مؤتمر للاستثمار.. حجر في بركة راكدة!!

عروبة الإخباري-  كتب سلطان الحطاب  

 لعل وعسى فإن قامت الارادة لا تعدم الوسيلة.. و”مؤتمر الاستثمار الاقليمي تحديات وفرص” هو ثمرة لما قامت به مديرة المركز الريادي للتدريب والدراسات رانيا حدادين التي استنهضت همم الكثيرين، ولم توافق على انها ستواجه صعوبات ومزالق حين طرحت الفكرة، وقد سمعتها قبل اشهر تتحدث عن ذلك، ولكنها مضت وقامت باتصالات واسعة في الداخل والخارج، واثنت على دور الدكتور جواد العناني في مساعدتها، ولانها نشيطة فقد استقطبت للمؤتمر شخصيات اقتصادية ومالية واعلامية ومجموعة من السفراء ورجال الاعمال انتظمهم الرغبة في انجاح فرص الاستثمار والعمل على صناعة مناخاته..

 جاء للرعاية فيصل الفايز رئيس مجلس الاعيان رئيس الوزراء الأسبق لينشرحالة من التفاؤل ويدعو الى ضرورات التنسيق بشكل افضل بين القطاع العام والخاص، وتقديم تصورات محدودة ليكون الاستثمار قادرا على التعبير عن الامكانيات الوطنية المتاحة..

 كانت رانيا التي حشدت للمؤتمرالكثير من الفعاليات قد اشركت غرفة صناعة عمان بدور وكلمة القاها رئيس غرفة الصناعة، كما كانت كلمة وزير الاستثمار خيري عمرو  مجسدة للتوجهات الجديدة المأمول الأخذ بها للصعود بحالة الاستثمار وحمايتها ضمن قوانين ناظمة معتبراً الوزير ان فرص الاستثمار تشكل حلقة اساسية في اقتصاديات المنطقة، باعتبار ذلك جزء من المنظومة الاقتصادية في منطقة الشرق الاوسط..

 في الواقع فرص الاستثمار ما زالت بحاجة الى حماية وتوفير وملاذ بعد ان ثبت ان الطلب على الاستثمار في المنطقة يتزايد وفرصه تتراجع لعوامل لا مجال للتوقف عندها في هذه العجالة، وان كانت عقبات الاستثمار المحلي والاقليمي تتطلب مؤتمرا خاصا بذلك..

وحتى لا يصبح الكلام عن الاستثمار كالكلام الذي يقوله من يرجون الغيث بعد انقطاع  فيخرجون لطلبه بادعية ورجاء، فإن هذه المهمة وهي تعظيم فرص الاستثمار وحمايتها لابد ان تكون من اولويات الحكومات المتعاقبة التي لابد ان يصيب جهدها في اطار تراكمي واحد، حتى لا نظل نسأل متى الخروج من عنق الزجاجة او الامل بأن الغد افضل من اليوم، وان الغد الجميل قادم دون ان نعمل لهذا الغد بما يجعله يأتي ويكون افضل..

 المؤتمر صرخة .. واعتقد انه حجر في بركة يكاد ماؤها يركد، وهو استجابة لحاجة وضرورة، وكنت سألت الصديق الدكتور باسم الدهامشة احد كبار المسؤولين في وزارة الداخلية عن الاستثمار فأبدى تفاؤله بذلك ، إذ أن التعطيل الذي كان يصاحب بعض معاملات المستثمرين أو عدم  الاجابة على أسئلتهم العديدة التقليدية والطارئة ظل “ينفر” وربما يهرب الكثير من المستثمرين الذين توجهوا لجهات اخرى وبلدان اخرى في الاقليم، والحقيقة ان للاردن ميزات تنافسية افضل من غيره وهذه الميزات بحاجة الى من يسوقها وينفض عنها الروتين والمألوف والركود، ويرى ضرورتها في اعادة بناء مناخ استثماري جاذب يوفر فرص عمل متنامية لاجيال من الداخلين لسوق العمل ولمئات الاف طلاب العمل ممن يبحثون او هم على مقاعد الدراسة..

 لا نطالب باختراع العجلة ولكن نطالب برقابة افضل على الاجراءات، وحماية القوانين الناظمة للاستثمار، وهي جيدة تكلم عنها الوزير عمرو في كلمته، ولكن اسلوب الوعظ والمناشدة لا يكفي، وانما لا بد من تفعيل وحماية وجدية واختيار الانسب من الذين يعملون في مطبخ الاستثمار ويوفرون وجباته..

 لن يصنع هذا المؤتمر النواة المعجزات ولكنه ينبه ويشير ويغري بالعمل، فما ذكره المشاركون العرب من تقدير للمناخ الاستثماري الاردني وجاذبيته يشجع على مواصلة العمل دون يأس..

 لقد مر بلدنا بظروف صعبة وما زال، ولم تعد الذرائع تنفع في تأجيل تحسين الحياة المعيشية او خلق المبررات طالما ان هناك من يستطيع العمل ويجترح حالات الابداع..

 

 

    

Related posts

هيئة تنشيط السياحة تحقق إنجازًا دوليًا بفوزها بجائزة (أفضل حملة إلكترونية) عن حملة (مملكة الزمن)

وزارة الطاقة: جهود وطنية للتنقيب عن النفط والغاز

بنوك مركزية خليجية تحذو حذو الاحتياطي الاتحادي وتخفض الفائدة