خور عبدالله وسياستنا الخارجية* أسرار جوهر حيات

عروبة الإخباري –

‏تردَّدت كثيراً قبل أن أكتب عن الأزمة التي يفتعلها العراق بشأن خور عبدالله، هذا الملف الذي طُوي باتفاقية بين البلدين، مودعة في الأمم المتحدة، ومصادق عليها في برلماني الكويت والعراق، ثم تأتي المحكمة العراقية لتلغي الاتفاقية دون أي اعتبار للإجراءات الدولية التي تمت.

ليس غريباً على الجار العراقي أن يعلن بين الحين والآخر نواياه التي لا تبشر بخير، بتصريح من نائبة هنا، وتصريح لنائب هناك، إلى أن وصل الأمر إلى حد التجاوز على السيادة الكويتية في موضوع محسوم دولياً.

ولست هنا بصدد أن أتحدث عن الجوانب القانونية بشأن الاتفاقية بين البلدين، فقد تابعت في الأيام الاخيرة آراء قانونية عديدة، وجميعها يعطي الحق للكويت التي تحترم دوماً الاتفاقيات، وأثبتت على الدوام، ومع العراق تحديداً، حسن الجوار ومد يد العون واعادة الاعمار والسعي لاستقرار العراق.

لكنني أرغب اليوم أن أشير إلى غصة في قلبي، وربما في قلوب كويتيين كُثر مثلي، فنحن الذين كنا قبلة للدبلوماسية في المنطقة، وكان يضرب المثل بنا في طريقة احتوائنا للأزمات والملفات وحلها دون أن يلحق أي ضرر أو تجاوز على سيادة الكويت، بل إننا كنا الطرف الحاضر في أي مساعي سلام وحلول لأزمات المنطقة. فقدنا اليوم هذا الدور الدبلوماسي، فقدنا وجودنا الخارجي، ولم يؤثر ذلك في دورنا كلاعب رئيس في القضايا الإقليمية والتحالفات وتقريب وجهات النظر، بل إننا نشهد اليوم تجاوزاً على حق أصيل للكويت دون أن نتخذ إجراءات حاسمة وحازمة تجاه من يسعى لنقض التزاماته الدولية.

اليوم، نحن بأمس الحاجة إلى أن نعيد تفعيل دورنا الدبلوماسي في السياسة الخارجية، ليس في الملفات التي تعني الكويت فقط، بل يجب أن نعود لاعبا رئيساً في المنطقة، فالتغيرات والتحالفات السياسية والاقتصادية تجري على قدم وساق بين الجيران، ونحن فقدنا أن نكون طرفا فيها.

الكويت بلد صغير وسط دول أكبر حجماً على جميع الأصعدة، الا انها، على مدى العقود الماضية جميعها، أثبتت أن سيادتها خطاً أحمر، بل إنها كبيرة بأفعالها ومواقفها واتخاذها لسياسة خارجية فريدة من نوعها، جعلت منها طرفاً أساسياً في أي تحالف في المنطقة، ويؤسفنا أننا نفقد هذا الدور.

‏السياسة الخارجية بحاجة لإعادة هيكلة، ولا أعني هنا الأشخاص، بل اعادة هيكلة الخطط والمواقف.

ملاحظة:

‏أخيراً، موقف العراق بشأن اتفاقية خور عبدالله يؤكد لنا أن تسمية غزو 1990 بالغزو الصدامي التي يعتمدها البعض غير صحيحة، بل كان غزواً عراقياً، والمواقف اللاحقة تشهد.

Related posts

رئيس حزبي لمجلس النواب العشرين*أ. د. ليث كمال نصراوين

من يدفع فاتورة الحرب وكيف نتعامل مع آثار العدوان؟* حسين الرواشدة

توجهات إيجابية في ميدان الشراكة بين القطاعين العام والخاص* د. محمد أبو حمور