الإحتلال الإسرائيلي إرهاب. .. مقاومة الشعب الفلسطيني حق شرعي ؟ د فوزي علي السمهوري

الإحتلال الإسرائيلي إرهاب. .. مقاومة الشعب الفلسطيني حق شرعي ؟
د فوزي علي السمهوري
لم يبقى قضية إستعمار دون حل سوى فلسطين التي مضى على الشعب الفلسطيني ما يزيد عن قرن ما بين إنتداب و سلب وإغتصاب وتهجير وإحتلال إستعماري إحلالي لوطنه التاريخي ومعاناة جراء جرائم المستعمر البريطاني والعصابات الإجرامية الصهيونية وقوات المستعمر الإسرائيلي الإرهابي دون بارقة أمل بصحوة ضمير لدى الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن عامة والولايات المتحدة الأمريكية خاصة تدفع للإنتصار لحق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 .
نضال الشعب الفلسطيني :
يمكن لنا تقسيم نضال الشعب الفلسطيني على مدار العقود السابقة إلى مراحل :
المرحلة الاولى :
هب الشعب الفلسطيني بطلائعه المقاومة للدفاع عن وطنه في مواجهة الإستعمار البريطاني لفلسطين الذي مكن للعصابات الإرهابية الصهيونية الإستيلاء على أراض فلسطين التاريخية وإعلان كيانهم العدواني الإستعماري عام 1948 .
المرحلة الثانية :
تميزت المرحلة الثانية بالإعداد إلى إنطلاق ثورة تهدف إلى تحرير فلسطين من براثن العصابات الصهيونية الإرهابية الإسرائيلية وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة إلى وطنهم التاريخي فكانت إنطلاقة فتح في 1 / 1 /1965 إيذانا بإنطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة في تحد لبيئة وظروف إقليمية ودولية غير مواتية .
المرحلة الثالثة :
إتسمت المرحلة الثالثة بتصعيد المقاومة العسكرية الفلسطينية بقيادة حركة فتح العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية إثر هزيمة حزيران 1967 وما اسفرت عنه من إحتلال سيناء والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة كما حظيت هذه المرحلة بدعم ومد وإلتفاف جماهيري عربي ودولي مما شكل خطرا حقيقيا على مصالح ونفوذ دول كبرى صانعة للكيان الإستعماري الإسرائيلي المصطنع تعاظمت معه المؤامرات الصهيوامريكية للقضاء على الثورة الفلسطينية التي باتت تمثل الرقم الصعب والجدار أمام إستمرار هيمنة المعسكر الأمريكي على الإقليم وخاصة بعد حرب تشرين 1973 ودخول سلاح النفط في المعركة والتي يسجل للملكة العربية السعودية دورها الريادي مما أدى إلى دعم و تصعيد وتكثيف كافة اشكال العدوان الإسرائيلي وشن سلسلة من حروب عسكرية واسعة وهمجية مستهدفة قادة وكوادر ومقاتلي الثورة الفلسطينية في مختلف أماكن تواجدها .
المرحلة الرابعة ” الإنتفاضة ‘ :
نتيجة للعدوان الإستعماري الإسرائيلي بإجتياح لبنان عام 1982 إرتات قيادة الثورة الفلسطينية إحداث تغيير بإستراتيجيتها النضالية في مواجهة قوات المستعمر الإسرائيلي الإرهابي في الأرض الفلسطينية المحتلة وعلى الساحة العالمية لفضح جرائم العدو الإسرائيلي أمام العالم بهدف عزله وكسب تأييد ودعم حقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس فكانت الإنتفاضة الجماهيرية الأولى التي إنطلقت في كانون الأول لعام 1987 مسلحة بإيمانها وحقها الطبيعي بالتحرر من نير الإستعمار الإحلالي الإسرائيلي العنصري فواجهت قوات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي المدجج بأحدث أنواع الأسلحة بالحجر و بإرادة صلبة أي بإنتفاضة شعبية شهدت أعلى نسبة من إنخراط مكونات الشعب الفلسطيني في النضال على أرض فلسطين المحتلة دون توقفت اسفرت إضافة إلى عوامل إقليمية ودولية إلى توقيع إتفاق المرحلة الانتقالية ” اوسلو ” الذي وصفه نتنياهو بالكارثة فإنقلبت حكومات الكيان الإستعماري الإسرائيلي العنصري على إلتزاماتها بتنفيذ إنسحابها من مدن وقرى الضفة الغربية من نهر الأردن وقطاع غزة وإنهاء المفاوضات على قضايا الحل النهائي خلال فترة زمنية أقصاها خمس سنوات تنتهي في ايار 1999 بل وعمدت إلى إتباع إستراتيجية متدرجة لتأبيد إحتلالها الإستعماري عبر :
• مصادرة أكبر مساحات من الأراضي الفلسطينية وبناء قواعد لميليشيات إرهابية “مستوطنات ” .
• إستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى في القدس لما يمثله من رمز ديني لمسلمي العالم في مخطط تهويدي للقدس عاصمة الدولة الفلسطينية المنشودة .
