عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
هذا شهر ربيع الشركات الكبرى الاردنية الواعدة والتي تستحق الثناء والتكريم، ففي هذا الاسبوع الخصيب نحتفل بأرباح وفيرة للفوسفات والبنك العربي والبوتاس..
كتبت عن ارباح الفوسفات التي غادرت سنوات عجاف واحتفلت بالصعود والاقلاع لتحمل الامل بتفتح الشركات الاردنية، كما توقفت بالكتابة عند البنك العربي الذي شكل نموذجا عربيا وعالميا في قدرته على التحليق والنجاح..
واليوم اكتب عن البوتاس التي فاجأتنا ايضا بتسجيلها أرقاما قياسية غير مسبوقة في الارباح والانتاج..
ايرادات البوتاس (الشركة الموحدة) تقترب من المليار دينار.. نعم مليار وارباحها التشغيلية تتجاوز نصف المليار وتحديدا 592 مليون، وهذا في الربع الثالث من هذا العام 2022 فقط ..
ظلت الخرزة الزرقاء على جبين البوتاس التي لم تكتف ادارتها بالكلام عن الانجاز وانما جعلت مع دعائها العمل الجاد والمثمر والمتواصل، فقد أبلت هذه الادارة التي لم تكن بحاجة الى الاختبار الجهد الكبير والموصول وظلت عند حسن من اختارها وعند حسن ظن الاردنيين جميعا واولهم العاملون الذين كان لسواعدهم وعقولهم الفضل في هذا الصعود وهذا الحصاد الوافر..
ماذا تقول النتائج.. الاجابة في كلام رئيس مجلس الادارة الذي يعمل كثيرا ويتحدث قليلا حين قال ان النتائج التي تحققت تعكس مكانة البوتاس العربية الرائدة في الاسواق العالمية وتعزز دورها في دعم الاقتصاد الكلي للبلاد..
وحين لا نذهب بعيدا.. ماذا حدث وكيف جاءت هذه “الغلة” الوفيرة في هذا الربع الثالث من هذا العام نجد ما قاله الرئيس التنفيذي في الشركة الدكتور معن النسور: ” ان البوتاس تنفذ خطة استراتيجية متكاملة تقوم على زيادة الكميات وتنويع المنتج والعمل في مجال الصناعات المشتقة ذات القيمة المضافة العالية”..
نعم هذه الشركة التي توفرت لها ادارات حكيمة وحريصة جعلتها تصعد دائما في الرسم البياني وعلى الارض لتكون احد اهم روافع الاقتصاد الوطني بجدارة، حصدت 477 مليون دينار مقابل 142 مليون فقط لنفس الفترة السابقة من العام الماضي، وهذا صعود مدهش بلغت نسبتة 237%، اما صافي الايرادات فقد اقترب ليدق باب المليار واثقا من الخطى التي جرى قطعها والتي ما زالت تنتظر الى ما بعد المليار..
الارقام النافرة في البوتاس حقيقية، وهي ليست من باب الرطانة او الوعود التي بقينا نسمع عنها ولا نراها في كثير من المشاريع التي ملأنا الدنيا بها ضجيجا ولم نر طحنا..
اذن لنأخذ العبرة في ضرورة استغلال مواردنا الطبيعية والتوسع فيها وادخال التصنيع لها ومغادرة فكرة تصدير المادة خاماً فقط ..
العالم بحاجة الى البوتاس وهذه الحالة تتزايد والشركة تتصف بالمرونة والقدرة على المبادرة والعمل، فقد استطاعت ان تنجز تصدير 2 مليون طن، اذ بلغت كميات البوتاس المباعة في جميع اسواق الشركة حتى نهاية الشهور التسعة الاولى من العام الجاري 2 مليون طن..
البوتاس العربية تنتج بوتاسا اردنيا ذا جودة عالية ونقاءً مميزاً، وهي تنشط وتحرص على تزويد السوق العالمي بحاجته للاسمدة، وتلعب دورا اساسا في تأمين الحاجات من هذه المادة بشراكة عالمية مقدرة وسط تحديات عالمية وصراعات تسبب عدم الاستقرار السياسي العالمي…
رئيس مجلس الادارة الدكتور شحادة ابو هديب يعيد الفضل لأهله حين يشكر الادارة التنفيذية في الشركة وكافة العاملين على مختلف مواقعهم وادوارهم في التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لأنهم ارتقوا الى توقعات مجلس الادارة وجسدوا تصوراته وخططه بعزيمة ورضى..
