عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
أدعو وسائل الاعلام المحلية كافة وفي مقدمتها التلفزيون والاذاعة وحتى المواقع الالكترونية وكل اشكال التواصل الى فتح حوارات داخل بلديات المملكة البالغة 100 بلدية، لجهه الاطلاع على حاجاتها وتأسيس “داتا” او قاعدة بيانات عن متطلبات البلديات كافة عشية تشكيل موازنة عام 2023..
هذه الفكرة التقطتها من جولات الوزير “ابو عبد الله” توفيق كريشان في المحافظات وخاصة جولة الوزير الاخيرة في محافظة البلقاء التي رافقه فيها المحافظ، وشملت عدة بلديات كعينة من جولة لابد ان تشمل بلديات عديدة في المملكة.. كان الوزير قد زار الكثير منها ..
يؤمن الوزير كريشان بالحوار وجها لوجه، وبمعاينة المشاكل والقضايا القائمة على ارض الواقع، ومحاولة حلها بالشراكة والتشبيك واستحضار البيانات والمعلومات، ولعل الاسئلة التي طرحت في الجولة الاخيرة والاجوبة التي توفرت تشكل قائمة بيانات تمكن واضعي خطط التنمية المستمرة على مستوى البلديات من استبصار الواقع بشكل افضل، فالوزير لا يريد ان يترك لسياسة الارتجال او التخمين استمرار الفرص بالادعاء بواقع ليس قائما وانما يريد ان يلمس الحاجات القائمة من الواقع والتي يمكن حلها بتوفر الارادة وشحذ الهمة والامكانيات، مهما كانت الاوضاع صعبة فان الوزير الذي يتقن باستمرار ادارة الموارد المحدودة والتعامل مع ازماتها يرى ان التعاون بين البلديات والوزارة كفيل بتهوين صعوبات كثيرة ، خاصة وان الوزير كريشان يؤمن بالتعاون مع القطاع الخاص، وقد قدم نماذج ناجحة لذلك، ويريد اعتماد العديد من النماذج لصناعة تنمية مستمرة تستطيع البلديات من خلالها الاعتماد على النفس، تشغيل القطاع الخاص في شراكات حقيقية خاصة اذا كانت مراكز واستثمارات للقطاع الخاص في البلديات نفسها وفي اطارها الجغرافي مما يتيح فرص تشغيل للايادي العاملة وتعظيم فرص الاستثمار..
وزير الادارة المحلية “البلديات” يوظف الان خبراته الطويلة في هذا المجال ويجد في دعم الفريق الحكومي وعلى رأسه رئيس الوزراء الفرصة السانحة لمزيد من صناعة مناخ حضري توافقي داخل البلديات قادر على معالجة الكثير من الجيوب الاجتماعية.
ولعل الخطة التي اطلقها رئيس الوزراء الخصاونة بداية والمتعلقة بالمشاريع التنموية في البلديات قد وجدت فرصتها بتبني الوزير كريشان لها لتكون الاطار الذي تعمل فيه الوزارة ضمن خطتها المنطلقة من استراتيجيتها العملية في لقاء المواطنين والتعرف على احتياجاتهم في اماكن تواجدهم وسكنهم..
وقد عكست الزيارات التي قام بها الوزير كريشان الى بلديات في شمال المملكة وخاصة في البادية رغبة واسعة لدى المواطنين في التعامل مع رؤية الوزارة والاستجابة لخططها ودعوتها للقطاع الخاص..
دفتر ملاحظات الوزير الذي كان يحمله ليدون فيه الكثير من ملاحظات المواطنين وافكارهم حظي بمقارنات في القضايا المسجلة مع المطروحة في برنامج الوزارة ، وحتى المرحلة من فترات سابقة..
ويرى الوزير في توجيهه لطواقم وزارته ضرورة ان يتسع صدر المتابعين من الوزارة للجمهور، اذ ان البلديات هي حجر الاساس في بناء الرؤية الاجتماعية القادرة على مواجهة كثير من التحديات، وهي الاكثر مناسبة اي البلديات لطرح الحوارات الداخلية والخطط واقامة حوارات تشكل نواة الحوار الوطني الذي يمكن للبلديات ان تتبناه ليكون حوارا وطنيا شاملا عاكسا للرؤية الوطنية التي اطلقها جلالة الملك ووفر لها الاطارات المناسبة لتشكل ادوات المجتمعات الاردنية المحلية في الشراكة والبناء والادارة المحلية بمعناها الحقيقي والسليم والواسع..
كريشان لا يضيق ذرعا بالحوار بل يشجع عليه ويدعو الى ان تكون خلاصاته العملية هي التشكيل الاساسي للرؤية الوطنية التي لابد من بلورتها لتكون اكثر استجابة وضرورة وتطابقا مع الواقع الذي مازال بحاجة لمزيد من التشخيص ليكون العلاج اكثر نجاعة وصوابا..