القمة العربية في الجزائر قد تكون كما هو حال القمة العربية المتكررة في كل عام تشبعنا خطابات سبق وأن سمعناها من الزعماء العرب في المؤتمرات السابقة، لذلك لا نستطيع بأن نعول على قرارات القمة العربية والتي إلغاؤها من خلال التطبيع بين العديد من الدول العربية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، بحيث لم يتم الإلتزام بمبادرة السلام العربية والتي أطلقها ملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، للسلام في الشرق الأوسط بين “إسرائيل” والفلسطينيين، هدفها إنشاء دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعودة اللاجئين الفلسطينيين وإنسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية و”إسرائيل”، وكانت في عام 2002 وقد تم الإعلان عن مبادرة السلام العربية في القمة العربية في بيروت، وقد نالت هذه المبادرة ً تأييداً عربياً، ورغم أن المبادرة العربية لا تلبي حقوق الشعب الفلسطيني
فقد تم الموافقة عليها من قبل الجانب الفلسطيني، ولكن من المؤسف بأن الدول العربية التي تبنت تلك المبادرة هم من قاموا في إسقاطها من خلال التطبيع الشامل السياسي والأمني والاقتصادي في ذروة التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الاستيطان والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك والمجازر البشعة من خلال العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة بشكل خاص، إضافة إلى الاقتحامات شبه اليومية في جنين ونابلس ورام الله والقرى والمخيمات الفلسطينية، لذلك لا نعول على قرارات القمة العربية والتي أطلقها الزعماء العرب في مختلف القمم التي تنعقد في الماضي والحاضر والمستقبل.
نحن نثق في الجزائر الشقيق الذي لم يتخلى عن التزاماته في مختلف المراحل، للقضية الفلسطينية المادية والمعنوية، في حين أن غالبية الدول العربية لم تلتزم بتقديم الدعم المالي واللوجيستي وبما في ذلك السياسي إتجاه القضية الفلسطينية من خلال التطبيع مع “إسرائيل” في مختلف المجالات، في حين عملت الجزائر على منع إسرائيل في الإنضمام إلى الإتحاد الأفريقي بصفة عضوا مراقب كم عملت على دعوة الرئيس أبو مازن رئيس دولة فلسطين إلى الجزائر الشقيق، وقدمت الدعم المالي يقدر 100مليون دولار أمريكي ورفع منح إعداد الطلبة الفلسطينيين المقبولين في الجامعات الجزائرية، إضافة إلى عامل مهم والذي يتعلق بلم الشمل الفلسطيني من خلال حوار مع مختلف الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة،
حيث استمر الحوار لمدة عشرة شهور من خلال اللقاءات الثنائية بين الجانب الجزائري والفصائل الفلسطينية إلى أن تم بلورة إعلان الجزائر بعد القمة التي تم حضور مختلف الفصائل الفلسطينية وحوار معقم وشامل وصدور إعلان الجزائر.
قد يقول البعض بأن الحوارات الفلسطينية بدون فائدة، حيث تكررت تلك الحوارات والنقاشات وصدور البيانات من خلال الحوارات السابقة هذا صحيح ولكن المهم المحاولات، حيث أهمية إعلان الجزائر يتتطلب مشاركة عربية في تنفيذ هذا الإعلان وهو بمثابت مضمون من نقاط الاتفاقيات السابقة بدأ من وثيقة الوفاق الوطني الفلسطينى إلى إتفاق القاهرة 2011 وإتفاق الشاطئ 2014؛ لذلك فإن ضمان نجاح القمة العربية يتتطلب إنجاح مبادرة الجزائر بدفعها إلى حيز التنفيذ من خلال موقف عربي يدعم على إنهاء الانقسام الفلسطيني ويعمل على تقديم الدعم والإسناد السياسي والمالي لدولة فلسطين و التي ترزح تحت الإحتلال الإسرائيلي والحصار المالي والاقتصادي من خلال احتجاز إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية لمنع السلطة الفلسطينية ومؤسساتها من القيام في التزاماتها المتعددة الجوانب، وخاصة إتجاه عوائل الشهداء والجرحى والمصابين و الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ لذلك المطلوب من المشاركين في القمة العربية بالجزائر تقديم مختلف وسائل الدعم والإسناد لشعبنا الفلسطيني العظيم الذي يقدم الشهيد تلو الشهيد والجرحى والمصابين والمعتقلين في معركة الدفاع عن القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وفي مقدمة ذلك المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، حيث يقوم المرابطون والمرابطات من الرجال ونساء وأطفال وشباب في مقاومة المستوطنين والمتطرفين الصهاينة الذي يقتحمون باحات المسجد الأقصى والتسلل إلى داخله والعبث في مقتنيات المسجد الأقصى المبارك، وفي هذا السياق ندعو المشاركين في القمة العربية بالجزائر بأن ينظروا بعين الاعتبار لما يحدث من إرهاب وجرائم ومجازر والاغتيالات اليوم لأبناء الشعب الفلسطيني الذي يؤمن بالله العلي العظيم وحتمية الإنتصار، وأن يتم دعم الشعب الفلسطيني على مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، وإفساح المجال أمام الكفائات والعماله الفلسطينية بالعمل في الدول العربية وتسهيل سفرهم إلى الدول العربية للتخفيف من الأعباء الإقتصادية
والبطالة والخروج من الحصار وقيود الإحتلال الإسرائيلي، وندعو الله العلي القدير بأن تكون القمة العربية منعطف إيجابي بما فيها الخير والسداد ولم الشمل.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com