محطة عبد السلام المجالي..(4)

عروبة الاخباري- كتب سلطان الحطاب   

لم اعرف في الاردن مؤيدا لأوسلو ونتائجها كما عرفت الدكتور عبد السلام المجالي الذي واصل تأييد اتفاق اوسلو واحتفى به، وظل يؤيد السلطة الوطنية الفلسطينية ويقف معها ويدافع عنها، وقد رافقناه ومجموعة من الخبراء الاردنيين في انتخاب الرئيس عرفات بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث جرت الانتخابات في رام الله وتحديدا في البيرة وقد حضر الرئيس الامريكي كارتر وخبراء من مختلف انحاء العالم الانتخابات الفلسطينية التي حملت الرئيس عرفات الى قيادة السلطة الوطنية ، وقد شارك الكثير من الشخصيات العالمية وعلى رأسها الرئيس الامريكي كارتر الذي قال على مسمعنا ونحن نقف امام الصناديق بحضور الرئيس المجالي: “لم اشعر بسعادة كالتي اشعر بها واتمنى في المستقبل ان اخاطبكم في عاصمتكم الدائمه القدس اشعر هنا انني في بلدي” وكان كارتر قد شارك في الاشراف على الانتخابات الفلسطينية عام 1996 وعام 2005 و2006 وكان الناس سعداء بذلك.. وكان الرئيس كارتر قد جرى تكريمه في رام الله اثناء مهمته في الزيارة بجائزة فلسطين الدولية للتميز والابداع عن فئة الشخصية الدولية في حفل خاص في رام الله ،وكانت هذه الجائزة الهامة قد اسسها رجل الاعمال المعروف صبيح المصري لخمسة مجالات وفي المناسبة تحدث كارترعن مواقفه ومشاركاته وعلاقته بالقضية الفلسطينية ، وكان المصري قد قال في احتفال تكريم كارتر “اننا سعداء اليوم بتكريم رجل عظيم مثل الرئيس جيمي كارتر الذي عمل بجد من اجل تعزيز الديمقراطية في الشرق الاوسط، وهذه الجائزة ايضا حصل عليها ايضا عمرو موسى ولويزا مورجيتني نائبه رئيس البرلمان الاوروبي وبيتر هانس المفوض العام السابق للاونروا..
وعلى صعيد تأييد السلطة كتعبير عن القضية الفلسطينية فقد وظف الدكتور المجالي كثيرا من ارائه وخبراته وقد قام باكثر من زيارة لفلسطين والتقى مع الرئيس ابو مازن الذي ظل حريصا ان يلتقي المجالي وكان يعتبره من اكبر انصار القضية الفلسطينية ومؤيديها العرب، وظل يحمل له احتراما شديدا وتقديرا ملموسا ويسال عنه طوال فترات مرضه..
وكان المجالي قد شهد تحولات في المفاوضات من مدريد الى اوسلو ومن مفاوضات واشنطن “الكارادور” الى الوصول بالفلسطينيين ان يتحدثوا باسمهم وليس من خلال الوفد الاردني ، إذ كان للمجالي الفضل في اخذ موافقة الملك الحسين على ذلك، وقد كان الملك الراحل يرد عليه دائما بالايجاب ويقول له عندما يريد الاستفسارعن شيء “ارسل حكيما ولا توصه يا عبد السلام” انك تمثلني تماما وكان ذلك وراء احساس الدكتور المجالي بالثقة في كل خطوة كان يخطوها وبتأييد الملك له حتى بعد اتفاق وادي عربة حين قال المجالي” لقد دفنا الوطن البديل وطحنا عظامه” وكان المجالي يريد ان العلاقة الاردنية الفلسطينية ابدية وانه لابد من تعزيزها وقد ظل دائما يدعو الى قيام كنفدرالية اردنية فلسطينية ويرى ان الشعبين لا انفصام بينهما، وقد ظل متحمسا لكل اشكال الوحدة بين الشعبين وضد كل من دعا الى الانقسام او التخلي او ادارة الظهر لهذه القضية التي كان يعتبرها قضية كل الاردنيين..
سالني الرئيس ابو مازن في اخر زيارة لي الى رام الله عن صحة الدكتور المجالي وقال هل يستطيع ان يأتي عندنا بضعة ايام لنحتفي به، فقد كان عونا دائما وظل ابو مازن يحرص ان يراه ويستمع له ويتناول معه الراي وكان جبريل الرجوب امين سر اللجنهة المركزية لحركة فتح يعمل دائما من اجل ان يتمكن الرئيس المجالي من ان يصب خبراته ومواقفه الى جانب قضية الشعب الفلسطيني، وكان يعمل على تسهيل الزيارة له والاحتفاء به..
وكان المجالي يرى ان اوسلو اتفاق هام اكد على الهوية الوطنية الفلسطينية والاعتراف بالشعب الفلسطيني وانه اثمر الكثير من النتائج في دعوة منظمة التحرير الفلسطينية وقادتها ومناضلوها ان الوطن الفلسطيني بغض النظر عن الاعراض الجانبية وعن الانقلابات الاسرائيلية على اوسلو لقد كان المجالي واحدا من انبل المناضلين في سبيل حقوق الشعب الفلسطيني ولم يتردد لحظة واحدة في مناصرة تلك الحقوق، وقد حظي دائما باحترام القيادة والشعب الفلسطيني لدوره المميز والوطني..

 

Related posts

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري

مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشائر الغويري والمعايطة والعليمات