• إستهداف عزيمة وإرادة الشعب الفلسطيني الوطنية النضالية من خلال ممارسة كافة اشكال الإضطهاد والتنكيل والقمع والقتل وإقتحام المنازل وتدميرها والإعتقالات التعسفية والإعدام خارج القانون وفرض عقوبات جماعية وغيرها من الإنتهاكات والجرائم خلافا للقانون الدولي وللعهود والمواثيق والإتفاقيات الدولية .
شرعية مقاومة الشعب الفلسطيني :
تستمد المقاومة الفلسطينية شرعية نضالها من أجل الحرية والإستقلال في مواجهة الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي من :
أولا : الفطرة الإنسانية للإنسان وللشعوب العيش بحرية في وطنه بأمن وآمان وإدارة شؤون حياته بإستقلالية تامة .
ثانيا : عملا بالبند الثاني من المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة التي تكفل للشعوب تقرير مصيرها ، هذا الحق المحروم منه الشعب الفلسطيني بسبب إستمرار الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي العنصري للأراضي الفلسطينية ورفضه الإلتزام بمبادئ الأمم المتحدة وميثاقها .
ثالثا : لإنتهاك “إسرائيل ” البند 4 من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة التي توجب ” على الدول الاعضاء الإمتناع عن التهديد بإستعمال القوة او إستخدامها ضد سلامة الأراضي أو الإستقلال السياسي لأية دولة او على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة ” مما يمنح الحق الأساس للشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه وحريته وإستقلال وطنه في مواجهة سلطات وقوات المستعمر الإسرائيلي الإرهابي .
رابعا : لعدم تنفيذ ” إسرائيل ” قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقضية الفلسطينية خلافا للمادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة ولتخلي مجلس الأمن عن واجباته بفرض تنفيذ قراراته .
خامسا : عملا بمضمون المادة 51 من الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة التي كفلت ” الحق للدول فرادى أو جماعات الدفاع عن أنفسهم إذا إعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة ” وهنا نتيجة للعدوان الإسرائيلي في 5 حزيران عام 1967 على الأردن ومصر وسوريا تم إحتلال الضفة الغربية من نهر الأردن وقطاع غزة وسيناء والجولان وهذا يكفل للشعب الفلسطيني الحق بالنضال دفاعا عن نفسه بكافة الوسائل من اجل الحرية والإستقلال وتقرير المصير من نير الإستعمار الإحلالي الإسرائيلي العنصري .
بناءا على ما تقدم فالإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لأراض الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليا :
• إنتهاك صارخ لمبادئ وميثاق الأمم المتحدة يتطلب مواجهته دوليا دونما إنحياز
• يقوض اهداف الامم المتحدة بترسيخ الأمن والسلم الدوليين .
• إجراءات سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي العنصري بتهويد الأراضي وإنتهاك المقدسات ومصادرة الأراضي وتغيير ديموغرافي وإرتكاب مختلف أشكال الجرائم المصنفة دوليا كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أو ترقى لذلك إنما تمثل إرهاب دولة يقتضي من الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة التصدي بكافة الوسائل لهذا الكيان المارق وممارسة الضغوط لإرغامه الإنصياع لتنفيذ القرارات الدولية بإنهاء إحتلاله الإستعماري لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وفق قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 ورقم 67 / 19/ 2012 .
كما يستدعي من الدول الأعضاء نبذ هذا الكيان ومقاطعته وعزله دوليا إنتصارا لحق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 .
الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان هو الإرهاب. …ومقاومة الشعب الفلسطيني للإحتلال الإستعماري الإسرائيلي شرعية ومشروعة حتى إنجاز مشروعه النضالي الوطني بالحرية والإستقلال أسوة بباقي شعوب العالم. ..؟! “

Related posts

تجربة النضال الفلسطيني: خصوصية مقاومة تقاوم التعميم* هاني ابو عمرة

كلفة الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي* جواد العناني

هل ستؤثر إدارة ترامب على مسار حروب نتنياهو؟* د. سنية الحسيني