لماذا اتهام الرئيس عباس بالارهاب؟

عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب   
يصل الضغط على القيادة الفلسطينية مداه وسط صمت العالم بما فيه العربي الذي تغرق ايدي سبأ باختراقات اسرائيلية يجري توظيفها.. وتعمل اسرائيل وباسناد من الولايات المتحدة لإعادة انتاج نفس الصورة التي عملت عليها عشية شيطنة القيادة الفلسطينية واغتيال الرئيس ياسر عرفات..
نفس السيناريو.. التوافق الخفي الامريكي الاسرائيلي وفي حالة الرئيس محمود عباس الذي اعياهم محاولات الايقاع به اوعزوا الى مرشح الرئاسة الجديد والذي كان وزير للخارجية بومبيو ان يصف الرئيس عباس بـ”الارهابي” وهي الصفة التي تدعو للخلاص منه، فقد كنا رأينا كيف البسو رابين قبل قتله الكوفية والعقال ليستبيحوا القتل، ثم قتلوا الرئيس عرفات بعد ان اعدوا المسرح لذلك وهيئوا لذلك الاسباب التي يعتقدونها..
كلما صمد الرئيس عباس اكثر كلما زاد عليه الضغط اكثر، وقد اصبح ذلك مكشوفا لكل ذي بصيرة وعينين..
استطاع الرئيس عباس ان يصل الى هنا.. الى نقطة من محاصرة الموقف الاسرائيلي بوسائل سياسية ودبلوماسية لم تعد مقبولة لهم، وقد حذروا منها واعتبروها اخطر اشكال المقاومة والاسلحة، وهو الوصول الى قناعات المجتمع الدولي والبدء في تحويلها، وتحقيق نجاحات في ذلك، ولذا اصبحوا يقايضوا حقوق الشعب الفلسطيني في ذلك بمواقف ليست لهم ولا يجوز المقايضة فيها، وان على السلطة ان لا تذهب للمحافل الدولية او تمضي في توليد الدولة الفلسطينية كاملة مقابل التخفيف من القتل والمداهمات، وكأن ذلك حق لهم..
يدرك الرئيس عباس وقيادته اين هو المقتل الاسرائيلي وان المجابهة هي عالمية في الدرجة الاولى، وان الدبلوماسية والعمل هو خط دفاع اول توجهت اسرائيل لمواجهته بفرض الكثير من اجراءاتها..
ما زال الوضع العربي مشتتا وما زال المتشائمون منه يرون الصورة اشبه بتلك التي عاشها الراحل القائد عبد القادر الحسيني عشية استشهاده في معركة القسطل بعد مغادرته دمشق محبطا من الموقف العربي، والبعض قد لا يراه كذلك، ولكن اسرائيل ما زالت تمارس الضغط على القيادة الفلسطينية وعلى الفلسطينيين على كل الاصعدة، على صعيد تصفية المقاومة كما في نابلس وجنين وشعفاط وعقبة جبر وغيرها، وبشكل همجي وارعن وبعيدا عن اي قواعد، كما تمارس بكل اشكال الضغط لوقف الاندفاع الفلسطيني السياسي والدبلوماسي الناجح وتهديد الرئيس عباس وقيادته..
ما العمل والمؤشرات الاسرائيلية تزداد خطورة وتدفع باتجاه الانفجار وتعكير المياه لتصطاد فيها..
تدرك اسرائيل انها لن تجد حين تتخلص من الرئيس عباس قائدا مثله يحرص على بناء السلام وحقن الدماء، ولكنها بصموده وصبره وقدرته على الحركة امام العالم وكسبه له يشكل خطورة عليها، ولذا فإنها تريد من التخلص منه دفع الفلسطينيين الى الفوضى وعدم قدرتهم من التماسك ورص صفوفهم ، وبالتالي الاستعداء عليهم وتحميلهم المسؤولية عما يجري، فما العمل؟؟
كيف يمكن حماية الرئيس وكيف يمكن تخفيف الضغط عنه، الطريقة هو ان يدرك العالم ان الشعب الفلسطيني بكل فئاته وفصائله يلتف حول الرئيس، وان قيادته هي خيار هذا الشعب، ولذا لابد وفوراً بنزول الشعب الى الشوارع والتعبير عن تأييد الرئيس قبل فوات الاوان، وارسال رسائل واضحة لاسرائيل وامريكا والمجتمع الدولي عن ان الفلسطينيين مع قيادتهم ومع المقاومة ومع حقوقهم المشروعة بكل مفرداتها، وان اسرائيل لا تستطيع ان تخطف قيادتهم منهم او تتفرد بها او تهددها دون دفع الثمن الذي لا تقوى عليه..
هذه فرصة تاريخية نادرة فقد اصبحت الخيارات الفلسطينية محددة ولم تبق اسرائيل للشعب الفلسطيني خيارات الا الصمود والمقاومة، ولما كانت المقاومة في هذا الوقت هي مقاومة شعبية كما هي الصورة القائمة الان والتي تتزايد وترعب اسرائيل وتضرب امنها واستقرارها واقتصادها وصورتها امام العالم، فإن المطلوب استكمال الحلقات وبسرعة والخروج في مظاهرات عارمة في كل المدن والقرى الفلسطينية عبر فلسطين من النهر الى البحر والتوقف عن التعامل مع الاحتلال واعلان اشكال من العصيان المدني وشلّ الحياة العامة..
هذه لحظات نادرة لابد من الوصول اليها وارسال الرسائل واضحة، وعلى العالم ان يرى مواقف فلسطينية مختلفة وشاملة ينخرط فيها كل الشعب الفلسطيني في جهد مشترك واحد..
الرئيس لا يحميه الا ارادة شعبه، ولا يجوز ان يترك لمزيد من الضغط، وان تستغل اسرائيل الانقسام واللعب على الاطراف، ولا بد من اعادة النظر في الموقف العربي واعادة شحنه واستحضار حالة من الشوارع العربية بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني..
لا لشيطنة القيادة الفلسطينية ونعم لصمودها والوقوف الى جانبها، فترك هذه القيادة تتعرض للخطر والضغوط الامريكية والاسرائيلية سيجلب كل اشكال الفوضى لفلسطين والاردن وللعرب ايضا..
ان ما انجزته هذه القيادة على المستوى السياسي كبير، وهذا ما يؤرق اسرائيل، فالرئيس عباس لم يقصف بالصواريخ ولكنه ادرك عمق تأثير دوره ونهجه .. ولذا فإن التهديد استهدفه..
حان وقت الرد الشامل والواضح وعلى القيادات الفلسطينية ارسال رسائلها في الالتفاف حول القيادة الفلسطينية ، فلا ينفع الصمت الآن..
ولو كانت فلسطين تغلي بالمقاومة الشعبية الواسعة وتشعل الارض تحت اقدام الاحتلال لما ذهبت القيادة الى العقبة ولما نجحت الفتوى الامريكية التي ترى ان الحل لابد من يكون على حساب الفلسطينيين..

شاهد أيضاً

كأن هناك سباق سياسي نحو الخطاب “الأكثر عنصرية”* مايا هاشم

عروبة الإخباري – مظاهر العنصرية ضد اللاجئين السوريين في لبنان مقيتة وكأن هناك سباق سياسي …