لمحة عن كتاب «أدباء الرّصيفة وكُتّابها» للناقد والأديب محمد المشايخ

الناقد محمد رمضان الجبور  
وتظل مدينة الرّصيفة صفحة من صفحات الثقافة الأردنية البارزة، والتي لها الجزء الأكبر في المشهد الثقافي الأردني والعربي، فقد كانت دائما محط أنظار المثقفين من داخل المدينة وخارجها، ويأتي كتاب الأستاذ محمد المشايخ ليؤرخ لهذه الحركة الثقافية في هذه المدينة، وكيف تطورت، وليرصد الكثير من أسماء الأدباء الذين شاركوا في النهضة الثقافية لهذه المدينة.فالكتاب من الكتب الصادرة عن وزارة الثقافة الأردنية، وقد عنونه الكاتب محمد المشايخ بعنوان « أدباء الرّصيفة وكُتّابها»، ويقع الكتاب في أكثر من ثلاثمائة صفحة، وقد تم تقسيمه إلى مقدمة طويلة تتبع فيها تاريخ الحياة الثقافية وتطورها في لواء الرّصيفة عبر حقبة زمنية تبدأ من أربعينيات القرن الماضي وزيارة الملك عبد الله الأول لمدينة الرّصيفة بمعية بعض الأمراء ومجموعة من أدباء الأردن الخالدين الذكر، ثم تحدث عن دور سكّان مدينة الرّصيفة في تأسيس رابطة الكتّاب الأردنيين في عمان، ونادي أسرة القلم الثقافي في الزرقاء.
وتناول باختصار الدور الذي قامت به المؤسسات الثقافية المختلفة في اللواء وذكرها بشيءٍ من الإيجاز مثل منتدى الرصيفة للثقافة والفنون الذي يترأسه الأستاذ محمود عبد الحليم الصالح، وجمعية أبناء الرّصيفة الثقافية (صالون الرّصيفة الثقافي) الذي يضم مجموعة من الأعضاء منهم (عبد الكريم الملاح رئيساً) والشاعر عمر قاسم..، وجمعية صالون الرصيفة الأدبي الذي يرأسه الأستاذة عزيزة الدعجة.. وغيرها من الهيئات الثقافية التي لها الدور الأكبر في النهوض بالحركة الثقافية في اللواء، فالكاتب محمد المشايخ لم يترك شاردة أو واردة لها دور في الحياة الثقافية في اللواء إلا وذكرها وتوقف عندها موضحاً أهميتها في المجال الاجتماعي والثقافي للواء، ويضيف الكاتب في مقدمته عن أهمية فوز مدينة ولواء الرّصيفة بلقب مدينة الثقافة الأردنية لعام 2022، فقد شهدت أرضها الكثير من الفعاليات الثقافية والفنية الهامة والمتميزة، والتي رصدها أ. د. محمد وهيب في كتاب كامل تم تقديمه للمسابقة، بالإضافة لشهادة د. غسان طشن مدير الهيئات الثقافية في وزارة الثقافة.
وتحت عنوان « الأدباء والكّتاب المقيمون في لواء الرّصيفة « تناول الكاتب الأدباء والكتّاب المقيمين في اللواء حسب الترتيب الهجائي، فتحدث عن السيرة الذاتية لكل كاتب ثم ذكر نموذجاً من كتاباته سواء كان قصة، أو شعر، أو نثر وقد بلغ عدد الكتّاب والأدباء في هذا الفصل واحد وأربعون كاتباً وكاتبة.
ثم تحدث في الملحق الأول عن المتوفين من أدباء الرّصيفة وكتّابها – رحمهم الله جميعاً – وقد ذكر سيرهم ونماذجاً من نتاجهم الأدبي، وبلغ عدد هؤلاء سبعة وعشرين أديباً وأديبة.
وفي الملحق الثاني «الرّصيفة : أدباء وكتّاب وناشطون ثقافيون» وفي الملحق الثالث تناول: «المسافرون من أدباء الرّصيفة وكتّابها: سير» وفي الملحق الرابع تحدث عن «أدباء وكتّاب الرّصيفة الذين أقاموا فيها ثم رحلوا عنها: سير» وفي الملحق الخامس ذكر «أسماء في ذاكرة الرّصيفة».
لا شك أنّ مثل هذا العمل يحتاج إلى جهد عظيم في تتبع كل صغيرة وكبيرة تتحدث عن المشهد الثقافي في هذا اللواء، ولكن هذا ليس بالغريب على أديب مثل الأستاذ محمد المشايخ، فهو دائم الحضور في كل المناسبات الاجتماعية والثقافية، ويرصد بدقة كل ما يتعلق بالمشهد الثقافي سواء كان ذلك في مدينة الرصيفة والزرقاء أو في غيرها من مدن المملكة، ويبقى هذا الكتاب المصدر والمرجع لكل من أراد أن يبحث أو يدرس فيما يتعلق بالجانب الثقافي لهذا اللواء، باسمي واسم الكتّاب والأدباء في لواء الرصيفة أتقدم بالشكر من الأديب والكاتب محمد المشايخ على هذا الجهد العظيم وعلى هذا النتاج الأدبي الفريد.

شاهد أيضاً

كان النوم يأخذني خلسة دون عناء

عروبة الإخباري – د. ناديا مصطفى الصمادي كان النوم يأخذني خلسة دون عناء يضعني بين …