اشتية: ياسر عرفات حفر اسمه في سِفر فلسطين قائدا مقداما وفي قلوبنا جميعا وعند أحرار العالم

عروبة الإخباري – قال رئيس الوزراء د. محمد اشتية: “الرئيس أبو عمار بحضوره كان ملهما، وبسيرته ما زال ملهما، بإرثه العظيم وعطائه اللامحدود، وبقلبه الدافئ الكبير، وقد حفر اسمه في سِفر فلسطين قائدا مقداما وفي قلوبنا جميعا وعند أحرار العالم”.

جاء ذلك خلال كلمته ممثل عن السيد الرئيس محمود عباس في إحياء الذكرى السنوية الثامنة عشرة لاستشهاد القائد المؤسس ياسر عرفات في قصر رام الله الثقافي، اليوم الخميس بتنظيم من مؤسسة ياسر عرفات، بحضور القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات أ. المستشار علي مهنا، وعدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، ووزراء، وسفراء دول عربية وأجنبية، وشخصيات رسمية ووطنية وحشد شعبي وجماهيري، وتخلل حفل الاحياء الإعلان عن منح جائزة ياسر عرفات للإنجاز للعام 2022 لبلدية رام الله، كما وجرى تكريم الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال ممثلة بالمناضلة ام ناصر أبو حميد، وروح الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وروح القائد الوطني الكبير د. صائب عريقات.

وأضاف اشتية: “أنقل لكم تحيات أخي سيادة الرئيس محمود عباس، واحييكم على حضوركم في مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعا، وهي الذكرى الـ 18 لرحيل قائدنا ومعلمنا ورئيسنا الشهيد ياسر عرفات، الذي إرثه متحف، ومتحفه رواية مكتملة الزوايا، وسيرته وذكراه متجددة وغير متبددة، وما كرسته مؤسسة ياسر عرفات من جهد تُشكر عليه، وأؤكد باسم السيد الرئيس والحكومة أنها تنال كل دعم وتأييد من طرفنا، واشكركم على تكريم أم الاسرى والشهداء اختنا ام ناصر أبو حميد، وتكريم روح شيرين أبو عاقلة، وتكريم راحلنا اخي وصديقي د. صائب عريقات”.

وتابع رئيس الوزراء: “باسم إخواني في اللجنة المركزية، برئاسة السيد الرئيس محمود عباس، وهيئات الحركة وكوادرها وشركائنا بالنضال الوطني، وإخواني في مجلس الوزراء، وشعبنا العظيم، نجدد العهد لروح ياسر عرفات، ونلتف حول مشروعنا الوطني حتى إنجازه ودحر الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة متواصلة الأطراف وذات السيادة وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين، ونلتف حول العلم ونعتز به وندافع عنه في كل مكان يُزرع فيه، وخاصة قدسنا المقدسة مدينتنا الحاضرة، قبلتنا الأولى، معراج سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ومدينة سيدنا عيسى عليه السلام، واليوم غزة قالت كلمتها حفاظا على تراث الشهيد ياسر عرفات وتخليدا لذكراه، غزة التي أحبَها ابو عمار، مثلما أحب القدس وكل فلسطين”.

وأوضح اشتية: “تأتي ذكرى ياسر عرفات وأمامنا مجموعة من التحديات الجدية، وقد أرسى سيادة الرئيس في خطابه في الأمم المتحدة وأمام القمة العربية في الجزائر ملامح واضحة لما سوف نواجهه، ولما نحن ذاهبون إليه”.

وأردف رئيس الوزراء: “الإدارة الأمريكية قدمت وعودا ولم تنفذ منها إلا أقل من القليل، وقد قال الرئيس لهم مرارا وتكرار: نحن لم تعد تكفينا الوعود بل نريد تطبيقا على أرض الواقع، سواء كان ذلك وقف الاجراءات الأحادية أو رفع اسم منظمة التحرير عن قوائم الإرهاب، وإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، وأمس عبرت الولايات المتحدة خط الانتخابات النصفية وهي تستطيع أن أرادت أن توفي بما وعدت به، ولكن يبدو أن ذلك أمرٌ بعيد لغياب الإرادة السياسية”.

واستطرد اشتية: “يجري الآن تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل، من الواضح أن ملامحها مهما كان لون أو أيديولوجية الشركاء فيها، ستكون حكومة متطرفين تقطر عنصرية وعدوانية تجاه شعبنا في الداخل وهنا، حكومة توسيع الاستيطان وشرعنة البؤر والاجتياحات المتكررة للأقصى والمدن والقرى، وازدياد الاعتداءات على منطقة (ج)، وزيادة في حدة القمع على شعبنا وأسرانا والقتل والدمار، كما ان برامج الأحزاب لا تنتج شريك سلام، والانتخابات لم تخرج هذا الشريك الى الوجود. إن الحكومة الإسرائيلية التي وقعت اتفاق أوسلو لم تعد موجودة ولا مناخ أوسلو عاد موجودا، وردا على ذلك، قال الرئيس إن قرارات المجلس المركزي وقالت معه أيضا القيادة مجتمعة سيبدأ تنفيذها خطوة خطوة”.

واستدرك رئيس الوزراء: “إن هذا الاحتلال الإسرائيلي مربح، حيث تجني إسرائيل ما مجموعه 41 مليار دولار سنويا، وهي ما تجبيه من نظامها الاستعماري بسيطرته على الأراضي الفلسطينية والقدس، وهذا ما يساهم به بالناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي، ونحن نخسر أكثر من 4.3 مليار بسبب عدم تمكننا من الوصول إلى المناطق المسماة (ج)، لا بد أن يصبح هذا الاحتلال مكلفا لإسرائيل حتى يزول، والمقاومة الشعبية هي الأداة النضالية ليصبح الاحتلال مكلفا، بالإضافة إلى العقوبات على إسرائيل ومقاطعة بضائعها وكلها أدوات مردودها مهم على الصعيدين الشعبي والدولي”.

وأضاف اشتية: “مطلوب من العالم أن يقول ان هذا الاحتلال الاستعماري الاستيطاني يجب أن يتوقف وينتهي، وأن يعترف بدولة فلسطين إيمانا منه بحل الدولتين وردا على الإجراءات الإسرائيلية العدوانية”.

وقال رئيس الوزراء: “وقعت الفصائل الفلسطينية مجتمعة اتفاق الجزائر ونحن نريد لهذا الاتفاق أن ينفذ وأن ينجح بحيث ينتهي هذا الانقسام بلا رجعة، وأن نحمي جميعا مؤسساتنا ومشروعنا الوطني على أساس برنامج سياسي نضالي نتفق عليه جميعا مستندا إلى قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة والقانون الدولي، وهنا أحيي الجهد الذي بذلته الجزائر وتبذله مصر العزيزة والصديقة، وقطر وجميع الدول العربية التي ساهمت إيجابا في هذا الاتجاه”.

واختتم اشتية: “الرحمة لروح الشهيد ياسر عرفات والرحمة للشهداء والبقاء لتراث وتاريخ ياسر عرفات المشرف، والحرية للأسرى الأبطال الذين يرنون إلى الحرية كل يوم، والشفاء للجرحى الذين يأنون من رصاص الاحتلال، المجد لك يا ابو عمار، والحرية لفلسطين بعاصمتها القدس والعودة للاجئين، ونقول إن ذهب المعلم تبقى المدرسة”.

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

“النزاهة” تستضيف وفداً أكاديميّاً من جامعة القدس الفلسطينية

ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 43,391 منذ بدء العدوان الإسرائيلي