عروبة الإخباري – أكد خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج، أن “العدو الصهيوني يسعى في سنواته الأخيرة، وكما رأيناه في رمضان الماضي، لحسم معركته على المسجد الأقصى، الذي أصبح عنوان مزايدة بين القوى والأحزاب الصهيونية، خاصة في ظل انتخاباتهم وصراعاتهم المتكررة، مما يشكل خطرا كبيرا وداهما، قد يتضاعف في الأشهر القادمة، مما يستدعي منا أن نعطي السقف الأعلى من خططنا وبرامجنا وجهودنا في كل الميادين على مستوى شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، وعلى مستوى أمتنا العربية والإسلامية، بل على مستوى الإنسانية”.
وأضاف مشعل في كلمته خلال الملتقى العلمائي الدولي الرابع بعنوان “ذكرى حريق المسجد الأقصى.. الحريق يطفئه التحرير”، والذي نظمته رابطة علماء فلسطين، أن “انعقاد هذا الملتقى من أرض غزة العزة، أرض المقاومة والمجاهدين والشهداء، وفي هذا التوقيت والمناسبة، يحمل دلالتين هامتين، أولاهم أن المسجد الأقصى المبارك هو قلب القدس ودرتها، وعنوان الصراع والبوصلة والمسار والمصير والهوية والراية العظيمة التي تحشد لها كل طاقات الشعب الفلسطيني وطاقات الأمة من أجل حسم الصراع مع هذا الكيان، واستعادة القدس والأقصى وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية”.
وأكد مشعل أن “كل العناوين الأخرى خلف عنوان القدس والأقصى تتصاغر، لأنه الروح والمحرك والمحفز، لأننا نتحدث عن قبلة المسلمين الأولى، وعن المسرى والمعراج، ولأنها أرض الفتوحات والنبوات والصحابة والتابعين والفاتحين، الأرض التي قُبِرت فيها كل الغزوات الأجنبية، وسيُقْبر هذا الاحتلال بإذن الله”.
وأشار مشعل إلى أن “الدلالة الثانية تتعلق بدور العلماء الحاضر دائماً عبر التاريخ، جنباً إلى جنب مع القادة السياسيين والعسكريين والمجاهدين والكوادر وطاقات الأمة والشعب، ومن حملوا إرث النبوة، وتقدموا الصفوف حثاً وتوعية وتبصيراً وتشجيعاً وقدوة في ميدان الجهاد والمقاومة، وكما حفظ لنا التاريخ اسم القائد صلاح الدين، فقد حفظ لنا أيضاً اسم القاضي الفاضل جنباً إلى جنب”.
وأوضح أن “الشعب الفلسطيني يحتاج منا اليوم أن نضاعف طاقتنا في كل الميادين، المعركة العسكرية ينبغي أن نستكمل عدتها لنخوضها من جميع الجهات، وغزة حاضرة كما هي على العهد والدوام، لكننا نريد أن نستكمل حضورنا الفاعل في الضفة الغربية وفي الداخل المحتل، وفي الشتات، وعبر الحدود والجبهات، بجانب حضور الأمة”.
وأكد أن “العدو الصهيوني حين يرى أن الذين يستشهدون ويجاهدون من أجل القدس والأقصى في سبيل الله هم من كل شرائح شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، وعبر كل الجبهات، وكذلك من أمتنا العرية والإسلامية، حينها تبرز الصورة الوحدوية الفلسطينية العربية الإسلامية الإنسانية، ويدرك العدو أنه لا قِبَلَ له بأمة تحشد من أجل تحرير المسجد الأقصى واستعادة القدس”.
وأشار ان “المعركة السياسية من أجل القدس والأقصى تتطلب التحشيد تحت هذا العنوان، وتتضافر الجهود على كل الساحات والميادين السياسية والإعلامية والدبلوماسية والقضائية والقانونية، وفي تعبئة الأمة وإدارة العلاقات، كل ذلك على طريق تحرير الأقصى، وأعتقد اليوم أننا محتاجون في ظل احتشاد عدونا، واستجماع كل طاقاته، من أجل حسم المعركة على الأقصى، وأن نفعل أضعاف ما يفعله عدونا، ونجعل تركيزنا كله على هذه المعركة الكبرى في الميادين العسكرية والسياسية والجماهيرية والقانونية، وفي كل الساحات والميادين، ونلاحق العدو في كل المنابر والمحافل الدولية”.
وأكد مشعل أن “الشعب الفلسطيني وقواه الحية مدعوة لأن تعطي الرسالة بأننا نريد حسم معركتنا مع الاحتلال، واستعادة أرضنا ومقدساتنا، لأننا أمة لا تفرط في حقوقها، وهذا التطبيع قشرة مزيفة لا تعبر عن حقيقة الأمة التي ترى فلسطين جزءً من عقيدتها، وترى القدس والأقصى آية في كتاب ربها”.
وختم مشعل بالقول أن “هذا الملتقى يحصل في ظل ما تعانيه غزة من حصار زاد عن ستة عشر عاما، وما تواجهه غزة من العديد من العقبات والتحديات والآلام، وهي تلملم جراحها بعد عدوانات صهيونية عديدة، فيما تئن الضفة الغربية تحت وطأة الاحتلال والاستيطان، وتنسيق أمني يضعف مقاومتنا، ويلاحقها، فضلا عن بعض الاختراقات التي نجح بها عدونا من خلال التطبيع، لكن ذلك لن يقعدنا عن معركتنا الكبرى، بل يحفزنا، لأن الأمة عادة ما تبدع في ظل التحديات التي تواجهها”.