عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
خليل عطية النائب المعروف في البرلمان منذ عقود ليس بحاجة ان أعرف به وبعمله ذو الطبيعة الوطنية والانسانية على المستوى العام ، أدلى برأيه اخيراً في القرار والموقف الذي اتخذته اسرائيل كجزء من سياساتها ضد الشعب الفلسطيني الصابر والمكافح على أرض وطنه ، حين أوجد مطاراً في الصحراء قريبا من العقبة ، كان مهملا وفاشلا وارادت تنشيطه وان تجعل ركابه و مستعمليه من الفلسطينيين الذين يعانون احتلالها خاصة اولئك السجناء الممنوعين من السفر، وقد ارادت من ذلك احياء مطار فاشل لتجني منه مئات الملايين عبر تشغيله وان تجعل الفلسطينيين يستعملونه لتضرب عصفورين بحجر ..
عصفور اقتصادي ذكرناه وذكره تقرير البنك الدولي الذي كشف عن حجم خسائر مذهل للاردن ان اشتغل هذا المطار ونجح، ولذا كان الواجب ان يجري العمل على افشاله وعدم تمكين الاسرائيليين من تشغيله، سيما وان الاردن احتج عليه اكثر من مرة..
اما الهدف الاخر والاهم فهو هدف سياسي اذ لا تريد اسرائيل ان يبقى جسر الملك حسين معبرا للفلسطينيين الى الاردن والى مطار الملكة علياء ، أي تريد ان تلغي فكرة أي حدود بين الفلسطينيين والاردنيين لتسحب بذلك أي اعتراف او امكانية في قيام دولة فلسطينية، وبالتالي يذهب الفلسطينيون لاستعمال مطار رامون الإسرائيلي..
إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية لا في الضفة الغربية ولا حتى في قطاع غزة، ولا تريد فتح مطار غزة للغزيين ولا مطار قلنديا الذي احتلته وكان مطاراً باشراف اردني قبل عام 1967.. أي لا تريد للفلسطينيين ان يخرجوا او يدخلوا من اي مطار او ميناء لهم او للاردنيين ، وبالتالي فأتت بخطوتها الاحتلالية العدوانية التي ترافقت مع اوضاع صعبة على الجسور عملت اسرائيل على خلقها وتأزيمها ، وجعلت الرئيس الامريكي يتحدث عنها حين طالب بتسهيلات على الجسور في محاولة لإظهار الاردن وكأنه المعطل..
كان يستوجب ذلك العمل على نزع الذرائع الاسرائيلية بالوقوف في وجه هذه الخطوة العدوانية الاسرائيلية الجديدة التي تلحق الضرر بالفلسطينيين والاردنيين معا ، ولكن اسرائيل استهدفت الايقاع واستعجل البعض دون ان يفهم المقاصد الاسرائيلية الخطيرة حين تحركت بعض الاقلام التي يجري غمسها في حبر الفتنة والتفريق والايقاع بين الشعبين والقيادتين الاردنية والفلسطينية، ولكن المسؤولين الكثيرين كانوا في الفهم الصحيح والمرصاد للرد على ذلك، فكانت تصريحات ومواقف رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة الواضحة في لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية وهو اللقاء الذي جاء في وقته وقطع الطريق على مروجي الفتنة ممن ارادوا تمرير الكرة الاسرائيلية الى ملعبنا.. وهم معروفون ..
وفي خضم ذلك جاء موقف النائب خليل عطية الواضح والوطني الذي يحذر وينبه ويرد، وقد دعا الرجل الى المشاركة الاكبر في الرد على الخطوة الاسرائيلية ومقاومتها كجزء من المقاومة الشعبية واسعة المدى التي دعا لها الرئيس عباس، وهي مقاطعة المطار وتحذير مستعمليه وقطع الذرائع الاسرائيلية وسحبها..
لم يكفر خليل عطية ولم يضل وما غوى، ولكن قال الحقيقة.. فمثل هذه الاجراءات تتطلبها الشعوب صاحبة المصلحة فيها ويكون ذلك بمقاطعة المطار ومعاقبة مستعمليه، وتكون البدائل التي يعمل الاردن الان بكل جهده على تطويرها ..
نعترف ان هناك معاناة على الجسور التي تريد اسرائيل ان تحولها الى حواجز شبيهة بتلك التي تضعها على الطرق وبين المدن والمحافظات، والتي كان يصطف عليها الفلسطينيون لساعات طويلة وحتى ايام او يستعملون بدائلها طرقاً التفافية تستغرق يوما أو عشرات الكيلو مترات بدل امتار محدودة..
عندما حذر خليل عطية وطالب في معاقبة الذين يسهلون اجراءات الاحتلال واهدافه، لم يرغب في معاقبة الفلسطينيين والراغبين في العبور او زيادة معاناتهم، فهو الأعرف بذلك، وانما اراد ان تستتمر المقاومة العربية والصمود ، وان تتنبه القيادات الفلسطينية والعربية وعموم الشعب الفلسطيني لمخاطر هذا العمل، وان يقوم الرد عليه بشكل واضح ومباشر ، وهو يعلم ان في ذلك معاناة وكلفة باعتبار ذلك نضالا ، ولذا فان الرجل يحتاج الى التأييد وليس التحامل عليه..