من تجربة الماضي وتبني من اجل المستقبل، فهناك برنامج طموح بين يدي البكري لجعل “جت” شركة في مصافي الشركات ذات الخصائص العالمية وبطاقة عمل مضاعفة ونتائج مختلفة تماما..
وهذا ما يتطلع اليه الاردنيون الذين ظلوا يضربون المثل بالشركة.
