لم يمضي ساعة على البيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن التطورات الميدانية والمطالبة بوقف الاقتحامات الإسرائيلية للمناطق الفلسطينية، ووقف إقامة المشاريع الاستيطانية والذي تمخض بصدور بيان وتراجع عن التصويت، وصدور قرار من مجلس الأمن الدولي، نتيجة التحركات الدبلوماسية للإدارة الأمريكية من خلال مبادرة أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكية والذي تقدم بمبادرة هدنة لمدة ثلاثة شهور بوقف إقامة 9 بؤر استيطانية وتهدئة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، الجانب الإسرائيلي كالمعتاد لم يمضي ساعات على إعلان بيان مجلس الأمن الدولي، وقام بعملية عسكرية واسعة النطاق بمدينة نابلس والبلدة القديمة والمخيم بعملية عسكرية كبيرة شاركوا فيها وحدة اليمامة إلى جانب جيش الإحتلال الإسرائيلي الفاشي، حيث بدأت العملية بوضح النهار، كما قامت بتنفيذ عمليات التصفية والاغتيالات، حيث استشهدوا عدد من المقاومين ومن المدنيين الفلسطينيين العزل، إضافة إلى ما يزيد عن 100 من المصابين جراح بعضهم خطيرة.
لقد كان من الخطأ التراجع عن إستكمال الخطوات التي تؤدي إلى التصويت وصدور قرار من مجلس الأمن الدولي، وإن استخدام المندوب الأمريكي حق النقد الفيتو، المجموعة العربية والتي تتمثل بمندوب دولة الإمارات العربية المتحدة مطالبة ببذل الجهود الرمية إلى تحقيق الشروط القانونية لتقديم طلب التصويت على إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي على غرار القرار 2334 الصادر عام 2016 حقبة نهاية الرئيس الأمريكي السابق أوباما، حيث حصل على تصويت 15 من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية التي امتنعت عن التصويت؛ لذلك على الدول العربية والإسلامية ودول الصديقة مسؤولية، و بأن تمارس الضغوطات على دول الأعضاء والدائمين بمجلس الأمن لتصويت لصالح مضمون قرار يدين جرائم ومجازر وحشية الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري،
لذلك فإن محاولات منع الجانب الفلسطيني من التوجه للمجلس يعود للأسباب، تتجنب الإدارة الأمريكية من تمكين دولة فلسطين والمجموعة العربية من تحقيق قرار يدين “إسرائيل” وسوف تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية إلى استخدام حق النقد الفيتو، مما يؤكد على إزدواجية المعايير الدولية كما يحدث في فرض الحصار والعقوبات على روسيا الاتحاديه وعلى بعض الدول العربيه، لذلك تراجع سفير دولة الإمارات العربية المتحدة والذي يمثل المجموعة العربية، والدفع بوزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى طرح مبادرة التهدئة على الجانب الفلسطيني، من المؤسف بأن يتم تحميل ذلك المسار إلى الجانب الفلسطيني، وإغفال الموقف العربي.
على كل حال القيادة الفلسطينية في اجتماعتها، اليوم الأربعاء، وبعد العدوان الإسرائيلي على نابلس تقرر التوجه لمجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإدانة المجزرة التي ارتكبتها قوت الإحتلال في نابلس، وقال مندوب فلسطين لدى مجلس الأمن في الأمم المتحدة السفير رياض منصور يوم الثلاثاء، إن المجتمع الدولي مستاء من الغطرسة الإسرائيلية والتمرد على قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والالتزامات وفق الأمم المتحدة على سلطة الإحتلال الإسرائيلي، هذا هو المسار الدبلوماسي ، ولكن المهم في الرد على العدوان الإسرائيلي المزيد من عمليات المقاومة الفلسطينية سوء كانت للفصائل أو أعمال فردية من أبناء شعبنا الفلسطيني والمؤمنين بأ إنهاء الإحتلال الإسرائيلي يتتطلب رفع تكلفة وجود الإحتلال والاستيطان الإسرائيلي، وهذا هو المسار الذي يجب أن لا يغيب في مختلف ارجاء الوطن بكل وسائل المقاومة المسلحة.
بيانات الشجب والإدانة لن تشكل نموذج للرد على سياسة التطهير العرقي للإنسان الفلسطيني بنظام الهولوكوست الإسرائيلي، والدبلوماسية العربية خجولة في مواجهة التحركات الأمريكية، وتحرج في بعض الأحيان العلاقات العربية مع “إسرائيل” وخاصة الدول العربية التي هرولة في التطبيع الشامل بما في ذلك الجانب الأمني والعسكري مع حكومات الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري،
لقد أصبحت بعض الدول العربية والإسلامية تدين الرد الفلسطيني المقاوم على الإحتلال الإسرائيلي؛ لذلك لا يمكن الإبقاء على هذا النهج والمسار و الذي يؤدي إلى هذه النتائج المؤدية إلى تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com