محطة عبد السلام المجالي..(2)

 عروبة الاخباري-  كتب سلطان الحطاب         

قال لي صديقي عبد الحي المجالي وهو شقيق الدكتور عبد السلام واكثر اخوانه صلة وتعلقا بحياته.. ما رأيك ان نصاحب الرئيس عبد السلام الى حمامات ماعين؟ وبالفعل توجهنا هناك، كان مع الرئيس المرحوم وزير الدولة للشؤون الخارجية سطعان الحسن، وكان هناك ايضا الدكتور موسى بريزات الذي اصبح في ما بعد احد اعضاء وفد المفاوضات..
في اليوم التالي وكان يوم جمعة كان قد اعلن عن اتفاق اوسلو وسط ضجة في وسائل الاعلام الدولية وقد تسربت اخبار ذلك وكان القصر قد اتصل مع عبد السلام المجالي الذي كان من قبل قد رأس الوفد الى مدريد..
كان الملك الحسين غاضبا وقد اتصل مع عبد السلام مرتين واحدة كانت في المساء وكان مازال يسبح في ماء ساخن فخرج ليجلس ويرد.. كان يقول: ارجوك يا سيدي اعطي فرصة لا تستعجل.. ألم تكن تقول أننا مع الحل ومع السلام ومع خيار الفلسطينيين، ما زال الوقت مبكر للرد على هذه الاخبار، اعطينا مهلة وانا سأحاول الاتصال، فما دام الامريكيون في الصورة اذن يمكننا ان نعرف الكثير..
الملك قال ان وزير الخارجية الامريكي ارن كريستوفر سيتصل بعد ساعات، قال عبد السلام اذن في الصباح سيكون هناك اخبار جديدة يا سيدي ارجوك ارجوك..
كان هناك تحريض ضد اوسلو فقد استدعى الدكتور خالد الكركي الذي كان وزير للاعلام رئيس تحرير جريدة النهار غسان تويني لاجراء مقابلة مع الملك لنقد اتفاق اوسلو ومهاجمته، وقد علم المجالي بذلك وعمل على ابطال المقابلة او ان لا يتحدث حتى يتبين الملك الموقف الامريكي ويعلم ما هي طبيعة المواقف الاخرى، وهل مصر مطلة على ذلك؟ وما هي طبيعة المواقف الاخرى حتى لا يتم بزج الاردن في المعارضة كما فهمت منه لاحقا.. وبعد انتهاء المكالمات وبالفعل ومع الصباح جاء اتصال اخر من الديوان يعرض لمعلومات جديدة هي اقرب لتوقعات المجالي,, فقد كان الموقف الامريكي على دراية وكان يحبذ ان تجري الامور!!
شعر عبد السلام المجالي في الصباح بالارتياح وانه ادى مهمة كبيرة، وانه أطفا حريقا كان يمكن ان يشتعل وطالب بان لا يوجه أي نقد لأوسلو وان لا يجري تحريض الشارع عليه..
وبالفعل سارت الامور بشكل افضل وقد وصف المجالي تلك الليلة بأنها كانت صعبة في جدل مع الملك الذي كان غاضبا، وفي الافطار كان الرضى على وجه الدكتور المجالي وكذلك الوزير سطعان الحسن وقد اعلن المجالي انه لن يستمر في حمامات ماعين وسيعود الى عمان إذ ربما اقتضى الامر ذلك..
وهكذا كانت معركة المجالي الاولى في اسناد اتفاق اوسلو والدفاع عن الموقف الفلسطيني فيه وسط تحريض بدأ يتراجع …
وعاد الدكتور المجالي وامضيت مع عبد الحي يوما اخر التحقت فيه اسرته به وكان الوقت جميلا فالاجواء شتوية ومشاهدة الشلال المتدفق بالماء الساخن تريح النفس..

Related posts

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين

محافظة: وزارة التربية لن تتهاون في تطبيق الأنظمة والتشريعات التي تضمن سلامة الطلبة

ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟* د. منذر الحوارات