ربيع الشركات الاردنية الكبرى بدأ بقيادة شركات التعدين الكبرى، وهذا الربيع الذي يحمل حصاد الفوسفات والبوتاس يبشر، وعليه ان ينقل اللقاح الى الشركات الاخرى التي عليها ان تصعد وان تغلق باب التبرير والذرائع..
البوتاس تستطيع ان تعتز وتفاخر بدورها في تعزيز المدفوعات لخزينة الدولة من الرسوم والضرائب وعوائد التعدين والتي ارتفعت الان بنسبة 155 % عن نفس الفترة السابقة من العام الماضي، وامام هذه المهمة الجليلة في دعم الاقتصاد الوطني، فإن هذا الدور يصيب تعزيز مساهمة البوتاس في احتياطي العملات الاجنبية في المملكة بنسبة وصلت الى 103 % ،عما سبق ليصل الى 2 مليار دولار بدل المليار في العام الماضي..
اما الاستثمارات لشركة البوتاس في الشركات التابعة والحليفة ففي ذلك قصص نجاح ملموس ونموذجية ، وابرزها “شركة صناعة الاسمدة والكيماويات العربية” والتي يستحق مديرها العام المهندس بسام الزعمط الثناء على قدراته وانجازاته الموصولة، كما تشهد بذلك الادارة العامة..
كما ان هناك “شركة “برومين الاردن” حيث وصل الدخل لهذه الشركة من الاستثمارات الى 88 مليون دينار حتى نهاية الربع الثالث من هذا العام..
ولم يغفل تقرير البوتاس ذكر مزيد من العوامل التي ساهمت في صعود الارباح وزيادة النجاحات وتحقيق الاهداف، وجاء من بين ذلك دور البيئة الاستثمارية الملائمة في المملكة التي دفعت الشركة الى التباحث والاتفاق مع شركات عالمية ومحلية متخصصة لعقد شراكات استراتيجية لتنويع انتاج الشركة من الاسمدة والمعادن الاخرى..
الدكتور النسور اشار الى مشاريع بعينها سببت دفع الانتاج للزيادة وهي مشروع التوسع الشمالي والمرحلة الاولى من مشروع التوسع الشرقي للزيادة بـ 220 الف طن سنويا.. والخطة التي تحدث عنها النسور تهدف الى تنويع الانتاج من الاصناف لأهميته وللتركيز على الاصناف ذات الهوامش الربحية العالية، كالبوتاس ذو الحبيبات الحمراء النادر والذي فتح للشركة أسواقا جديدة وهامة في البرازيل واستراليا ..
الشركة كما شخص النسور ركزت على ادارة الكلف بجدارة ووعي وواجهت التحديات المتمثلة في التضخم العالمي، وخاصة في اسعار السلع والطاقة وغيرها.. وهذا يفرض على الشركة زيادة الانتاج ودعم بنية الشركة التحتية واستدامة عملياتها لايجاد سلاسل تزويد فاعلة وكبيرة بادارة كلف موضوعية..
الصناعة في البوتاس تتطور وتعتمد على البحث العلمي الدقيق واعادة بناء الحقائق وتجربتها والبعد عن الارتجال والتقليدية المكررة، والتركيز على القيمة المضافة والتوسع في انتاج الاسمدة المشتقة من البوتاس لخدمة الاقتصاد الاردني وتنويع صادراته، وفي سبيل ذلك قامت الشركة بتأسيس مركز متخصص للبحث والتطوير والابتكار بالشراكة مع مراكز عالمية نظيرة، وهي تتعاون مع تطورات القطاع الصناعي لمزيد من الانحياز الى خطط التحول الرقمي في عملياتها الادارية والتشغيلية واعتماد الطاقة المتجددة لتدعيم المنافسة.. ادارة الشركة من نوع مميز يحق فيه القول كلف حكيما ولا توصه!!