عروبة الإخباري – قال الرئيس التنفيذي / المديرالعام للبنك الاسلامي الاردني الدكتور حسين سعيد ان تطبيق الاقتصاد السلوكي الحديث يضع المصارف الاسلامية امام فرصة الاستفادة من ايجابيات تطبيقات الاقتصاد السلوكي وعكسه على اعمالها، فالبنوك الاسلامية تسعى باستمرار لتطوير منتجاتها وخدماتها وعقود معاملاتها والتي تصب في الاقتصاد الحقيقي غير القائمة على مبدأ الاستهلاك، وربطها بأحكام ومبادئ الشريعة الاسلامية ومقاصدها، بحيث لا تؤدي الى الحاق الضرر بمتعامليها والابتعاد تماما عن كل ما هو محرم شرعا أو ما يشتمل أو ينطوي على أي شبهة شرعية.
واضاف ان المصارف الاسلامية تَعتَبر متعامليها شركاء معها في اداء رسالتها وعملها ، كما يقع على عاتقها توفير الدعم والوعي والتوضيح لمتعامليها حول الخدمات والمنتجات والمعلومات اللازمة التي تُقَدّم لتساهم باتاحة المجال امام المتعاملين اتخاذ القرار السليم ، مع الابتعاد عن استغلال التوجه الديني لهم في التعامل مع المصارف الاسلامية من خلال توفير معلومات واضحة تراعي مستويات الادراك وتحقق مبدأ الاشتمال المالي للوصول الى جميع فئات المجتمع واتاحة المجال امامهم للاستفادة من الخدمات المصرفية الاسلامية المختلفة.
جاء ذلك في كلمة القاها الدكتور حسين سعيد اثناء افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لقسم المصارف الاسلامية في كلية الشريعة / الجامعة الأردنية وبالتعاون مع الجمعية الاردنية للمالية الاسلامية بعنوان « الاقتصاد السلوكي ماهيته ومجالات تطبيقة « وبرعاية حصرية من البنك الاسلامي الاردني وذلك تحت رعاية رئيس الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور نذير عبيدات وبمشاركة أكاديميين واقتصاديين وباحثين متخصصين وذلك خلال الفترة 26-27 تموز 2022 .
كما ترأس الدكتور حسين سعيد الجلسة الأولى للمؤتمر بعنوان «الاقتصاد السلوكي مدخل مفاهيمي» تناولت الاقتصاد السلوكي مدخل مفاهيمي عام والتحيزات المعرفية وأثرها على الاقتصاد السلوكي والاقتصاد السلوكي اصوله ومبادئه وتطبيقاته في الاقتصاد الاسلامي .
وبيّن الدكتور حسين سعيد ان الاقتصاد الإسلامي ينطلق من منهجية القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في الدعوة الى ضبط سلوك المسلم باتخاذ القرار السليم المُحكم بتغليب العقل على العاطفة ودون إلحاق الضرر بأحد، فالمبادئ التي تحكم سلوكه، تتسع لتشمل جميع الطيبات وتستثنى الخبائث والاعتدال في طلب أي سلعة كانت وتنبذ المغالاة والاسراف والتبذير ، و تخضع فكرة المسلم عن الاستهلاك لمبادئ وقواعد منها: الأصل في الأشياء الإباحة، والمشروعية (الحلال والحرام)، والقيم الخلقية، والاعتدال. اما العوامل المؤثرة في سلوكه فتشمل العقيدة، والأخلاق، إلى جانب العوامل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
واكد الدكتور حسين سعيد على سعي البنك الاسلامي الاردني باستمرار الى عكس مفهوم الاقتصاد السلوكي على اعماله سواء بما يتعلق بسلوك متعامليه او موظفيه او مسؤوليه وذلك من خلال دراسة سلوكيات وحاجيات ورغبات متعامليه والعمل على تطوير منتجاته وخدماته وعقود معاملاتهوربطها بتطوير اعماله، معتمداً بذلك على التزام موظفيه بالاخلاق والمهنية والاتصاف بالصدق والامانة وتقديم النصح وعدم التضليل، الى جانب عكس سلوك المسؤولين واصحاب القرار عند اتخاذ القرار الرشيد بالاعتماد على الناحية الشرعية والاخلاقية التي تضبط اخلاقيات العمل المصرفي الاسلامي.
واضاف ان دعم ورعاية البنك الاسلامي الاردني لهذا المؤتمر يأتي استمراراً للدعم المستمر الذي حظيت به مؤتمرات كلية الشريعة السنوية من مصرفنا منذ نشأتها، تعزيزاً للشراكة الاستراتيجية المستدامة ما بين مَصرِفنا وأعرق الجامعات الأردنية، الجامعة الام، (الجامعة الأردنية) و تأكيداً ودعماً للمسيرة الاكاديمية والبحث العلمي ، متطلعاً ان يحقق هذا المؤتمر اهدافه باستعراض ابحاث ودراسات الباحثين لتسليط الضوء على هذا الموضوع والتعريف به والحوار والنقاش وتبادل الخبرات والخروج بنتائج وتوصيات تصب في مصلحة الجميع.
ووجه في كلمات أُلقيت اثناء حفل افتتاح المؤتمر كلٍ من الأستاذ الدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة الاردنية راعي المؤتمر و الأستاذ الدكتورعدنان العساف عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية والدكتور هيام الزيدانيين رئيسة قسم المصارف الاسلامية الشكر والتقدير للبنك الإسلامي الأردني لرعايته المؤتمر ودعمه المستمر لنشاطات كلية الشريعة في الجامعة الأردنية ، كما تم تسليم الدكتور حسين سعيد درعاً تكريمياً تقديراً لرعاية البنك الإسلامي الأردني الحصرية للمؤتمر الذي يهدف الى التعريف بالاقتصاد السلوكي ومنهجيته وبيان اهمية الاستفادة من تطبيقاته في مختلف القطاعات العامة والخاصة واثراء المكتبة العربية بالبحوث والمراجع التي تبحث في هذا الموضوع والمواءمة بين الفكر الاقتصادي الاسلامي والاقتصاد السلوكي كما يتيح المجال لذوي الاختصاص الحوار وتبادل الخبرات في محاورالمؤتمر التي اشتملت على الاقتصاد السلوكي في اطار التحليل الاقتصادي وعلاقته بالعلوم الاجتماعية والاقتصاد الاسلامي وتطبيقاته المعاصرة .