الجهود الجزائرية وإنهاء الانقسام الفلسطيني عمران الخطيب

بدون أدنى شك بأن الجهود المبذولة من الجزائر الشقيق وفي الإهتمام المباشر من الرئيس عبد المجيد تبون قبل أقل من عام حين تقدم في المبادرة خلال اللقاء مع الرئيس أبو مازن في العاصمة الجزائرية لم تأتي في سياق إنعقاد القمة العربية بالجزائر قبل نهاية العام الجاري، بل بأن هناك حرص استثنائي تاريخي من الجزائر الشقيق وشعبها العظيم، تضامن ومساندة لنضال الشعب الفلسطيني خلال مسيرة النضال الفلسطيني، منذ إنتصار الثورة الجزائرية وإنهاء الإحتلال الاستعماري الفرنسي ، بل أن الجزائر بلد الشهداء كانت أحد العوامل في دعم إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، من حيث تأهيل المقاتلين وتقديم التدريب والسلاح وكما هو معروف دور الجزائر في تدويل القضية الفلسطينية من خلال الراحل الكبير الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال مرحلة تولية وزير خارجية الجزائر ونائب الأمين العام للأمم المتحدة عام 1974 ومشاركة الرئيس الراحل ياسر عرفات في كلمة ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف.

محطات متعددة الجوانب الإيجابية في علاقات الجزائر مع الثورة الفلسطينية وبشكل خاص إنعقاد اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني والذي كان يخرج بتوافق وطني فلسطيني كما حدث عام 1987 المجلس الوطني الفلسطيني التوحيدي الذي إنعقاد في الجزائر، وخلال العام الجاري فقد استمع المسؤولين في الجزائر المكلفين في التواصل مع الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة قد استمتعوا للجميع من أجل الوصول إلى جولة تشكل عامل توافقي بين الجميع وبلورة رؤيا وطنية جامعة بإنهاء الانقسام والفصل الجغرافي بين شطري الوطن، والذي يتكرس في كل يوم منذ وقوع الانقلاب الدموي لحركة حماس في قطاع غزة، ليس المطلوب من الحوار في اللقاء الثنائي أو الشامل في الجزائر الشقيق، العودة إلى عملية جدلية من يتحمل المسؤولية بما حدث، بل المطلوب الخروج من نفق الأنقسام والفصل الجغرافي بين شطري الوطن، وفي إعتقادي بأن المسؤولية يتحملها الجميع وهذا يتتطلب توافق على آلية قد تشكل مخرج لتحقيق التوافق الوطني الفلسطيني، من خلال النقاط التالية:

1-تشكيل حكومة توافق وطني.

2-الإعلان عن تنفيذ قرارات المجلس المركزي والمجلس الوطني الفلسطيني والتي تتعلق بسحب الإعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني ، واتفاق باريس الإقتصادي، وهذا يتتطلب من حركة حماس حل الإدارة المحلية في قطاع غزة، ووقف التنسيق والاتصالات ببن حماس وإسرائيل المباشرة وعبر الوسطاء، وتحديد جهة الإتصال في مختلف القضايا السياسية والوطنية من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، وهذا يتتطلب الدعوة إلى عقد دورة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني ليتمكن مختلف الفصائل حماس والجهاد الإسلامي ضمن مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.

وبذلك يتم عملية الشراكة الوطنية والخروج من الأوضاع الراهنة الذي يشير إلى تصفيت القضية الفلسطينية ويشكل الانقسام والفصل الجغرافي عامل مؤثر إلى جانب العوامل الأخرى والتي تتمثل في الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، وفي الانحياز الأمريكي وخنوع الموقف الأوروبي، إضافة إلى الموقف العربي الذي يسير في إطار التطبيع الشامل مع الكيان الصهيوني، لذلك الجهود المبذولة من الجزائر الشقيق تتطلب إستكمال ذلك من خلال المصالح الوطنية لشعبنا الفلسطيني العظيم
ومواجهة التحديات العصيبة التي تستهدف القضية الفلسطينية ومختلف المكونات الوطنية لذلك تقديم التنازل من حماس أو من حركة فتح لا يعتبر ضعف بقدر ما يعبر عن إنتصار للقضية الفلسطينية، لذلك المطلوب عدم إضاعة هذه الفرصة المتاحة وقد تكون الأخيرة.

عمران الخطيب

Omranalkhateeb4@gmail.com

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري