بقلم : الدكتورة ردينه العطي
لا يمكن ان نقف متفرجين على ما يحصل في الضفة الغربية والممارسات الاستثنائية التي تمارس ضد فلسطيني الخط الأخضر والمشاريع التي تتداول هنا وهناك التي تتناقلها الصحافة الفلسطينية عن مشروع توسعي هائل سيقوم على اساس ليس فقط على توسيع المستوطنات وانما على شرعنة البؤر الاستيطانية وعلى تشكيلات موازنة للجيش الصهيوني ضمن اطار ميلشيات يقودها اليمين المتطرف الذي اصبح جزءا لا يتجزأ من البناء والرؤيا والثقافة الصهيونية المتطرفة جدا وهو ما يعد تغيرا جذريا في بنية هذا المجتمع ونخبته السياسية والتي كما اوضح في كثير من الأحيان رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالسلام المجالي عندما قال ( أننا لم نوقع اتفاقية مع هذه اسرائيل وانما وقعنا مع تلك التي كانت اسرائيل)
فبغض النظر عن ماهية هذا الكيان والذي يوظف كل حدث دولي وانشغالا سياسيا او اجتماعيا او رياضيا ام كارثيا من اجل الإسراع في تشكيل خارطة طريق لقمع الشعب الفلسطيني والاستحواذ على كل منجزاته ومكتسباته والالتفاف بكل وضوح على كل الاتفاقيات ذات الطابع الدولي والإقليمي فنحن لسنا متفرجين عن بعد
اننا نعي تماما ما تقوم به دائما دولة الاحتلال الصهيوني من اجل تنفيذ مخططاتها بعيدا عن العدسة الفلسطينية والدولية فالاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982 كان اثناء كأس العالم وهو مثال دائما يكون شاخصا امام شعبنا الفلسطيني وكذلك وظف كارثة كورونا وانشغال العالم بها لاستكمال مشروع الضم وتوسيع الاستيطان وزيادة ميزان الدم الفلسطيني .
ان الأردن بقيادته الهاشمية الفذة القارئة الحقيقية لواقع التحول الداخلي للكيان الصهيوني قد بدأ تحركا استثنائيا من أجل مراكمة الأسناد الاستراتيجي للرؤية الفلسطينية الأردنية القائمة على شكل جديد من المقاومة لهذا الاحتلال على الصعيد السياسي والدولي لفضح مخططات هذا الكيان وتبيان استراتيجياته الخبيثة المعروفة للقاصي والداني والتي باتت لا تتغطى ضمن اي غطاء ولا ضمن اطار بروتكولات العلاقات الدبلوماسية والأخلاقية الدولية فقد صرحت قيادات النخب الصهيونية اليمينية المتطرفة في الكنيست الصهيوني بكل وضوح انه لا وجود لأي سيادة لأي عربي على حدود كل فلسطين التاريخية واعتبرت ان تهويد الدولة وترسيخ التلموذية وطقوسها كأساس لوجود هذه الدولة والتي تعتبر نفسها دولة دينية يهودية بامتياز وهذه النخبة المتطرفة الصهيونية المجرمة المتطرفة والإرهابية وهذه الكلمات جاء من حضن هذا الكيان والتي نسمعها يوميا ونراقبها من خلال الصحافة الصهيونية والتي توضح ان على سبيل المثال بن عفير الحليف الصهيوني المتطرف مطلوبا جنائيا للقضاء الصهيوني قبل ثلاثة ايام من نجاحه في الكنيست الصهيوني واصبح وزيرا للأمن القومي والذي كان يسمى الأمن الداخلي وهو تسمية اعطاها اياه نتن ياهو لأشراكه في مشروع القمع الداخلي والأشراف ايضا على اعادة بناء الهيكل من خلال رفض من مشروع التقسيم المكاني والزماني وان هذا الكيان بمتطرفيه والذين لم يملو حتى قبل انخراطهم في العمل السياسي من رفضهم القاطع للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فهم يعتبرون السيادة على الهيكل يجب ان تكون يهودية
وللمفارقة هنا انهم يمتلكون تصنيفهم الخاص بمن هو يهودي ام لا وذلك باعتبار من كانت أمه يهودية هو يهودي وغير ذلك يعتبر مواطنا أعتنق اليهودية وهذا يعني المسمار الأخير في نعش الديمقراطية الصهيونية ومدنية الدولة لان هؤلاء سيصبحون في التصنيف التوراتي المزور طبقة ثانية
لهذا كله فأن الأردن الذي وضع ورفع دائما وابدا القضية الفلسطينية كأولوية قد باشر بلقاءات واتصالات على مستوى العالم ما بين الجزرة والعصا سيكون رد فعلنا في حال تشكيل هذه الحكومة التي قادة وزاراتها السيادية هم مجرمون مطلوبين لمحاكم الاحتلال نفسه .
اكتب إلى