عروبة الإخباري – أمل يوسف عقرباوي
ضجيج الورد” هو عنوان المعرض التشكيلي للفنانة الفلسطينية (فاتن امارة)، الذي أفتتح في جاليري (ارتبستر)، بإدارة الفنان المهندس إبراهيم العطيات، وبتنظيم من جمعية نجم العربي الدولية. وقد افتتح المعرض رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين الفنان الدكتور إبراهيم الخطيب، وقد جاء المعرض بتنظيم وبتنسيق من الفنان محمد الخطيب والشاعر العراقي سعد العراقي.
يشتمل المعرض على 32 لوحة فنية بأحجام مختلفة ومتعددة النمط.. لوحات مُعبرة كأنها حروف تُقرأ وتنطق، تبرز في موضوعاتها جماليات البيئة الفلسطينية الاستثنائية، والموروث الفلسطيني المُتفرّد، وعذابات الشعب الفلسطيني المُشرد على مساحات العالم أجمع، بشكلٍ يخلعك عن عرش اتّزانك ليلقي بك في أتون الفاجعة والجمال..!
وقد استطاعت الفنانة فاتن أن تتخطى الحدود النفسية والمكانية والزّمانية لتعرض أول معرض شخصي لها بهذه الاحترافية، حيث ركّزت الفنانة التشكيلية الشّابة ومن خلال لوحات المعرض الشاسع، والذي استمر لثلاثة أيام، على قضية النضال الفلسطيني الأزلي ودمجته مع صخب الطبيعة وعنفوانها وجمالها، من أزهار، وأشجار، وحقول، وامتدادات، وفضاء لانهائي، واتّساع في الرّؤيا والمسافة…! كما أنّها وثَّقَتْ في عدد من اللوحات الجريئة، نضال المرأة الفلسطينية، وبطولة الطفل الفلسطيني، وجرأته، وبراءته، وجماله. كما قدمت الفنانة فاتن الطبيعة الخلّابة من خلال استحضار الموروث الفلسطيني الرائع، وركّزت على جمال الوجوه المعبرة كاللوحة (الصرخة) والتي جسدتها في صرخة طفلين فلسطينيين، لعل وعسى أن تصل صرختهم البريئة إلى ما بعد الأفق والحدود والإنسانية…!
وقالت الفنانة التشكيلية فاتن إن الغاية من المعرض هو إبراز معاناة الشعب الفلسطيني وإيصالها إلى أوسع شريحة من الجمهور الأردني والعربي والعالمي، من خلال المشاركة بين البلدين، سواء من خلال إنجاز لوحات فنّية تحاكي معاناة شعب، أو الطبيعة، أو لوحات أخرى تقدم للجمهور الذي هو أيضاً جزء من الفلكلور الأردني.
كما اشتمل المعرض على فعاليات فنّية منوعة، غنائية، وموسيقية. وكان الحضور نوعي وكثير من نخبة المثقفين، من كتاب وشعراء وفنانين وأصحاب الذائقة العالية.
وبينت الفنانة أن الريشة هي جزء من ثقافتنا للمحافظة على الموروث والطبيعة الفلسطينية، حيث إنه يجب المحافظة عليه من أجل الأجيال القادمة، معتبرة أن موضوعات اللوحات في المعرض، تم انتقاؤها بذائقيه عالية من خلال مسيرتها الفنية. وتم الاشتغال عليها بهدوء وتركيز فرضته ظروف الواقع الفلسطيني، التي تمت الاستفادة منها في الخروج بهذا المنجز الإبداعي المميز. وتركز تجربة الفنانة فاتن من خلال هذا المعرض على إبراز المكان والاهتمام بالتفاصيل، في محاولة منها لتوثيق التراثيات في مثل هذه الصور، والتي تحتل جزءاً كبيراً من ذاكرة الشعب، وبالتالي إيصالها إلى الجيل الجديد.
وقالت الفنانة التشكيلية إن الغاية من المعرض هي إبراز قيم الجمال وإيصالها إلى الجمهور، سواء من خلال إنجاز لوحات فنية تحاكي الطبيعة أو لوحات أخرى تقدم للجمهور التراث الفلسطيني الذي هو أيضا جزءاً من التراث الأردني. وتعكس لوحات المعرض التجربة الغنية والمتميزة للفنانة التي ترتكز على أصالة العمل الفني، وتهتم في بناء علاقة بين الإنسان والمكان، من خلال حضور اللوحة الكلاسيكية التي تهتم بالإيقاع، والخلفية، واللون، لتشكل مفردات اللوحة الأساسية التي تم الاشتغال عليها لتخرج للجمهور لوحة تصويرية من جهة المنظور، وتوزيع الكتل، والظل، حيث تبرز الطبيعة الفلسطينية وطبيعة أرض الأجداد بشكل جميل ولافت للنظر.
يشار إلى أن الفنانة عضو في جمعية نجم العربية الدولية، كما تقوم على تطوير أدواتها الفنية على يد فنانين من فلسطين والأردن.