عروبة الإخباري – أكدت نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي للشرق الأوسط دانا سترول، أن الولايات المتحدة مُلتزمة بالشراكة الاستراتيجية مع الأردن، حيث تربطهما علاقة قوية بناءً على عقود من الالتزام المشترك.
ورجحت سترول، التي ترافق وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في زيارة إلى المملكة، التقى خلالها مع جلالة الملك عبدالله الثاني، أن يستمر السعي في البحث عن المزيد من الوسائل لتوسيع العلاقات الثنائية بالمستقبل، وفقا لبترا.
وأشارت إلى الالتزام الأميركي تجاه الأردن، ليس فقط من الرئيس جو بادين بل كذلك من أعضاء الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الكونغرس الأميركي، مؤكدة أن أميركا ترى الأردن كشريك استراتيجي ذي دور قيادي هام جدًا.
وحول هدف الزيارة، أوضحت أن وزير الدفاع موجود في الأردن، كمحطة أولى من زيارته لإقليم الشرق الأوسط، وذلك من أجل أن يؤكد التزام الولايات المتحدة الأميركية، باستقرار وأمن الشرق الأوسط، والأردن خصيصًا، ومناقشة آليات توسيع وتعزيز الأمن الإقليمي المشترك، لا سيما وأن الأردن لطالما كان قائدًا رئيسيًا في هذه الجهود.
ولفتت المسؤولة الأميركية إلى أن أوستن على دارية بأن الأردن في إقليم خطير جدًا، يوجد فيه العديد من التهديدات، مؤكدة أن وزارة الدفاع ملتزمة بدعم الأردن، لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
وتأتي زيارة وزير الدفاع، بحسب المسؤولة الأميركية، من إيمانه بأن الطريق الذي يؤدي للاستقرار والأمن في الشرق الأوسط سيكون من خلال التعاون الأمني متعدد الأطراف، وأن شراكة الأردن والولايات المتحدة مهمة جدًا وشراكتهما مع كل من هو في الإقليم بنفس الأهمية أيضًا.
وأعربت سترول عن امتنان وزارة الدفاع الأميركية لجلالة الملك عبدالله الثاني على شجاعته والتزامه بجمع قادة العالم والإقليم ليعملوا معًا نحو تحقيق الأهداف والرؤى المشتركة.
وبخصوص التعاون العسكري الثنائي، قالت إن وزارة الدفاع الأميركية تفخر بالشراكة الأمنية بين الجيش الأميركي والقوات المسلحة الأردنية، لا سيما وأن القوات المسلحة الأردنية على كفاءة عالية ولديها قدرات عظيمة وقد استثمرت كثيرًا في إجراء التحديث والتحسين.
وبينت أن وزارة الدفاع الأميركية تعمل على تعزيز التعاون الثنائي مع الأردن من خلال مذكرة التفاهم ذات السبع سنوات، التي وقعتها الولايات المتحدة مع الأردن السنة الماضية، وهي أطول مذكرة تفاهم توقع في تاريخ الدولتين، وتتضمن مستوى عاليا من المساعدات العسكرية.
وجاءت المذكرة، وفق سترول، لأن الولايات المتحدة الأميركية ترى بأن القوات المسلحة الأردنية شريك هام جدًا للعمل معًا، سواء كان على صعيد الأمن البحري أو مكافحة الإرهاب أو الأمن الإقليمي، مؤكدة أن القيادة الأردنية والقوات المسلحة تُسهم في الحفاظ على الأمن الإقليمي.
وأوضحت أن مذكرة التفاهم الموقعة تتضمن تقديم 400 مليون دولار أميركي سنويًا كمساعدات أمنية، إلى جانب معونات اقتصادية ومساعدات لدعم اللاجئين، الذين يستضيفهم الأردن بكرم ضيافة بالغ، إلى جانب مجالات عمل مشتركة مثل دعم أمن الحدود ومكافحة الإرهاب.
كما أكدت أن مستوى التزام الولايات المتحدة للأردن قوي جدًا ومتين، مشيرة إلى أن دور الأردن حساس للغاية للإقليم والأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي، وهو دور ذو قيمة كبيرة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية.
وتحدثت عن قدرة القيادة الأردنية على جمع قادة العالم، مستشهدة بالاجتماع الذي عُقد في مدينة العقبة، وضم مسؤولين أردنيين ومصريين وإسرائيليين وفلسطينيين وأميركيين، من أجل العمل نحو تخفيف حدة التوتر في شرق القدس وفي الضفة الغربية، مبينة ضرورة وجود قنوات التواصل بحيث عندما يكون هناك توتر يمكن العمل معًا وبسرعة بناءً على تفاهم مشترك وثقة من أجل تخفيف التوتر.
وتطرقت أيضًا إلى أن جلالة الملك لم يجمع قادة الإقليم فقط، بل قادة العالم في لقاء احتضنته مدينة العقبة أيضًا، لبحث التهديد الذي يُشكله تنظيم داعش الإرهابي، ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم أجمع، مبينة أن ذلك جاء لأن جلالته يدرك أن الشراكة القوية والمستقرة في كل مكان يمكنها أن تُسهم في أمن العالم.
وأشارت إلى أهمية مشاركة الأردن في التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش، الذي يُركز على العراق وسوريا خصيصًا.
وقالت “مجددًا فإن الأردن، هو شريك هام جدًا مع الولايات المتحدة، التي ترغب بالعمل مع الشركاء في تحالف من أجل تنسيق المساعدات الفنية والسياسية والعسكرية لتحقيق أهداف مُشتركة”.
وأوضحت أن لدى وزارة الدفاع الأميركية استراتيجية الدفاع الوطنية، التي تبين كيفية العمل في الشرق الأوسط، وتدعو إلى العمل مع الشركاء والحلفاء، لتوسيع الأمن المشترك، لا سيما في ظل وجود تهديدات إقليمية تتعلق بالإرهاب، وطائرات مسيرة هجومية وهجمات بحرية.
وحول الدور الأميركي في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها أمام التحديات التي تواجهها، قالت إن دور الولايات المتحدة هو الاستمرار في توسيع إمكانيات العمل المشترك على الملف الأمني، إلى جانب الأزمات مثل جائحة كورونا.
وبينت أن التزام الولايات المتحدة للإقليم في جائحة كورونا كان واضحًا جدًا من المطاعيم التي وفرتها والإمدادات الطبية التي زودت بها شركاءها لدعم مواطنيهم ليواجهوا الجائحة بصمود.
ونوهت إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على الاستجابة الأميركية لجائحة كورونا بل هو العمل معًا لتوسيع الاستعداد لأية جوائح مستقبلية، لافتة إلى أهمية الاستجابة للتحديات العابرة للحدود مثل الجوائح أو تغير المناخ أو تدفق اللاجئين، إلى جانب كيفية الاستجابة للتهديات الأمنية الفورية.
كما أشارت إلى أن هناك الكثير من الجهود الأميركية تجاه الأردن تتجاوز وزارة الدفاع، مثل ما تقوم به وزارة الصحة والوزارات المدنية أيضًا، مؤكدة أن بلادها تُعزز الروابط بين كل الوزارات وما بين الشعبين الصديقين أيضًا.