عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
ما قاله الرئيس محمود عباس في وصف اسرائيل بأنها نظام فصل عنصري “ابارتايد” واثناء زيارته لألمانيا وهو يقف امام المستشار الالماني الذي غضب واستنكر، عاد وقاله أمام الأمم المتحدة على مسمع من العالم وباصرار وشجاعة، فالشمس لا تغطى بغربال، وارادة العالم لا يمكن ان تزوّر حتى وان ارادت الولايات المتحدة حماية إسرائيل..
لقد قالها الرئيس عباس وفي عقر الولايات المتحدة وادان الممارسات الاسرائيلية بالصوت والصورة وعلى الملأ، الذين طالبهم ان يفتوه في سبب الحماية غير المنطقية وغير المقبولة لجرائم إسرائيل..
صفق العالم في الامم المتحدة لكلمة الرئيس حتى وهو يصف اسرائيل بالعنصرية نظام التمييز وحتى المندوب الالماني رأيته يصفق، فالابتزاز الاسرائيلي للعالم لن يستمر، والذين لإسرائيل فضل عليهم او لأصدقائها في الادارات الامريكية فضل عليهم سوف يدينهم التاريخ لأنهم صمتوا على جرائم نازية وفاشية..
خطاب الرئيس كان شجاعا ومؤثرا واعلاميا من طراز رفيع، فقد كان للغة الجسد واستعمال المصطلحات والكلمات العامية أبلغ الاثر في ايصال الرسائل ، كما كان لثقافة الرئيس التاريخية والاكاديمية دور مهم وهو يدين الموقف الامريكي في زمن صدور وعد بلفور، فليس بريطانيا وحدها التي كانت مجرمة حين اصدرت الوعد وحمته بل الولايات المتحدة ايضا والتي كان لها نفس الدور وربما زيادة أيضا، وهو ما كشف عنه الرئيس عباس اول مرة امام انعقاد دورة المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله ، وفي كتبه العديدة..
الخطاب السياسي من الدرجة الرفيعة حين وصف المواقف الامريكية وبعض الغربية والاسرائيلية بازدواجية المعايير وسياسة “محمد يرث ومحمد لا يرث” وكشف عن ما يسببه ذلك من تعطيل وارباك خاصة وان اسرائيل تواصل استيطانها، وقد قتلت اوسلو ودمرت حلّ الدولتين وراحت على لسان رئيس وزرائها تكذب وتذر الرماد في العيون وهي تتحدث عن حل دولتين دون ان تذكر شيئا عن الزمان والمضمون..
الرئيس عباس قالها صراحة ان لا شريك له في عملية السلام وان اسرائيل ذاهبه باتجاه العدوان، وانها ما زالت تقتل وتأسر وتعذب وتمارس ابشع انواع الممارسات النازية، فهي لا تسمح لأم شهداء ان ترى ابنها في اللحظات الاخيرة ناصر ابو حميد.. وتساءل أي دين هذه؟ وهي قتل الشهيدة شيرين ابو عاقلة عمداً وبدم بارد على يد قناص عسكري.. وسجنت عشرات الاطفال دون العاشرة وحولها وما زال تفعل..
خطاب الرئيس صفعة للاحتلال الذي قال الرئيس ان اسرائيل العنصرية فضلت ان تتعامل مع الشعب الفلسطيني باحتلالها وليست كونها دولة وهذا الأمر لا يجوز ولم يستمر..
الرئيس عباس كان في خطابه شاهداً ونذيراً، فقد أنذر ان زمن الاحتلال لن يطول وان الالتزام لا يجوز ان يستمر فقط من جانب الشعب الفلسطيني..
عباس شريك للمجتمع الدولي في محاربة الإرهاب، وهو يؤمن بالسلام، وقد دعى له ودعى اسرائيل للتفاوض غدا حول كل القضايا العالقة، وقضايا الوضع النهائي بما فيها القدس والحدود التي طالبها بتعيينها..
خطاب الرئيس كان شجاعاُ وعلميا وفاعلاً وهو وثيقة وعرض حال ومرافعة متماسكة وواضحة، وصلت الى العالم ليرى الى اي درك وصل اخر الاحتلال في العالم ما زال يجثم على صدر شعبنا..
لم تعد خيارات كثيرة .. فإما أن تنهي اسرائيل احتلالها الممتد على مساحة الارض المحتلة عام 1967 وإلا فالمطلوب انفاذ قرار التقسيم وانفاذ القرارين 181 – 194 المتعلقين بإقامة الدولة الفلسطينية منذ عام 1947 والتي اشترط قيام اسرائيل بإقامتها وايضا حق العودة للاجئين المنصوص عليه بالقرار 194 ..
عباس بدا بصحة جيدة وطاقة ممتازة وهو يسجل انتصاراً سياسياً جديداً يتراكم لتأتي الدولة كاملة العضوية رغم تعطيل الولايات المتحدة لميلادها بتهديد الفيتو.. لكن لا بد من صنعاء وان طال السفر..