الرحيل الحزين بقلم سمية أبو عطايا

الرحيل الحزين … 

كتبت سمية أبو عطايا مراسلتنا في المانيا     
رحل الرجل الصادق المثابر والذي كان من أشد المناصرين للقضية الفلسطينية في ألمانيا،في كل المناسبات كان يتقدم الحضور ،يقوم بتعليق اليافطات ورفع الأعلام وتنسيق الطاولات وتوزيع البيانات ،نجده ورغم كبر سنه متسلقا الأعمدة او الأسوار العالية من أجل رفع الأعلام واليافطات التي تندد بالعدو الصهيوني ليراها الجميع .
إنه السيد جيرد زوج السيدة كارين نائب رئيسة إتحاد المرأة الفلسطينية الألمانية والتي قامت بتأسيس الإتحاد قبل 35عاما كان يرافقها زوجها كظلها ويقع على عاتقه العبء الأكبر في التنسيق والإعداد والترتيب لكل المناسبات الفلسطينية .
جميع المواد الاعلامية من يافطات وأعلام وتراث موجودة في حقيبتين كبيرتين خاصة باتحاد المرأة الفلسطينية الألمانية يقوم السيد جيرد بنقلها من بيته إلى مقر الفاعلية.. كان رحمه الله أول من يحضر وآخر من يغادر.
في كل عام يساعد السيد جيرد الإتحاد في البازار الذي يقام سنويا في كنيسة (رسن )من أجل بيع بعض مواد التراث الفلسطيني ويخصص ريعه لروضة الأطفال بخانيونس الذي يقوم الإتحاد بتبنيها والإشراف عليها.. بعدها تقوم الكنيسة بالتبرع بمبلغ كبير من المال للروضة، كانت السيدة كارين ومعها السيد جيرد يقومان بالتنسيق والمشاركة بالبازار مع عدد من سيدات الإتحاد،لم نخسر السيد جيرد كجالية فلسطينية وعربية في ألمانيا فقط بل خسرته قضيتنا الفلسطينية ،خسرت أكبر مناصريها قوةوشراسة وشجاعة ،كان يؤمن بعملنا إيمانا كبيرا لذا كان أحد الاعمدة المهمة التي تشد أزرنا وتساعدنا.
لن تحزن على فراقة السيدة كارين وحدها بل سيشاركها هذا الحزن كل من يؤمن بالحرية والإنسانية ويآزر الحق ويقف مع قضيتنا العادلة .
رحلت يا سيد جيرد وأحزنت قلوبنا على فراقك.. سيشاركنا هذا الحزن زيتون فلسطين وزعترها والذي في مناسبات عديدة دافعت عن هذا الزيتون عندما اقتلعه الصهاينة حتى يصادروا الأرض ويجردوها من هويتها الفلسطينية..
وداعا أيها الصديق المناضل والإنسان الصادق والشجاع…
رحمك الله رحمة واسعة واسكنك جنات النعيم .

 

Related posts

من يدفع فاتورة الحرب وكيف نتعامل مع آثار العدوان؟* حسين الرواشدة

ترامب يعين ماسك في منصب غير حكومي للرقابة على كفاءة الحكومة

توجهات إيجابية في ميدان الشراكة بين القطاعين العام والخاص* د. محمد أبو حمور