عروبة الإخباري – أكد سفير جمهورية أذربيجان لدى عمّان إيلدار سليموف أن بلاده تسعى لإعادة إعمار المناطق المحررة في إقليم ناغورنو قرة باغ، مشددا على أنها تتبنى مفاهيم ترسيخ إنهاء الصراع وإرساء السلام.
وقال سليموف، خلال محاضرة نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط أمس بعنوان “أذربيجان وتحرير إقليم قرة باغ، النتائج والتداعيات”، إن أذربيجان تؤكد حرصها على تعزيز التعاون المشترك مع الأردن في شتى المجالات، سواء الثقافية أو الاكاديمية أو مجالات الأعمال المختلفة.
وأضاف سليموف خلال المحاضرة التي جرى خلالها إطلاق إشهار كتاب “شوشا – عاصمة أذربيجان الثقافية”، أن السلطات الأذربيجانية أعلنت وبشكل جدي ومتكرر، أن “الصراع قد انتهى مما يمهد الطريق للجوار نحو الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا على أساس الاعتراف المتبادل من الصفاء والسلامة الإقليمية”.
وأشار السفير الأذري خلال المحاضرة التي نظمت بمناسبة الذكرى الثانية لتحرير مدينة شوشا أو ما يعرف بـ “يوم النصر” والذي يصادف يوم غد 8 تشرين الثاني (نوفمبر)، إلى أن توقيع اتفاقية سلام بين الدولتين سيجلب السلام الدائم والتنمية والازدهار في المنطقة.
واستعرض سليموف جهود بلاده في إطار إعادة المناطق المحررة، من خلال إنشاء مدن وبلدات جديدة “من الصفر”، وتطبيق نموذج التخطيط العمراني والاستفادة من مفاهيم المدينة الذكية والقرية الذكية.
وبين في هذا الخصوص، أنها قامت ببناء مطارين دوليين خلال عامين، بالإضافة إلى 650 كيلومترا من الطرق في هذه المناطق، منوها بأن ذلك كله عبر موارد مالية من قبل أذربيجان، وسط تخصيص 1.3 مليار دولار من ميزانية الدولة فقط هذا العام.
من ناحيته، أكد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد الروح والجهود الإيجابية التي يتم بذلها من خلال سفارة أذربيجان لدى عمان في توطيد العلاقات الأردنية – الأذرية المشتركة.
وقال الحمد إن إذربيجان قدمت نموذجا يحتذى لتكون دولة إسلامية فاعلة بقوة وتجاوبت بتوقيع اتفاقية سلام، لافتا إلى أنها دولة داعية للسلام بين الشعوب وتجسد نموذج ومفهوم الحضارة الإسلامية.
وحذر من مخاطر الاحتلال، مستدلا على ما يقوم به الجانب الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية من تهويد للمدينة المقدسة ومحاولات إخلائها من السكان الأصليين وترك المباني القديمة لتؤول نحو السقوط.
وأشار الأمين العام للجنة الوطنية في جمهورية أذربيجان للتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) سيمور فاتالييف مندوبا عن اللجنة الوطنية في أذربيجان للتعاون مع اليونسكو، إلى تنفيذ عدة مشاريع كبرى هادفة لإعادة الصورة التاريخية الأصلية للمدينة.
وقال فاتالييف في كلمة مسجلة عبر الزوم: “نمّت بلادنا سياسة التعددية الثقافية والتسامح والتسامح الديني ليرقى إلى مستوى سياسة الدولة”، مضيفا أنها “البيئة القائمة على التنوع القومي الثقافي والتسامح العرقي الديني والتي جعلت من أذربيجان فضاء رحبا للحوار بين الثقافات وتعايش مختلف القوميات والديانات”.
ولفت إلى أن حفل إشهار الكتاب، يأتي “عشية اليوم التاريخي وهو 8 تشرين الثاني (نوفمبر) نوفمبر، يوم النصر، حيث تحررت شوشا التي تمتلك مكانة خاصة في تاريخ البلاد وتعد فضاء مقدسا للشعب الأذربيجاني”.
وأشار إلى أهمية مدينة شوشا التي تعتبر عاصمة أذربيجان الثقافية ومعهدا موسيقيا للشرق وموطنا لعدد من الشخصيات المرموقة التي تندرج في القائمة الأولية.
من جهته، بين الأستاذ في العلاقات الدولية إيلتشين أحمدوف أن العلاقات القائمة بين الأردن وأذربيجان تتمتع اليوم بنموّ على مستوى عال، مشيرا إلى سياق الصداقة والتعاون الذي يشهد تطورا في مختلف المجالات.
وقال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بيان العمري إن المركز استضاف هذه الندوة، انطلاقا من رؤيته الفكرية ورسالته العلمية والاستراتيجية والهادفة للتركيز على تحولات الإقليم وانعكاساتها، بالإضافة لتوطيد علاقات الأردن مع دول العالم العربي والغربي